قالت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية إن استهداف السعوديين للإمدادات الغذائية في اليمن أسوأ من اختفاء جمال خاشقجي، معتبرة المؤامرة التي استهدفت الصحفي السعودي مزيج مروع من الوحشية والغباء.
وأشارت الصحيفة ان هذا العمل ليس بأي حال أسوأ عمل نفذته المملكة العربية السعودية منذ عام 2015، وان كان الأشهر في الظهور، مستنده على تقرير الأمم المتحدة عن استراتيجيات التحالف في الحرب اليمنية، الذي قطع الشك باليقين وأكد ان القوات لسعودية وجهت هجماتها مستهدفة الإمدادات الغذائية.
ووفق المقال الذي كتبه الصحافي “باتريك كوكبورن” فقد أظهر التقرير أن القصف والأنشطة العسكرية الأخرى التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تتعمد استهداف الإمدادات الغذائية وتوزيعها في محاولة لكسب الحرب من خلال تجويع الملايين من المدنيين على الجانب الآخر.
وقال مارك لوكوك، رئيس الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن: “إنه أمر كئيب، نحن نخسر معركتنا ضد المجاعة”.
وأشار الى حوالي 22.2 مليون يمني أو ثلاثة أرباع السكان بحاجة إلى المساعدة ، 8.4 مليون منهم لا يحصلون على ما يكفي من الطعام، وهو رقم قد يزداد بمقدار 10 ملايين بنهاية العام.
وأورد التقرير العديد من الدول التي قال انها قامت بتهيئة الظروف لمجاعة من صنع الإنسان دون الشعور بأي نوع من الأسف معتقده بإنها أفضل طريقة للفوز بالحرب ضد الحوثيين ، مشيرا الى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وحلفائهم في واشنطن ولندن وباريس.
وخلص التقرير إلى أنه “إذا وضع أحد الأضرار التي لحقت بموارد منتجي الأغذية (المزارعين والرعاة والصيادين) إلى جانب استهداف معالجة الأغذية وتخزينها ونقلها في المناطق الحضرية والحرب الاقتصادية الأوسع ،فإن هناك أدلة قوية على أن استراتيجية التحالف تهدف إلى تدمير إنتاج وتوزيع الأغذية في المناطق الخاضعة لسيطرة صنعاء، مضيفا أن حملة القصف التي تستهدف مباشرة الإمدادات الغذائية بدأت في عام 2016 وهي مستمرة وتصبح أكثر فاعلية.
ولفت الى بعض جوانب الحرب الغذائية والتي من ضمنها تدمير ما لا يقل عن 220 قارب صيد، وانخفاض كمية الصيد بنسبة 50 في المائة على ساحل البحر الأحمر في اليمن .
واستشهد التقرير بحادثه وقعت في 16 سبتمبر / أيلول عندما تم ضبط 18 صياداً من منطقة الخوخة واستجوابهم وإطلاق سراحهم بواسطة سفينة تابعة لقوات التحالف والتي قامت بعد ذلك بإطلاق صاروخ على “السفينة” المغادرة التي تقل الصيادين ، مما أسفر عن مقتل جميعهم باستثناء واحد منهم.، وقد تم رفض تقرير هذا الحادث من قبل التحالف.
ويواصل “في البداية، كانت الأهداف عسكرية إلى حد كبير، لكن هذا تغير عندما فشل التحالف في تحقيق النجاح العسكري السريع الذي توقعه أعضاءه.
يقول البروفيسور موندي “يبدو من أغسطس 2015 تحولًا من الأهداف العسكرية والحكومية إلى الأهداف المدنية والاقتصادية ، بما في ذلك البنية التحتية للمياه والنقل ، وإنتاج وتوزيع الأغذية، والطرق والنقل، والمدارس، والمعالم الثقافية، والعيادات والمستشفيات، والمنازل، والحقول والقطعان.
ويوضح التقرير، الموضح بشكل كبير بالخرائط والرسوم البيانية ، تأثير القصف والأنشطة العسكرية الأخرى على إنتاج وتوافر الغذاء للسكان المدنيين، وهو ما فاقم نقص الكهرباء لضخ المياه والقود لتشغيل المركبات الزراعية.
وأشار موندي إلى إن “الإنتاج الحيواني قد دُمِّر لأن العائلات في حاجة إلى بيع الحيوانات، مع وجود صعوبة متزايدة في الوصول إلى الأسواق.
ويدخل نحو 70 في المائة من واردات اليمن إلى البلاد عن طريق الحديدة التي يبلغ عدد سكانها 600000 نسمة، وفي 2 أغسطس / آب ، تعرض سوق الأسماك الرئيسي في المدينة إلى جانب مدخل المستشفى العام للهجوم.
وتابعت الصحيفة ” غياب الاحتجاجات الدولية على الحرب في اليمن، ومشاركة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كحليفين للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، يساعد في تفسير أحد أسرار اختفاء خاشقجي. إذا كان السعوديون يقتلون خاشقجي ، فلماذا كانوا يتوقعون تنفيذ الاغتيال دون إثارة ضجة دولية.
واشارت الى “ربما كان التفسير هو أن الزعماء السعوديين تصوروا أنه بعد أن أفلتوا من الفظائع السيئة في اليمن، فإن أي صرخة حول وفاة رجل واحد في القنصلية السعودية في اسطنبول كان شيئًا يمكنهم التعامل معه.