نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن إحصائية لموقع بيانات النزاع والحرب” ACLED”، أن الهجوم الذي شنه التحالف السعودي-الإماراتي على مدينة الحُديدة، في يونيو الماضي، رفع عدد القتلى من المدنيين، فبحسب الأرقام ارتفعت نسبة القتلى في صفوفهم خلال الأشهر الأربعة الماضية، إلى 164% بمعدل 166 قتيلاً مدنياً كل شهر.
ويشير التحليل إلى أن الحُديدة أصبحت أكثر الخطوط الأمامية عنفاً في الصراع اليمني المستمر منذ أربع سنوات، ما يعكس ضراوة معركة استرداد الميناء الرئيسي والمناطق المحيطة به.
وقال فرانك مكمانوس، مدير لجنة الإنقاذ الدولية باليمن “ICR”: إن “شهر أغسطس الماضي كان الأكثر عنفاً في اليمن؛ حيث قُتل ما يقرب من 500 شخص خلال تسعة أيام فقط، فمنذ عام 2015، قام التحالف بشن 18000 ألف غارة جوية، بمعدل واحدة كل 99 دقيقة، ثلثها استهدفت مواقع غير عسكرية”.
وتابع: “حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية ليست ترفاً؛ إنه حكم أساسي في القانون الدولي، عندما تفشل هذه القوانين يعاني المدنيون، لقد تحولت دعوات الأعضاء في مجلس الأمن لجمع أطراف النزاع للتفاوض، إلى تصريحات جوفاء، فالواقع على الأرض يقول غير ذلك، العالم بحاجة إلى استراتيجية جديدة للتعاطي مع الوضع في اليمن ومنع مقتل المزيد من المدنيين”.
وأضاف مكمانوس: “بينما نتكلم، هناك صراعٌ اليوم يدور للسيطرة على الحُديدة، عواقب ذلك وخيمة جداً، فالحصار سيمنع وصول المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى 22 مليون إنسان، ويمكن أن يؤدي إلى مجاعة.. لقد حذرت الأممُ المتحدةُ هذا الأسبوع، وأكدتْ أننا نخسر الحرب ضد المجاعة في اليمن. إن الأزمة الإنسانية تقود إلى تدهور أكبر بالأوضاع، يجب أن تركز جميع الجهود على ضمان وقف إطلاق النار”.
وكان الناطق باسم التحالف السعودي – الإماراتي، تركي المالكي، قد أعلن، الاثنين الماضي، عن تأمين ثلاثة ممرات إنسانية بين صنعاء والحُديدة تحت إشراف الأمم المتحدة.
المنظمات غير الحكومية العاملة في اليمن وجَّهت تحذيرات شديدة بشأن الأزمة الإنسانية، وأعلن مارك لووكوك، رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن اليمن وصل إلى نقطة حرجة بسبب المجاعة، وأن ذلك سيؤدي إلى خسارة أرواح كثيرة.
وقال بيان وقَّعته 14 منظمة، بينها “إنقاذ الطفولة” و”أوكسفار “و”ميرسي كوربس”، إنه بعد نحو أربع سنوات من الحرب في اليمن، ورغم كل جهود وقف النزوح والجوع والمرض، لا يزال اليمن يعتبر أسوأ أزمة إنسانية على الأرض، وإن المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني هي بالكامل من صنع الإنسان، وستظل تتدهور بسرعة على جميع الجبهات إذا لم يجرِ اتخاذ إجراءات فاعلة لوقف العنف.
وتابع البيان: “إنَّ تزايد خطر القتال يدفع البلاد إلى دمار كامل، فالتصعيد العسكري على الحُديدة يهدد سلامة المدنيين ويهدد قنوات الوقود والإمدادات الطبية العاجلة لبقية البلاد؛ ومن ثم فإنه من المهم أن يبقى هذا الشريان مفتوحاً؛ لأن فيه حياة ملايين النساء والرجال والأطفال اليمنيين”.
وأكد البيان أن “المدنيين يتحملون العبء الأكبر، ولا تزال البنية التحتية، مثل الأسواق والمستشفيات والحافلات والمطاحن والمدارس، تتعرض للقصف من جميع الأطراف دون أي عقاب، حيث تأثرت قرابة 1800 مدرسة بشكل مباشر من الحرب، بينها 1500 مدرسة دُمرت بشكل كامل”.