لا تبالي السعودية بردود الفعل الدولية في مقتل الصحافي جمال خاشقجي وتهمها دولة رئيسية وهي الولايات المتحدة، وستراهن السعودية على ربح صمت الرئيس دونالد ترامب بدء من نسيان صفقة “إس 400” الروسية الى تخفيص أسعار النفط وتأدية فاتورة الدفاع وتفادي تدخل الشرطة الفيدرالية “إف بي أي” في التحقيق.
هل السعودية دولة مارقة محل إيران؟
وفي أعقاب الانباء عن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول التركية يوم الثلاثاء الماضي، تدهورت صورة السعودية في أعين العالم. وعند قراءة صحف كبرى في الولايات المتحدة مثل “الواشنطن بوست” و”نيويورك تايمز″، يخيل للقارئ أن السعودية حلت محل دول مثل كوريا الشمالية وإيران كدولة مارقة ضد القانون الدولي. لأنها مارست إرهاب دولة في زمن تحاول الدول احتواء والقضاء على الحركات الإرهابية مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ولم يبادر الرئيس الأمريكي ترامب الى كتابة تغريدة على مقتل خاشقجي، وبدون شك يقوم بعملية حسابية للبحث عن المغانم من استغلال الحدث. ويعترف المراقبون بأن السعودية ستواجه صعوبات كبيرة في الولايات المتحدة نظرا لموقف الصحافة الرافض لعملية الاغتيال، ان صحت، والمندد بها وارتفاع أصوات أعضاء من مجلس النواب والشيوخ يطالبون بإعادة النظر في العلاقات.
وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا الأميركية ماركو روبيو الأحد إنه إذا تأكد مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، فإن على الولايات المتحدة أن تتخذ رد فعل قويا. وأضاف في تغريدة له على تويتر “أتمنى أن يكون الصحفي السعودي جمال خاشقجي على قيد الحياة، ولكن إذا تم تأكيد هذا التقرير الإخباري المزعج، فيجب على الولايات المتحدة والعالم المتحضر أن يتخذا رد فعل قويا، وسأستعرض جميع الخيارات في مجلس الشيوخ”.
مغانم ترامب النفط و”إس 400″
عيون الرياض وبالخصوص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القابض على زمام الأمور في السعودية، تترقب معرفة رد فعل البيت الأبيض، ووقعت حادثة اختفاء الخاشقجي بالموازاة مع ضغط رهيب يمارسه ترامب ضد السعودية لكي تؤدي فاتورة الدفاع عنها بعدما اهانها بتصريحاته الأسبوع الماضي، واعتبرها غير قادرة على الدفاع عن نفسها لمدة أسبوعين في حالة التعرض لحرب مع الجيران.
وتدرك الرياض أن شراء صمت البيت الأبيض في قضية مقتل خاشقجي تمر عبر تنازلات كبيرة، ومنها، عدم التعليق على تصريحات ترامب بل الاستجابة الصامتة لمطالبه مثل دفع فاتورة الدفاع التي تناهز قرابة أربعة أو خمسة مليارات دولار سنويا. ستختصمها السعودية من ميزانية الدفاع لديها.
كما ستناور السعودية الى التخفيض من أسعار النفط لتقدم هدية الى ترامب في الانتخابات النصف تشريعية التي ستجري الشهر المقبل حتى لا يتعرض للخسارة ويصب جام غضبه عليها.
وفي الملف العسكري وبعدما انتقدت وعاقبت واشنطن دول لشراءها صواريخ “إس 400” الروسية، ستلغي السعودية الصفقة مع الروس نهائيا ولن يتحدث عنها ابتداء من الآن اي مسؤول، وإذا تحدث سيكون لتبرير عدم مطالبة منظومة الدفاع الروسية مع العتاد العسكري السعودي.
شبح “إف بي أي”
وهناك احتمال لتدخل الشرطة الفيدرالية “إف بي أي” في التحقيقات، وكشف مصدر لصحيفة “رأي اليوم” أن جمال خاشقجي درس في الولايات المتحدة وكان يتوفر على رخصة الإقامة وعلى علاقة بسياسيين وإعلاميين أمريكيين.
وأكد أنه في حالة التأكيد الرسمي لاغتياله وربط ذلك بأسباب متعددة ومنها كتاباته في الصحافة الأمريكية وعلاقاته مع الأمريكيين، لا يمكن استبعاد دخول الشرطة الفيدرالية “إف بي أي” على خط التحقيق.
(رأي اليوم)