المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
أثارت تغريدات أطلقها رئيس حكومة هادي، احمد بن دغر، عن نجاح حكومته المقيمة مع رئيسها في العاصمة السعودية الرياض، بوقف انهيار الريال اليمني، موجة سخرية وانتقادات لاذعة لدى الأوساط الشعبية والسياسية ونشطاء ورواد شبكات التواصل الاجتماعي.
وضاعفت تلك التغريدات التي زعم فيها بن دغر نجاح حكومته في وقف انهيار الريال الذي لايزال حتى الان يساوي 750 ريال مقابل الدولار الواحد، في اسوأ انهيار في تاريخه على الاطلاق، من سخط تلك الأوساط والمتابعين التي ترى أن السبب الرئيسي لتردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية، هو فشل هذه الحكومة في تحقيق أي نجاح على أرض الواقع.
وقال بن دغر على حسابه في تويتر: “لقد نجحنا رغم التهديد والوعيد وغدر الأخ والصديق، في وقف انهيار الريال اليمني، وقاومنا سياسة الإقصاء وتمزيق وحدة الوطن “. وأضاف: “لقد فرضنا على الريال العودة للحياة بعد أن جعله الآخرون يتجرع الموت، صراعنا مع الريال خضناه للحفاظ على ما تبقى من لقمة العيش، أنه الوجه الآخر لصراعنا من أجل البقاء شعب موحد ووطن ذو سيادة. شكراً مملكة الخير”.
وهاجم مغردون بن دغر متسائلين عن أي نجاح يتحدث بن دغر ولم يتغير شيئاً على واقع الريال إضافة الى واقع البلاد الذي يتجه نحو الانهيار والمجاعة. كما قوبلت تغريداته بردود لاذعة وساخرة في نفس الوقت من ناشطين دعوه إلى العدول عنها.
وخاطب احد الناشطين بن دغر بالقول ” عندما تتحدثون معنا حاولوا أن تفهموا بأننا بشر ونستطيع أن نميز ما يُقال عن ما يُفعل، ما الذي نجحتم به؟ الريال يتهاوى كل يوم والأسعار في تزايد مستمر.. نحن بشر يا بن دغر، بشر ولا نرى لكم في هذه الأرض أي نجاح”.
وتأتي تغريدات بن دغر، في وقت تواصلت الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية في عدة مدن جنوبية، تنديداً بالتدهور للأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية، حيث يحمل المتظاهرون التحالف السعودي الإماراتي وحكومة هادي المسؤولية الكاملة عن هذا الانهيار المخيف وجر الشعب اليمني نحو المجاعة.
وردد المحتجون هتافات وشعارات مناهضة للتحالف السعودي الإماراتي وحكومة هادي، مطالبين بطرد التحالف من اليمن كونه المسؤول عن التردي المعيشي الحالي وغير المسبوق، جراء حربه وحصاره المستمر على الشعب اليمني منذ حوالي اربعة اعوام.
وأدى انهيار قيمة العملة المحلية، إلى ارتفاع حاد في الأسعار، وتدهور الوضع المعيشي للسكان في بلد تؤكد الأمم المتحدة أنه يمر بـ”أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وأطلقت الأمم المتحدة، أواخر الأسبوع الفائت تحذيرات بأن 3.5 ملايين شخصاً مرشحين قريباً للحاق بـ 8 ملايين آخرين يواجهون بالفعل خطر المجاعة، ما يرفع العدد إلى نحو 12 مليون شخص، أي قرابة نصف السكان في اليمن، يواجهون خطر المجاعة.
وخسر الريال اليمني أكثر من ثلثي قيمته مقابل الدولار منذ 2015، العام الذي شرع فيه التحالف السعودي الإماراتي بشن الحرب والحصار على اليمن، بمبرر “اعادة الشرعية”.
وبات الوضع المالي أكثر فوضوية منذ قررت حكومة هادي في سبتمبر 2016 نقل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتعيين محافظ جديد له، حيث فشلت في ادارة وتشغيل البنك وضبط السياسة النقدية، فيما اعتبرها خبراء اقتصاد، بانها عملية “متعمدة” بايعاز من التحالف السعودي الإماراتي لتجويع الشعب اليمني ضمن حربهم الاقتصادية الممنهجة على اليمنيين.
