لازالت الاتهامات التي كشفها موقع “بازفيد” الأمريكي، عن استئجار الإمارات مرتزقة امريكيين واسرائيليين لتنفيذ عمليات اغتيالات في اليمن تثير المزيد من الجدل والاستنكار، فيما توعد ناشطون يمنيون بالرفع إلى محاكم دولية لمحاسبة أبوظبي على أدلة تثبت تورط الإمارات بارتكاب سلسلة من الاغتيالات استهدفت سياسيين وأئمة مساجد في عدن.
وفي سياق تفاعلات ما كشفه التحقيق، نددت افتتاحية صحيفة “القدس العربي” الصادرة اليوم الخميس، بالدور الإماراتي في اليمن.
وقالت الصحيفة: “إضافة إلى إعادة تصريف السياسة وتحويلها إلى أفعال اغتيال شائنة لشخصيات سياسية فإن الإمارات قامت بسبق ابتكاريّ على حليفتها السعودية، فعكس الرياض التي أرسلت، حسب كل ما تشير إليه الأنباء، فريقاً «محلّياً» من الهواة الذين تركوا وراءهم مجموعة كبيرة من الآثار الفاضحة الدالة على جريمة اغتيالهم لخاشقجي، فإن أبوظبي استفادت من تجربتها كعاصمة بلاد تجارية يشترى ويباع فيها كل شيءّ، فقامت بما يسمونه في علم الاقتصاد (Outsourcing) أي تكليف خبراء أجانب بتنفيذ الأعمال «القذرة» التي يمكن للمال أن يشتريها (في الحالة المذكورة كان الاتفاق على 1.5 مليون دولار في الشهر)، وبذلك توفّر عليها فضائح وتبعات مساوئ وأخطاء المنفذين المحلّيين على الطريقة السعودية!”، على حد تعبير الافتتاحية.
وأضافت الصحيفة قائلة: “هناك مقارنة أخرى مفيدة بين الجنود الأمريكيين الذين ينفذون عمليات الاغتيال لصالح الإمارات، ويتلخص موقفهم بأنهم مستعدون لقتل من يشاء ممولوهم، وموقف الإدارة الأمريكية للرئيس دونالد ترامب والتي كانت واضحة في أنها لن تلغي صفقات السلاح مع السعودية حتى لو ثبتت مسؤوليتها عن اغتيال خاشقجي”.