جمال كامل
– منذ اليوم الأول للعدوان السعودي الاماراتي الغاشم على الشعب اليمني المظلوم ، اعتبر اليمنيون هذا العدوان بأنه عدوان امريكي “اسرائيلي” بامتياز على اليمن ، لسبب بسيط ، وهو انه ليس بمقدور السعودية والامارات التفكير ، حتى مجرد التفكير ، بشن هذا العدوان ، لولا الاوامر الصادرة من واشنطن وتل ابيب.
امريكا ضربت مجموعة من العصافير بحجر واحدة في دفع السعودية والامارات لشن عدوانهما على اليمن ، فالحرب المستمرة منذ اربع سنوات كلفت السعودية 1500 مليار دولار ، وهذا الرقم الخيالي دخل في الخزينة الامريكية بشكل كامل ، ومازالت هذه المليارات تتدفق كل يوم على أمريكا ، التي تسعى الى حلب السعودية لآخر دولار نفطي.
امريكا اضعفت بلدا عربيا مسلما ، وهو اليمن، من خلال استمرار الحرب ، بعد ان رأت الادارات الامريكية ، ان حركة انصار الله في اليمن ، لا يجب ان تتجذر في هذا البلد ، بسبب الموقف المبدئي لها من القضية الفلسطينية ، ومن محور المقاومة.
المتتبع ليوميات الحرب العدوانية الامريكية الاسرائيلية” السعودية الاماراتية ، على الشعب اليمني ، والتي شهدت ابشع واشنع المجازر ضد الانسانية ، حيث تعرض كل شيء يتحرك على الارض في اليمن لقصف الطائرات السعودية والاماراتية ، فلم تسلم المستشفيات والمدارس ورياض الأطفال وحافلات المدارس والأعراس والمآتم والبنى التحتية ، كما تفشت الامراض والاوبئة والمجاعة ، يعلم جيدا ان هذه الحرب ضد الانسانية ، ما كان لها ان تستمر، لولا الدعم الامريكي الواضح والفاضح للسعودية والامارات.
الصور المخيفة لأطفال اليمن الذين تحولوا الى هياكل عظمية ، حيث خطف الموت منهم نحو مائة الف طفل لحد الآن ، هزت وجدان العالم اجمع ، إلا وجدان ترامب وادارته العنصرية المتطرفة ، الى جانب وجدان رئيس الوزراء “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو ، وولي عهد السعودية بن سلمان ، وولي عهد الامارات بن زايد.
بعد جريمة اغتيال الصحفي خاشقجي المروعة ، انتقلت مأساة اليمن إلى الواجهة ، وهي الواجهة التي حاول التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي ، بكل ما يملك من اموال ونفوذ وفضائيات ، طمسها لإخفاء معالم الجريمة .
العالم كله كان ينتظر ان يتخذ الغرب وعلى رأسه امريكا ، على هامش قمة العشرين ، موقفا واضحا إزاء الحرب على اليمن ويدعو الى انهائها ، إلا ان مواقف المسؤولين الامريكيين جاءت على النقيض من ذلك كليا ، فقد تعهد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ،على هامش اجتماع مجموعة العشرين الذي عقد في الارجنتين ، أن تستمر امريكا في دعم العدوان السعودي الاماراتي على اليمن.
لما كان موقف إدارة ترامب من قضية العدوان على اليمن يتناقض مع ابسط القيم الإنسانية ، كما تناقضت جريمة تصفية خاشقجي البشعة مع تلك القيم ، فإن الأيام والاسابيع المقبلة ستكون حبلى بالأحداث الدراماتيكية ، التي ستهز البيت الابيض على من فيه ، في تأكيد لحقيقة ان صلف وعته وجنون وجشع ترامب والمحيطين به لن يكون بدون حدود.
*شفقنا