غابت أخبار الطلعات الجوية السعودية والإماراتية ضد اليمن هذه الأيام، كما لم يعد القادة السعوديون ومنهم وزير الخارجية عادل الجبير يكتبون تدوينات أو يدلون بتصريحات تهاجم قطر، ويدل هذا على أن البيت السعودي منشغل بمستقبل ولي العهد وتداعيات اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي والانباء عن مقتله في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وشكلت قطر واليمن أهم النقاط في الأجندة السعودية والإماراتية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، فقد خصصت دبلوماسية الرياض الكثير من الوقت والجهد في تعاطيها مع باقي البلدان في التعريف بأسباب حصارها لقطر ولماذا تشن الحرب ضد اليمن.
وفرضت الدول الخليجية الاربع (السعودية الامارات والبحرين بالاضافة الى مصر) الحصار على قطر بعد اتهامها بدعم الإرهابيين وتشجيع الإخوان المسلمين بعد الربيع العربي، والتدخل في الشأن الداخلي للدول الخليجية، وبلغ الأمر بقيام السلطات السعودية بالتهديد بحفر قناة سويس جديدة (سلوى)، فصل قطر عن الجزيرة العربية، وتشديد الحصار عليها، وكان عادل الجبير قد خصص جزء من مداخلته الأخيرة في الأمم المتحدة ضد قطر ولتبرير الحرب على اليمن.
وبالنسبة للحرب في اليمن، تراجعت حدة الهجمات العسكرية السعودية والإماراتية على اليمن خلال الأيام الأخيرة، ويكتفي الطيران والمدفعية السعودية بالرد على هجمات الحوثيين أكثر من شن هجمات كما كان يحدث في الماضي، حسب الاحصائيات المتوفرة بشأنها.
وتشير صحف امريكية مثل “نيويورك تايمز″ و”الواشنطن بوست” الى تساهل إدارة الرئيس دونالد ترامب مع السعودية في حربها ضد اليمن، وتتحدث عن سقوط آلاف الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء، وتطالب هذه الصحف رفقة سياسيين بوقف الدعم العسكري الأمريكي للسعوديين في هذه الحرب.
وتتخوف السعودية من حظر أمريكي على الأسلحة ويكون من ضمن المبررات ضحايا حرب اليمن، لهذا تحاول جعل ملف اليمن يغيب عن أجندتها بالتقليل من الهجمات العسكرية على الحوثيين. وبالفعل، بدأ أعضاء في الكونغرس الأمريكي يطالبون باستصدار قرار يحظر بيع الأسلحة عن السعودية ومنهم السيناتور الشهير بيرني ساندرز، وموقف حزب العمال البريطاني بضرورة فرض حظر أسلحة على السعودية.
ووسط كل التطورات المتسارعة، أصبحت السعودية مشغولة بقضية خاشقجي التي جعلتها دولة خارج القانون، وتخصص كل وقتها لاحتواء هذه الأزمة التي تهدد مستقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشكل خاص، وهذا جعل تركيزها اقل مؤقتا على الحرب ضد اليمن وحصار قطر، ويتوقع المراقبون ان يقود هذا الى اتخاذ قرار بوقف الحرب ضد اليمن بعدما تلاشت ضرورة مواجهة إيران في البلد، أمام التحديدات التي تواجهها بانتظار اعلان التحقيقات بشأن قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول.
(رأي اليوم)