كشف المدير العام لشركة مكافحة الفيروسات“دكتور ويب” بوريس شاروف، أن الأجهزة المنزلية المتصلة بالإنترنت يمكن أن تكون مصدراً للتجسس، وهجمات قراصنة، وهتك خصوصية الناس.
ونبّه خلال زيارته إلى اليابان للمشاركة في منتدى “العلوم والتكنولوجيا في المجتمع” أن المستخدمين بأنفسهم يُدخلون الجواسيس الإلكترونية طوعًا إلى مخادعهم، ليتم فضح كل ما يدور في الأماكن الأكثر حميمية في حياتهم الخاصة”.
وأكد “دكتور ويب” خلال مقابلة مع وكالة نوفوستي، أن الرهان بات كبيراً على العاملين في مجال الأمن السيبراني، خاصة مع وجود شعار”إنترنت الأشياء”، الذي يسمح بإدارة الأجهزة كالكاميرات وأجهزة التلفزيون من خلال شبكة الإنترنت.
وأوضح أن “كلمة مرور” للأجهزة إلكترونية المنشرة لا تمنع القراصنة من اختراقها بكل سهولة، حيثُ أن اختراق الأجهزة يسمح للقراصنة بتحويل أي كاميرا أو تلفزيون إلى طريق يمكن من خلاله شنّ هجمات إلكترونية، وتنفيذ هجمات ما يسمى بالـ “DDOS” أو إرسال البريد الإلكتروني الذي وصفه بالـ”مزعج”.
ولفت الخبير الإلكتروني إلى أن مشكلة القرصنة “لا تشغل عقول المتخصصين فقط، بل في كثير من الأحيان أصبحت موضوعاً للنقاش بين حكومات بلدان مختلفة”، منوهاً إلى أن “قلق الحكومة اليابانية إزاء التهديدات المتزايدة في مجال إنترنت الأشياء”.
ودعا المستخدمين لاتخاذ بعض التدابير التي من شأنها أن تعزز أمن الأجهزة المتصلة بالإنترنت كإدخال علامات التصديق الخاصة، مطالباً بوضع خطة عمل من شأنها مواجهة القراصنة، قبل “أن تصبح هذه المشكلة وباء عاماً، ومصدراً للخطر السيبراني” على حدّ تعبيره.
وتابع شاروف:”العالم حالياً ليس فقط غير مستعد لحل هذه المشكلة العويصة، التي كانت قبل بضع سنوات فقط ضرباً من ضروب الخيال العلمي، بل غير قادر أيضاً على حماية نفسه من التهديدات الحقيقية الموجودة في الفضاء الإلكتروني”.
وتطرق في حديثه إلى فيروس “WannaСry – واناكري”، الذي وصفه بـ”الابتزازي”، قائلاً إنه أظهر أن العالم دون حماية في مواجهة التهديدات السيبرانية الحقيقية، حيثُ وقف عاجزاً تقريباً عن مواجهة الهجمات الإلكترونية الناجمة عنه، لافتاً إلى أنه ينظر إلى كوريا الشمالية كمصدر رئيس للخطر في الفضاء الإلكتروني، وكذلك الأمر بالنسبة لكوريا الجنوبية واليابان.
وأشار شاروف إلى أن الغرض الحقيقي من “WannaCry”، لم يكن الكسب المالي فقط، بل إظهار أن التهديد قائم، منوهاً إلى أن الموجة الثانية من الفيروس والتي أطلق عليها اسم “بيتيا” أخذت طابعاً محلياً، وأكثر المتضررين منها كانت أوكرانيا.
وتوقع أن يكون هناك موجتان ثالثة ورابعة للفيروس، ولكن على نحو أكبر وأكثر شمولية، مؤكداً ضرورة “انتظار موجة فيروسات على نحو دائم” لأن هذا أمر مسلَّم به في فضاء الإنترنت، كما أكد ضرورة الاستعداد والجاهزية على الدوام لتلقي الضربة المنتظرة، لأن القراصنة لا يحذّرون من ضربة الفيروسات قبل أن يطلقوها.
وكانت الهجمات السيبرانية حول العالم قد تسببت منذ تاريخ 12 أيار/ مايو الماضي في إصابة أكثر من 200 ألف مستخدم في 150 بلداً.
(متابعات)