أكد الكاتب البريطاني الشهير «ديفيد هيرست»، أن أول مغامرة عسكرية يطلقها الأمير السعودي «محمد بن سلمان» البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاما بوصفه وزيرا للدفاع آلت إلى فشل ذريع من الناحية التكتيكية والاستراتيجية.
وقال الكاتب في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني إن السعودية أطلقت في 25 مارس/آذار 2015، عملياتها في اليمن باسم «عاصفة الحزم»، وبحلول 21 من أبريل/نيسان، أعلن رسميا أن العاصفة انتهت، لكن القصف الجوي استمر، وباتت الضربات الجوية تشن على المستشفيات والمدارس، وفي إحدى المرات على حفل زفاف في صنعاء، ضمن عملية أطلق عليها اسم «إعادة الأمل».
وأضاف أنه بعد عامين ونصف العام، استمر البؤس الجماعي الذي عاش فيه اليمنيون من كل القبائل، لكن تحالف القوات البرية الذي شكله السعوديون بدأت تظهر عليه أمارات الانهيار، مشيرا إلى أن الانقسامات تبرز بين القوات البرية اليمنية والأجنبية التي تقاتل ضد «الحوثيين» داخل البلاد، الأمر الذي يمكن أن يهدد مستقبل التحالف الذي تقوده السعودية.
وأوضح أن القوات السودانية، التي تشكل الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب الذين يصل تعدادهم إلى 10 آلاف مقاتل داخل التحالف الذي تقوده السعودية، تتكبد نسبة عالية من الخسائر في الأرواح، مشيرا إلى أن الضغوط بدأت تمارس بكثافة من أجل الانسحاب من هذا القتال.
وذكر «هيرست» أن القوات السودانية تشارك في المعارك بقوة قوامها تقريبا 8 آلاف مقاتل سوداني يقودهم جزئيا ضباط إماراتيون، وينتشر هؤلاء المقاتلون في جنوب اليمن وكذلك في جنوب وغرب تعز في المخا.
وأشار إلى أن الرئيس السوداني «عمر البشير» نفسه بدأ يعيد التفكير في الأمر، ولكنه ما زال يذكر المليار دولار الذي أودعته الرياض في البنك المركزي السوداني قبل عامين وأتبع بإيداع من قبل قطر بلغ 1.22 مليار دولار.
ولفت هيرست، الى إن التمرد بدأ يسري في صفوف اليمنيين الذين رحبوا قبل عامين ونصف العام بالتدخل السعودي.
وأضاف: «الإماراتيون استخدموا القوات السودانية لفرض الحصار على تعز، معقل التجمع اليمني للإصلاح، وذلك بحصارها من الجنوب وفي الغرب”.
وقال إن قيادات حزب «الإصلاح» تشعر الآن بالثمن السياسي الذي يدفعونه مقابل دعم حملة تحولت في أعين اليمنيين من التحرير إلى الاحتلال.
وذكر «هيرست» أن قيادي من حزب «الإصلاح» في داخل اليمن قال: «إنه يكفينا ما لحق بنا من ضرر».
وفيما يخص سلطنة عمان، قال «هيرست» إن السلطنة تشعر بقلق شديد إزاء استيلاء الإماراتيين على سلسلة من الموانئ والجزر الاستراتيجية، حيث تعتبر عُمان جنوب اليمن حديقتها الخلفية.
وأكد أن العمانيين يتواصلون الآن مع زعماء القبائل في جنوب اليمن، وبعض هؤلاء يتبعون القوى الانفصالية، وذلك بهدف تنظيم رد منسق على الميليشيات التي تمولها وتديرها أبوظبي.
وخلص المقال إلى أن الأمير السعودي الشاب الذي يشاد به في الدوائر الغربية على أنه سيكون رأس الحربة في الحملة ضد إيران، لم ينجح إلا في توحيد اليمنيين ضده، وهو إنجاز نادر في عالم شديد الاستقطاب.
المصدر | الخليج الجديد + هاف بوست