من طول جلستنا في البيوت، نعتقد الطرقات قدي ميتة.
هذا الطريق القادم الى صنعاء، فاجئني اليوم، صحيح ليس كالحركة المعتادة، لكن في النهاية لاتزال الناقلات من والى صنعاء تتحرك، سيارات بارقام اليمن السعودية، دبي، قطر.. تسير وتجيئ..
الاسواق والمطاعم، مفتوحة.. حتى الشحاته التي كانت في نقيل بن غيلان لاتزال كما هي.
فرضة نهم، كما نقيل بن غيلان، لايحتاج لسوى الافراد القناصة، هذه الاطواق من الجبال، توفر لمن يحمي صنعاء امكانيات طبيعية، فلا تقتله طائرة، ولا تقوى على اقتحام الجبل اي معدات وهو متترس فيه.
لست مهتم بالقول: لن يحتلوا صنعاء.. فهي حرب، بل بالقول: يمنيون، من كل المحافظات رأيتهم اليوم، على مرتفعات هذه الجبال التي لاعدائها عشرة اشهر وهم يقولون انهم وصلوها.. ايديهم على الزناد..
ابن تعز، بجوار ابن حجة.. وجدت من شبوة، ومن أبين، كما وجدت من صنعاء ومن صعده.
كل المعسكرات التي ذكروا انها من امس بايدي عيال العاصفة، ينتشر افرادها في محيطها، وفقا لخطط الانتشار في مواجهة عدوان الطائرات.
افراد القبائل، تتوزع لتحمي ارضها، والجيش، ليحمي الطريق العام.
تعود من فرضة نهم، وانت تسأل نفسك: هم يعلمون ان صنعاء عصية.. السعودية نفسها قد حاولت قبل خمسين سنة اقتحامها لدعم عودة الامامة وفشلت، وعادت خائبة.. فلماذا لايتعلمون؟
ليست المسألة، حماية صنعاء، بل متى تعود اليمن لسلامها.. اليمن كل اليمن، اما صنعاء فهي بأمان من كل مايجري على الارض..
***
اللي خلاني اروح الفرضة اليوم، هو اني بكرت الصباح كتبت بوستات ومالقيت حد صاحي، دورت السبب، وان الناس فعلا جلست للصباح تنتظر تسمع الحرب تدك صنعاء قدوما من مأرب..
يعني ماقدروش عادهم يخرجوا من الوازعية، وقدهم في صنعاء مرة واحدة..
طبعا، عني، لايهمني مايقولون، هم لهم عشرة اشهر، كلما جت لهم دورة اليأس الشهرية، قالوا ساعة الصفر.. عشرة أشهر وهم في ساعة الصفر..
المهم، قلت، والله في ناس مساكين داخل صنعاء، سلموا من الاعتقالات، بايقوموا الان يزقرعوا مصدقين، خاصة ان قد ناس كبار يقولون لك تحرير مطار صنعاء.. دخول بيت دهرة، اقتحام مش عارف ايش..
وبعد الزقرعة، بايلقطهم انصار الله، وللسجن، وهات ياصياح بعدين.
قلت الحل، اروح للفرضة، يمكن يقتنعوا هم ان الفرضة عادها ترسل امدادات لمأرب والجوف، مش تستقبل غزاة..
يهدؤوا..
طبعا، انا مقتنع ان في من بايقرأ ذا الكلام، ويفهم ان قناة العربية قد قتلت عبدالملك الحوثي عشرين مره.. وان قناة الجزيرة قد دخلت صنعاء وحررتها عشر مرات..
لم يعد هناك دولة ستخفي عن الناس، دخول الحرب صنعاء.. فانصار الله في النهاية هم مقاومة، لن يتوقفوا عن المقاومة ولو قامت عليهم طائرات العالم بأجمعه. وكل يوم سيجدون التفافا شعبيا أكبر، ضد الاحتلال..
لكن الحرب على صنعاء، لاتزال مجرد امال من الأرض، وموت من الطائرات..
تصبحون على خير..
خلوهم يسهروا للصبح وهم يحتلفون.. وتأكدوا، انهم مستعدين كل شهر يقولون نفس الكلام، ويجادلون نفس الجدال..
لم ولن يتعلموا.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
(أنقر الصورة الأولى لمشاهدة بقية الصور بدقة عالية)