التقى رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام، بحضور رئيس مجلس النواب يحيى الراعي ونائب رئيس المجلس ناصر باجيل ورئيس الكتلة البرلمانية بالنيابة عزام صلاح.
وفي اللقاء تحدّث الزعيم إلى الحاضرين بكلمة حيا في مستهلها الدور الوطني لمجلس النواب في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا المليئة بالتحدّيات والمخاطر جراء ما تتعرّض له بلادنا من عدوان غاشم غير مبرّر ويتنافى مع كل القيم والأخلاق ومع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي دعا إلى المحبة والإخاء والتسامح.. ويتنافى أيضاً مع القوانين الدولية ومع القانون الإنساني الدولي ومع مواثيق الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
معبِّراً عن سعادته بهذا اللقاء مع ممثلي الشعب في هذه المؤسسة التشريعية الهامة التي تعتبر ضمير شعبنا والكيان الدستوري المنتخب من قِبل الشعب، المجسّد للإرادة الوطنية الحُرّة والذي لا يمكن إلّا أن يكون في صف الوطن ومدافعاً عن حرّية الشعب اليمني وعزّته وكرامته.
وأشار الزعيم: إلى أن مجلس النواب لا يمكن أن يتاجر بدماء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين تُسفك دماءهم وتُزهق أرواحهم من قِبل عدوان نظام آل سعود والمتحالفين معه ومن يتعاون معهم من المرتزقة والعملاء الذين باعوا ضمائرهم واختاروا طريق العمالة والإرتزاق على حساب دماء اليمنيين الأبرياء، وسيادة وإستقلال ووحدة الوطن.
مؤكداً أن مجلس النواب لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يكون مع العدوان.. وأنه سيظل في صف الوطن، معبّراً عن تطلّعات وهموم أبناء الشعب اليمني العظيم، وأنه مهما كان هناك من تباين في الآراء والمواقف فيمكن مناقشتها والحوار حولها تحت قبة مجلس النواب، وما يمكن الإتفاق عليه يصبح ملزماً للجميع، خاصة وأن هدف الجميع هو خدمة الوطن ومصالحه العليا.
معرباً عن الأمل أن تلقى دعوته للمصالحة الوطنية التي أطلقها يوم 17 يوليو الجاري التجاوب المسئول من الجميع، وخاصة الذين ذهبوا إلى الخارج برغبة أو بدون قناعة، لأن الوطن بحاجة إلى تضافر الجهود وتوحيد الصف الوطني لمواجهة التحدّيات المحدقة بالوطن، وأن يستغلوا الفرصة ليعودوا إلى جادة الحق والصواب فذلك أحق أن يتبع بل ويعتبر فضيلة، فالكل إخوة وزملاء ورفاق، والوطن يتسع للجميع، وليس هناك فيتو على أحد.
وأكد الزعيم علي عبدالله صالح بأن المؤتمر الشعبي العام سيظل حريصاً على أعضائه في البرلمان وفي غير البرلمان، خاصة وأنه بذل جهداً كبيراً لإقناع الناخبين بمنح أصواتهم لمرشحي المؤتمر في الإنتخابات البرلمانية.. كون الجماهير على قناعة كاملة بصوابية النهج السياسي للمؤتمر وببرنامجه السياسي وبفكره وأطروحاته المتسمة بالوسطية والإعتدال.. وبأنه تنظيم نابع من الشعب وإلى الشعب.
وتمنى الزعيم أن يعي أولئك الذين اختاروا أن يكون نهجهم عكس توجهات المؤتمر والتي لا يمكن أن يستفيد منها الّا أعداء الوطن، أن يستغلوا هذه الفرصة السانحة لعودتهم إلى جادة الصواب حتى لا يضطر مجلس النواب إلى إعلان دوائرهم شاغرة وتجرى فيها انتخابات لإنتخاب بدلاً عنهم، وهذا مالا نتمناه، لأن الأمل لازال كبيراً في أن يراجعوا أنفسهم ويحددوا مواقفهم بأنها مع الوطن.. وسيكون مرحّبين بهم.. مع ضمان كامل حقوقهم ومستحقاتهم.
وخاطب الزعيم كل أعضاء مجلس النواب بالقول: أنتم تمثلوا الشعب، وتستطيعون أن تعملوا كل شيء في إطار الدستور وما تخوله لكم صلاحياتكم الدستورية والقانونية لما يخدم مصلحة الوطن والشعب وبما يضمن وحدة الصف والموقف، أنتم المشرعون، أنتم الرقابة، لكن لا يمكن أن يكون هناك مشرع مشارك مع دول العدوان، وبعض النواب نعذرهم كونهم عالقون في الخارج ولم تتوفّر لهم طُرق العودة بسلام، فنتمنى أن تتوفّر لهم فرصة العودة إلى الوطن براً أو بحراً أو جواً إذا تم فتح المطار، فهم معذورون، وما يجب أن يدركه القاصي والداني والذي في الداخل والذي في الخارج أن الوطن ليس للبيع والشراء، فالمسألة مسألة كرامة.
أنا أدعو الإخوة أعضاء مجلس النواب الذين وقفوا مع العدوان أن يعودوا إلى جادة الصواب، والفرصة متاحة والمجلس سيحدّد في أول انعقاد له وقتاً زمنياً لعودة الجميع أو على الأقل أن يمتنعوا عن النشاط المعادي ويعلنوا موقفاً واضحاً أنهم ليسوا مع النشاط المعادي لليمن ولا مع العدوان، في حالة عدم القدرة على العودة براً أو بحراً أو جواً، فيعلنوا وقف نشاطهم حتى لا يظلوا متنقلين من قطر إلى جدة إلى الرياض إلى إلى إلى، عيب، أنتم ممثلون الشعب وعلى البرلمان أن يحدّد وقتاً زمنياً بأنه إذا لم يجمّدوا نشاطهم السياسي المعادي في الخارج أو تتاح لهم الفرصة للعودة إلى الوطن، مالم ستُسحب منهم الثقة من الدوائر التي اختارهم الناخبون فيها، بعدما يحدّد المجلس أن المقاعد شاغرة، فالأفضل أن يستجيبوا للدعوة ويجمّدوا نشاطهم السياسي المعادي للوطن ويبحثوا عن طريق للعودة ونحن نرحّب بهم، وإذا استمروا في غيهم فإنهم بذلك لم يعودوا يمثلون الشعب اليمني وسوف يُنتخب غيرهم.
ورسالتي أيها الإخوة لكم ككتلة برلمانية صامدة، وللجميع بأن مجلس النواب مقرّه العاصمة صنعاء، لأن دستور الجمهورية اليمنية حدّد أين عاصمة ومقرّ الدولة وأين مقرّ المجلس، أمَّا أنك تنقله من مكان إلى مكان بحسب مزاجك فهذا غير وارد، فصنعاء هي عاصمة للجمهورية اليمنية، صحيح أننا في حالة عدوان، لكن نحن نواجه العدوان، نواجهه بالرجال المقاتلين الشجعان الأوفياء المخلصين، نواجهه بالسياسة، نواجهه بكل الوسائل، نواجهه بالتحدّي الإقتصادي، نواجهه بالصبر بتحمّل الألم والوجع، نواجه كل تحدّي بتحدّي، ومعانا الله سبحانه وتعالى، ومعانا شعبنا الصابر والصامد، ونحن نقول لأولئك النفر: عودوا إلى جادة الصواب إلى بين إخوانكم ورفاقكم وزملائكم أعضاء مجلس النواب الصابرين الصامدين في صنعاء، ما أجمل هذه الصورة الناصعة الرائعة المملؤة بالفخر والإعتزاز لهؤلاء الصابرين في أرض الوطن وتحديّاً للعدوان والقصف والحصار، الغير متسوّلين.
أُهيب بكل الأعضاء من كل المحافظات حضور جلسات مجلس النواب، ونحن نقدّر أنهم يتحملوا المشاق ويتحملوا الصعاب، فمثلما تحمّلتم سنتين ونصف تحملوا الآن، وبانتفرج إن شاء الله، لا يوجد قضية إلّا ولها معالجة وتنفرج، لقد استمرينا في حرب سبع سنين مع أعداء النظام الجمهوري منذ عام 1962م إلى سنة سبعين وكنا ثابتين وكنا قلة قليلة، ولكن الله مع الثورة ومع الجمهورية، والآن لنا سنتين ونصف سنصبر أكثر وباتنفرج وبانتحاور مع كل المكوّنات السياسية في إطار لا ضرر ولا ضِرار، وسنتحاور مع من يقودون العدوان وفي المقدمة المملكة العربية السعودية، نحن نرحّب بالحوار معها في إطار حُسن الجوار وعدم التدخّل في الشأن اليمني مثلما نحن اليمنيين لا نتدخّل في الشأن السعودي على الإطلاق لا في السابق ولا في اللاحق، تعالوا نتحاور، تتهمونا بإيران..؟؟ إيران غير موجودة لدينا، وأنتم لكم حدود مع إيران ولكم حساباتكم مع إيران، إتهامكم لنا لا أساس له من الصحة بأن اليمن وكر لإيران، إيران دولة إسلامية تحاوروا معها سدوا أنتم وإيران، لكم حدود بحرية، لا تصفّوا حساباتكم معها في اليمن، تقتلوا الطفل والمرأة والشيخ والكهل والعاجز وذوي الإحتياجات الخاصة، وتدمّروا مقدرات اليمن، وترتكبون مجازر الإبادة الجماعية، وآخر مجزرة قبيحة مجزرة موزع التي يندى لها الجبين، فضائع، قصفتم معسكرات مش مشكلة، قصفتم مساكننا كسياسيين مش مشكلة، مع أنه محرّم دولياً قصف مساكن المواطنين مهما كانت مناصبهم ومسئولياتهم القيادية، لأن فيها أطفال ونساء وشباب أبرياء، لكن تقصفون الآثار والجسور والطرق والجامعات والمستشفيات والمساجد، لم يحصل هذا عبر التاريخ، نحن نتمنى على الأمم المتحدة أن تتحمّل المسئولية وتتخذ قرارات شجاعة لإيقاف العدوان على اليمن، قرار مُلزم، أمَّا أنها تأتي تفاوضني على أن نُسلّم الحديدة، الحديدة ليست للبيع والشراء، المفروض تفاوضني على ميناء عدن والمكلا والمخاء ونشطون وسقطرى إلى جانب الحديدة، نتفاوض عليها كلها ونتفاوض على المطارات كلها ونتفاوض على الموانئ كلها ونتفاوض على المنافذ البرية كلها، إذا عندك رؤية، أمَّا أنك تأتي تفاوضنا على الحديدة إننا نسلّم إدارة ميناء الحديدة لك هذا كلام أبعد من عين الشمس، إحنا تعودنا على الصبر والجَلَد والمواجهة والتصدّي والله معنا وناصرنا، لأننا أصحاب حق.. وقضيتنا عادلة، وهاماتنا لن تنحني إلّا للخالق عزوجل.
لا أريد أن أطيل عليكم الحديث، ولكني اعتبرها فرصة أن ألتقي بكم لأسلم عليكم وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.
تحياتي لكم، وشكراً كثيراً، وسلامي للجميع فرداً فراداً.