قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه إذا كان هناك مسؤول عن جريمة قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، فسيكون ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وجاءت تصريحات ترامب، في مقابلة صحفية أجراها في مكتبه البيضاوي، مساء أمس الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول، مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وقال ترامب في المقابلة إنه مقتنع أن الملك سلمان لم يكن يعلم بقتل خاشقجي مقدما.
ورد على سؤال حول تورط الأمير محمد بن سلمان المحتمل في جريمة قتل خاشقجي، بقوله: “حسنا، الأمير يدير الأمور هناك (في السعودية) أكثر من أي شخص آخر في هذه المرحلة، فهو يدير الأمور، وإذا كان هناك أي شخص فسيكون هو”.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية، بما في ذلك مديرة وكالة الاستخبارات المركزية، جينا هاسبيل، عائدين حاليا من زيارات إلى تركيا والسعودية، بمعلومات جديدة عن جريمة قتل خاشقجي.
وقال إنه طلب منهم عدم نقل نتائجهم إليه عبر خطوط الهاتف، واختار أن ينتظر وصولهم إلى واشنطن حتى يطلع على تلك النتائج.
وكشف ترامب عن أنه تحدث مع ولي العهد السعودي، وسأله عن كثب حول مقتل خاشقجي، وقال إنه طرح عليه أسئلة عديدة بطريقتين مختلفتين.
وقال ترامب: “سؤالي الأول له: هل تعلم أي شيء عن هذا (قتل خاشقجي) من حيث التخطيط الأولي؟”.
وتابع: “فرد الأمير محمد: بأنه لم يكن يعلم، فقلت له: من أين بدأ الأمر كله؟ فأجاب الأمير أنه بدأ من المستويات الدنيا”.
ورد ترامب على سؤال “وول ستريت جورنال” حول إذا ما كان مقتنعا بهذا النفي، فقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي صمت لعدة ثوان، ثم أجاب:
أريد أن أصدقهم. أنا حقا أريد أن أصدقهم.
وتحدث الرئيس الأمريكي عن عملية قتل خاشقجي بقوله: “ما كان ينبغي أن يكون هناك عملية للتفكير في الأمر. لكن بما أن الأمر تم، فقد تم القيام به بشكل فظيع. كما يبدو لي بالتأكيد أنه تمت التغطية عليه بشكل فظيع أيضا”.
وجاء حوار ترامب بعد ساعات من خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي قال فيه إنه تقدم باقترح على العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بأن تجرى محاكمة الأشخاص الـ 18 المسؤولين عن مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، في إسطنبول.
أردوغان يعلن أن جريمة قتل خاشقجي مدبرة
وتحدث أردوغان، خلال اجتماع لحزب “العدالة والتنمية” (الحزب الحاكم) عن تفاصيل التحقيق في القضية، وقال “إن هذا الحادث وقع في إسطنبول، مما يحملنا المسؤولية للكشف عن الحقيقة”. وأكد على أن خاشقجي قتل بطريقة وحشية داخل القنصلية السعودية، يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول.
وأعلن النائب العام السعودي، السبت الماضي، أن التحقيقات أظهرت وفاة المواطن السعودي، جمال خاشقجي، خلال شجار في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وأكدت النيابة العامة أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية، والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصا، جميعهم من الجنسية السعودية، تمهيدا للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية، وتقديمهم للعدالة.
وأثارت القضية اهتمام دول كبرى، مثل فرنسا وبريطانيا اللتين طالبتا السعودية بإجابات “مفصلة وفورية” عن اختفاء خاشقجي، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
(وكالات)