ذكرت منظمة إنقاذ الطفولة العالمية أن أكثر من 50 ألف طفل يمني معرضون للموت مع نهاية عام 2017، نتيجة المرض والجوع الناجمين عن الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي.
وقدرت المنظمة أن نحو 40 ألف طفل يحتاجون للعلاج الفوري من سوء التغذية الحاد الشديد، في حين أن منظمات الإغاثة تجاهد للوصول إليهم وسط نقص التمويل المزمن، ما يؤثر على إمدادات الغذاء، وتفاقم الوضع الصحي الناجم عن التفشي الأكبر للكوليرا في التاريخ الحديث.
ورأت أن كثرة المعيقات أمام الوصول العاجل للمساعدات يجعل أكثر من 50 ألف طفل يمني مهددين بالوفاة مع حلول نهاية العام الجاري.
وقدرت المنظمة أن بين 20 و30 في المائة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد لم يحصلوا على العلاج، وهم الأكثر عرضة للوفاة. كما تقدر المجموعات الإنسانية أن نحو 130 طفلاً يمنياً يموتون يومياً في أفقر بلدان العالم العربي، أي بمعدل طفل واحد كل 10 دقائق.
وقال مدير المنظمة في اليمن، تامر كيرولوس، لصحيفة “تلغراف”: “هذه الوفيات يمكن تجنبها لولا الحصار. وإن أكثر من مائة أم يعانين من وفاة الأطفال يوميا”.
ولفت تقرير المنظمة إلى صعوبة وصول عمال الإغاثة والإمدادات في جميع أنحاء اليمن بسبب عوائق الأطراف المتحاربة كافة، محذراً من مخاطر قرار الإغلاق الكامل للمرافق الرئيسية في البلاد مثل مطار صنعاء وموانئ الحديدة، ما يضع آلاف الأطفال في دائرة الخطر الفعلي.
وأشار إلى تأثير الحصار على رفع أسعار المواد الغذائية والوقود في غضون أيام قليلة، ما أدى إلى تآكل قدرة المنظمات الإنسانية المحدودة وتراجع مستوى تقديمها للمعونة المنقذة للحياة.
واعتبرت المنظمة أنه لا بديل عن تلك الموانئ لإدخال الغذاء والدواء ولوازم الإغاثة الأخرى، خصوصاً إلى مناطق اليمن الأكثر تضررا من أزمة الجوع.
وحذر كيرولوس من أنه “ما لم يتم رفع الحصار فوراً سيموت المزيد من الأطفال”.
وأوضح التقرير أن محافظتي تعز والحديدة تعانيان من أخطر آثار لأزمة الجوع، متوقعاً وفاة 10 آلاف طفل هذا العام في كل منهما.
وقالت الدكتورة نجلاء السنبولي، رئيسة طب الأطفال في مستشفى السبعين في صنعاء، لصحيفة “تلغراف” إنها والعاملين في المستشفى شهدوا وجود إصابات ببكتيريا الدفتيريا المميتة (الشاهوق)، والشديدة العدوى، إذ تصيب الأطفال بالتهاب في الحلق.
ولفتت إلى أنها تحاول إبقاء الأطفال المصابين في عزلة، مشيرة إلى أن صبياً وصل إلى المستشفى وكان بحاجة لجهاز التنشق الميكانيكي للتنفس، الوحيد الموجود في الخدمة، ولكن كان هناك أطفال آخرون في جناح الرعاية الذي تناول فيه الطفل المصاب العلاج.
وقالت السنبولي: “كنا أمام خيارين، إما ترك الطفل يموت، أو وضعه في الجناح رغم خطر إصابة الأطفال الآخرين. اتخذت قراري بإنقاذ الطفل، لم أتمكن من تركه يموت أمامي”. لكن على الرغم من جهود الموظفين، توفي الصبي بعد فترة وجيزة.
ويقدر أن نحو 385 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد في اليمن، وتعتقد وكالات الإغاثة أن نحو نصف هؤلاء فقط يتلقون العلاج.