طالب المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، بدعم استئناف الرحلات الجوية المدنية من وإلى اليمن، واعادة فتح مطار صنعاء الدولي.
وأكد ” ولد الشيخ ” أن توقف الرحلات المدنية إلى صنعاء يفاقم الأزمات لا سيما للمرضى والطلاب الذين تقطعت السبل بهم
ودعا الأطراف اليمنية إلى الجلوس مرة أخرى على طاولة الحل السياسي بشكل جدي وتجاوز أخطاء اللقاءات السابقة .
وتحدث ” ولد الشيخ ” عن أزمة المرتبات في اليمن مطالباً بآلية واضحة لجمع الضرائب ودفع الرواتب.
وعقد مجلس الأمن اليوم جلسة بشأن تطورات الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن كما سيعقد بعد قليل جلسة مغلقة عقب خطابين للمبعوث الأممي إلى اليمن ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية .
وفيما يلي نص إحاطة ولد الشيخ في مجلس الأمن:
– وما زالت الحالة في اليمن خطيرة للغاية. وتزداد حدة الصراع يوما بعد يوم, وما زالت الحالة الانسانية الماساوي تزداد سوءا.
وفي السنة الثالثة المتتالية, شهد اليمنيين شهر رمضان المبارك الذي تحول من شهر من التسامح والسلام الى شهر من العنف والياس. وقد شهدت اليمن زيادة في معارك الاستنزاف بين اطراف الصراع, وقد ازدادت وتيرة العمليات العسكرية في محافظات الحاجة, و مارب, و ال. ومنذ 10 حزيران / يونيه, تصاعد القتال ايضا بدرجة كبيرة في تعز ومناطق شرق المدينة. وقد تكثف القتال من اجل السيطرة على القصر الرئاسي في المدينة بالتوازي مع القصف العشوائي في المناطق السكنية, مما ادى الى زيادة عدد القتلى والجرحى, والى مزيد من التدمير للهياكل الاساسية المدنية المتبقية في المدينة. وقد وقعت اصابات عديدة في محافظة ما ريب, وبخاصة اثناء المعركة للسيطرة على مقاطعة صرواح.
واستمر العنف ايضا في محافظة حجة ومنطقة الحدود بين اليمن ومملكة المملكة العربية السعودية, بما في ذلك في 22 و 29 حزيران / يونيه عندما هبطت الصواريخ في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية. – وما زالت الهجمات الجوية تضرب العديد من المواقع في محافظات صعدة, تعز, و مارب, و sana. ضربت غارات جوية سوق في قرية moshnaq في صعدة في 18 حزيران / يونيه ومدينة ال mokha في 4 تموز / يوليه. واسفر كل من هذه الحوادث عن عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين, بمن فيهم النساء والاطفال
– واعرب عن بالغ القلق لاستمرار استهداف اطراف الصراع للمدنيين والهياكل الاساسية المدنية. – وقد دابت على حث الاطراف المتحاربة على احترام التزاماتها بموجب القانون الانساني الدولي. ان استهداف المدنيين والهياكل الاساسية المدنية امر غير مقبول على الاطلاق, ويجب ان يتوقف على الفور.
15-وفي 15 حزيران / يونيه, تعرضت سفينة اماراتي الى قصف بالقرب من ميناء ال, مما يهدد الامن البحري في مضيق باب المندب. واستمرار استهداف السفن في المنطقة يعرض للخطر بشكل خطير توفير الامدادات الانسانية والتجارية التي تحتاج اليها بشدة الى اكثر اليمنيين ضعفا.
وبالاضافة الى ذلك, ما زال الامن يقوض من جراء نشاط الجماعات المتطرفة, بما في ذلك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. 7-وفي 7 حزيران / يونيه, استهدف جهاز متفجر مر مرتجلة بواسطة المركبات قافلة رئيس الامن في ابين, مما قتل اثنين من حراسه. وفي وقت لاحق من هذا الشهر, في 14 حزيران / يونيه, فجر المقاتلين جهاز متفجر مر مرتجلة في احدى مراكز الشرطة في محافظة ال, مما ادى الى مقتل رئيس الشرطة واصابة عدة اشخاص اخرين. وكجزء من جهودها لمكافحة الارهاب, قامت حكومة اليمن, في 27 حزيران / يونيه, باعادة نشر قوات اضافية الى ابين, و لحج, و تعز.
وكما ذكرت هنا مرات عديدة, كلما طالت مدة الصراع, كلما كانت الجماعات الارهابية اكثر ست وتهدد مستقبل اليمن.
سيدي الرئيس,
ان الحالة الانسانية في اليمن مروعة. ويعاني الشعب من الحرب والجوع وال الكوليرا, التي انتشرت اكثر خلال الاسابيع القليلة الماضية. فالبلد لا يعاني من حالة طوارئ واحدة ولكن عدد من حالات الطوارئ المعقدة, التي اثرت على اكثر من 20 مليون شخص, والتي ستشعر بحجم وتاثيرها بعد انتهاء الحرب لفترة طويلة. وهناك 14 مليون شخص يعانون من انعدام الامن الغذائي, ومن بينهم 7 مليون شخص تقريبا المعرضين للمجاعة. وسيقدم زملائي مزيدا من التفاصيل عن الحالة الانسانية في الاحاطات الاعلامية التي قدمها.
وتنتشر الكوليرا بسرعة, وهي تصيب الاطفال والمسنين وغيرهم من الفئات الضعيفة في العديد من مناطق البلد. وهناك الان اكثر من 300,000 حالة مشتبه فيها واكثر من 1,700 1,700 شخص قد توفوا نتيجة للوباء. ولم يدفع عشرات الالاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية منذ عدة اشهر, وان اكثر من نصف المرافق الصحية للبلد قد اغلقت, وما زالت امدادات الادوية والمعدات الطبية محدودة للغاية.
ان سرعة ونطاق انتشار الكوليرا في اليمن يسلط الضوء على العواقب التي تترتب على انهيار نظام القطاع العام. وانني اثني على التبرع السخي بمبلغ 67 مليون دولار من المملكة العربية السعودية, مما ساعد على ابطاء انتشار المرض. وانني ادعو المانحين الاخرين الى تقديم المزيد من المساهمات في اسرع وقت ممكن. – ويعد عدم دفع مرتبات العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من الموظفين في القطاع العام مسالة ملحة. واذا لم يتم التصدي لهذا الوضع, فان الحالة الصحية ستستمر في التدهور, وستتوقف مؤسسات الدولة الرئيسية عن العمل. – وانني الدعم تاييدا تاما الاقتراح المشترك بين برنامج الامم المتحدة الانمائي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لدعم المدفوعات الفورية للعاملين في مجال الرعاية الصحية في اسرع وقت ممكن قبل التوصل الى اتفاق لاعادة وانني اشجع الدول الاعضاء على دعم هذه المبادرة الهامة التي من شانها ان تساعد على ضمان صيانة خدمات الرعاية الصحية. والحفاظ على القدرات الوطنية امر حاسم لتحقيق الاستقرار في الحالة الانسانية الان وتامين تقديم الخدمات في المستقبل.
ومن المتوقع ان يصرف برنامج التحويلات النقدية الممول من البنك الدولي اول دفعة ربع سنوية لاكثر الاسر المعيشية ضعفا في جميع انحاء البلد في اب / اغسطس, حيث يستفيد منها حوالي ثمانية ملايين اليمنيين. وما فتئت المفوضية تعمل بشكل مستمر مع الشركاء لضمان نجاح هذه المبادرة, ودعم القوة الشرائية للاسر المعيشية, وتجنب انتشار الفقر المدقع, وتحسين الحالة العامة, واعادة الامل. وامل ان يستجيب المجتمع الدولي لهذا النداء وان يدعم هذه المبادرات.
سيدي الرئيس,
وعلى مدى العام الماضي, دعا المنسق المقيم ومنسق الشؤون الانسانية مرارا وتكرارا لاستئناف الرحلات الجوية التجارية من صنعاء. وقد ادى الافتقار الى الرحلات الجوية التجارية الى وضع عبء غير ضروري على السكان وتفاقم حالة انسانية بائسة بالفعل. وانني اناشد التحالف والاطراف في الصراع دعم اقترابنا لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة على وجه التحديد للافراد الذين يحتاجون الى رعاية طبية, والطلاب الذين يدرسون في الخارج, ولم شمل الاسر.
سيدي الرئيس,
وانني لا تزال تشجع الاطراف على العمل من اجل التوصل الى الاتفاقات التي حددتها خلال اخر احاطة اعلامية قدمتها الى هذا المجلس. انني اخطط لان ادعو ممثلي انصار الله و الى استئناف المناقشات حول هذه الافكار في اسرع وقت ممكن. في الايام القليلة الماضية, كنت على اتصال مباشر مع انصار الله, والذي هو سبب التفاؤل. وانني ممتن للجهود التي تبذلها جمهورية الصين الشعبية لكي تضطلع بدور اساسي في هذا الصدد.
وتركز الاتفاقات المقترحة على ميناء الحديدة والمنطقة المحيطة به, وتهدف الى ضمان استمرار تدفق الامدادات الانسانية الاساسية والسلع التجارية من خلال الميناء وتنفيذ برنامج لجمع الضرائب وغيرها من الايرادات بحيث يمكن استخدامها لدعم المرتبات وما الى ذلك, وذلك من اجل ضمان استمرار تدفق الامدادات الخدمات, بدلا من دعم الحرب. وينبغي ان يصبح الاتفاق بشان ميناء الحديدة الاساس لاتفاق وطني لاستئناف مدفوعات المرتبات في جميع انحاء البلد, مما يوفر بعض الاغاثة للعديد من اليمنيين. وبدون شك, سيتطلب هذا الاتفاق اليات واضحة لضمان استخدام جميع ايرادات الدولة, سواء كانت تجمع في الحديدة, او صنعاء, او عدن, او اي مكان اخر, دعما لمدفوعات المرتبات واعادة تنشيط مؤسسات الدولة في جميع مناطق البلد.
وقد ردت حكومة اليمن بشكل ايجابي ووافقت على التفاوض على اساس مقترحات. وفي اجتماعي مع الرئيس هادي, وافق على ضرورة تنفيذ تدابير لضمان ايصال الامدادات الانسانية والتجارية, ومنع تهريب الاسلحة وتحويل الضرائب وغيرها من الايرادات. وصلت صباح هذا اليوم من المملكة العربية السعودية حيث قابلت ولي العهد السعودي, النائب الاول رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبد العزيز ال سعود, وانا ارحب بالتزام القيادة السعودية لدعم الاتفاقات بين الطرفين على هذه قضايا
وساغادر الى القاهرة غدا لمواصلة عملي الحالي مع حكومة اليمن والزعماء الاقليميين بشان هذه الافكار. وامل ايضا ان التقي مع وفد انصار الله و gpc قريبا بمناقشة الاتفاقات المحتملة بشان الحديدة والمرتبات كخطوة اولية الى الوقف الوطني للاعمال القتالية, والى حل شامل للصرع الذي يعيد السلام الى اليمن. ومن الضروري ان يشارك انصار الله وال و معي بشكل بناء وفي حسن نية بشان هذه المقترحات اذا كانوا يريدون حقا انهاء الحرب والتحسينات في الحالة الانسانية.
واكرر الاعراب عن خالص امتناني للمجتمع الدولي, الذي داب على دعم الجهود التي قمت بها والمقترحات التي قدمتها الى الطرفين. وقد زرت فرنسا لفترة وجيزة مؤخرا, وقد اعادت الحكومة الجديدة تاكيد دعمها لعملية السلام. والوحدة الاقليمية والدولية امر حاسم لضمان السلام والامن في اليمن.
سيدي الرئيس,
وانني اثني على الجهود الشجاعة التي بذلها المجتمع المدني اليمني, الذي يواصل الدفع من اجل السلام على الرغم من العديد من التحديات الامنية. وفي حزيران / يونيه, استمر ميثاق المراة اليمنية في تعزيز روح الحل الوسط والاليات التي يمكن ان تضع نهاية لهذا الصراع المدمر. وقد التقيت مؤخرا بمجموعة من نشطاء الشباب اليمني الذين تثبت ايضا على نفس الالتزام والتفاني. مجموعات المجتمع المدني اليمني على اتصال مستمر مع فريقي وانا. وهي تدعم الجهود التي تبذلها الامم المتحدة, وهي تعترف بان الحل السياسي وحده هو الذي سينهي الحرب ومعاناة الشعب اليمني. ان محركها وحساسها من القومية يحمل معها امالا كبيرة. واتمنى ان يعكس الزعماء السياسيون حب هؤلاء الناشطين لدولتهم وشعبهم, وهو ما اشعر به مع كل اقتراح من المقترحات التي احصل عليها منها. وهي اصوات اليمن الحقيقية, وهي ابعد ما تكون عن الشواغل والاعتبارات الشخصية. وهي تنقل معاناة الشعب من ابعد اركان البلد.
ويجب على القيادة السياسية ان تدرك ان استمرار الحرب لا يمكن ان يؤدي الا الى خسارة بشرية ومادية اكثر, ويعقد المسائل الحاسمة بشان مستقبل البلد, بما في ذلك مظالم الجنوب. وفي هذا السياق, فان المسالة الجنوبية تتطلب حلا عميقا, وانني ادعو اليمنيين الى معالجة هذه المسالة من خلال الحوار والوسائل السلمية.
واخيرا, اود ان اشير الى ان التاريخ لن يحكم بلطف على هؤلاء الزعماء اليمني الذين استخدموا الحرب لتعزيز نفوذهم او الربح من الاموال العامة, ولن يدوم صبر اليمني. ويتعين على الشعب ان يكون بديلا عن الساسة الذين يعملون من اجل مصالحهم الخاصة وليس من اجل بلدهم, الذين تدمير ولا يبنون, ومن يستخدمون الموارد المالية للشعب والدولة لكي اثراء انفسهم, بدلا من خدمة الشعب.
وانني ادعو جميع الاطراف الى العمل من اجل السلام. فهذه الاعذار غير مقبولة, و المبرراتها غير مقنعة, وبخاصة عندما تكون الحلول على مراى من الجميع. ان فرصة الوصول الى السلام لم تضيع بعد.