برزت مؤشرات عديدة عقب زيارة ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز الى روسيا، حول اقتراب تحقيق اختراق باتجاه وقف الحرب في اليمن وسوريا، عبرت عنها التحركات الروسية والتصريحات الصادرة عن مسؤوليها في هذا الاتجاه، بما في ذلك القيام بالوساطة بين السعودية وايران.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، استعداد بلاده استضافة مفاوضات بين السعودية وإيران، والقيام بدور الوسيط، وهو ما يعتبره محللون ثمرة للمباحثات والتفاهمات التي تمت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وملك السعودية.
وأكدوا، ان بوغدانوف، هو من سيقوم بزيارات الى صنعاء ودمشق وطهران والرياض، كوسيط للقيام بتقريب وجهات النظر والتوصل الى حلول لوقف الحرب في سوريا واليمن، وبناء جسور جديدة للعلاقات بين ايران والسعودية.
وقال المحلل السياسي، نضال السبع، في تصريحات خاصة ، إن الجهد الروسي بدأ مع وصول الملك سلمان الى موسكو ، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، يوم الخميس الماضي 5 أكتوبر/تشرين الأول، عندما عرض على ضيفه السعودي فكرة التوسط مع ايران، وابدى استعداد موسكو لاستضافة الحوار السعودي الايراني ، وحل مشاكل المنطقة ، وخاصة في اليمن وسوريا”.
وأشار، الى ان الملك سلمان ابدى اهتمامه بالعرض الروسي ، لحرصه على تجنيب المنطقة ويلات الحرب.. مذكرا بتصريحات الملك سلمان اللافتة، لوسائل الاعلام ، بقوله “انه بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فرص تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وما تشهده من أزمات في اليمن وسوريا وغيرها، يتطلب توقف إيران عن سياساتها التوسعية والالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام الأعراف والقوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
وأكد المحلل السبع، ان حديث الملك سلمان، يرسم الخطوط العريضة للحل من اليمن الى سوريا، ورد عملي على العرض الروسي للوساطة.
ونوه بما يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اطلق فكرة المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر الان ، وساهم بترتيب عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، وحاليا وجد ان الفرصة مؤاتية للعب دور الوسيط بين السعودية ايران والبحث في معادلة ذهبية تنهى الحرب في سوريا واليمن.
وقال “بوتين المتحالف عسكريا مع ايران ويخوض معها فى سوريا حربا ضد داعش وجبهة النصرة ، وجد قواسم مشتركة تجمعه مع السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، ولم يطرح صفقة القرن عليه، الا بعد ادراكه ان الولايات المتحدة تستنزف الجميع في اليمن وسوريا”.
وأكد المحلل السياسي، ان ترامب لا يبحث عن حل سياسي للحرب الضروس التي تخوضها السعودية فى اليمن، خاصة انه المورد الرئيسي للاسلحة.. موضحا ان ايران تخوض صراع مرير مع السعودية وحلفائها فى اليمن وسوريا ، ولديها خسائر مادية وبشرية، اضافة الى القلق الروسي من تداعيات الصراع السني الشيعي على المنطقة.
وكشف نضال السبع، عن لقاء جمع نائب وزير الخارجية الروسي، مع سفير ايران بموسكو، مهدي سنائي، حيث اطلعه على اجواء المبادرة الروسية، والذي بدوره نقلها الى قيادته في طهران.
وعن توقعاته لنجاح مساعي الرئيس بوتين في الوساطة بين السعودية وايران، قال المحلل السياسي، ” ما استطيع تاكيده انه نجح باخذ موافقة الطرفين على اعتماد مبدأ الحوار، وهناك اجواء ايجابية، تلقفها الجانب الروسي، وما كان لنائب الوزير ميخائيل بغدانوف ان يعلن عن رغبة موسكو بالتوسط ، الا بعد حُصوله على ضُوءٍ أخضر من الرئيس بوتين الذي وَجد قُبولاً مَبدئيًّا لمِثل هذا التحرّك من الملك سلمان بن عبد العزيز والقيادة الايرانية”.
وأفاد نضال السبع، ان هناك ترقب وانتظار لجولات بغدانوف المكوكية بين عواصم القرار من الرياض الى طهران ودمشق وربما صنعاء ايضا، بحسب قوله.