دان المشاركون في الندوة ومعرض الصور الذين نظمتهما وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي اليوم حول “آثار العدوان على القطاع السياحي” استهداف العدوان السعودي الاميركي الغاشم المدنيين، والبنى التحتية والهوية اليمنية ودعو إلى تقديم دعاوى قضائية بحق دول تحالف العدوان حيال جرائمها في استهداف وتدمير المعالم السياحية اليمنية والتي بلغ عددها 360 موقعا ومنشأة آثارية وسياحية.
واستنكر المشاركون في الفعالية التي نظمت اليوم الأحد في بيت الثقافة بصنعاء ” عمليات العدوان في استهداف المعالم الإسلامية والأثرية والوجهات السياحية، والتي أسفرت عن تدمير العديد من المعالم والمواقع الأثرية كالمدن التاريخية، والقلاع والحصون والجوامع وغيرها.
وقال المشاركون إن أكثر المعالم الاثارية التي استهدفها العدوان طاعنة في القدم ويعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام وعلى رأسها مدينة صنعاء القديمة، ومدينة زبيد التاريخية، المصنفتان ضمن لائحة مواقع التراث العالمي الخاضعة لإشراف منظمة اليونسكو مشيرة إلى أن هذه المواقع والمعالم تمثل أبرز المزارات السياحية في اليمن،داعين المنظمات الدولية إلى القيام بدورها في حماية التراث اليمني، مع احتفاظ الشعب اليمني بحقه القانوني في مقاضاة دول العدوان ، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
واشاد المشاركون بالجهود والإجراءات التي قامت بها الهيئة العامة للآثار في الدفاع عن التراث التاريخي والثقافي في بلادنا، وطالبوا الجهات الرسمية والخاصة والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني بدعم ومساندة جهودها الرامية للحفاظ على التراث التاريخي والإنساني باعتباره ملكا للشعب اليمني، مشددين على ضرورة الاسراع باعمال الحصر والمسح للأضرار التي لحقت قطاع السياحة من خلال الدراسة الميدانية والتوثيق و العمل على نشر أي إحصاءات أو معلومات عن السياحة، حتى تكون في متناول يد الباحثين واعداد ملفات حول مختلف الأضرار والدمار الذي لحق قطاع السياحة عبر المكاتب والمراكز الحقوقية والقانونية، على اعتبار أن العدوان على المنشآت المدنية والمواقع التاريخية والأثرية يعدُّ جريمة حرب.
كما طالبوا بعقد مؤتمرٍ عبر مدراء العلاقات في الخارج لفضح جرائم العدوان السعودي وتحريك الضمير العالمي والمنظمات للعمل الجاد والمطالبة بوقف العدوان ووضع خطةٍ لتنشيط السياحة الداخلية، ومحاولة إشغال المرافق السياحية، وعمل برامج سياحية في المناطق الآمنة للتخفيف من الضغوط النفسية على المجتمع ( أبنائنا الطلبة وأسرهم على سبيل المثال) وتقويم الاحتياجات اللازمة لتخطي الأزمة الخانقة وعـدم المبالغة في تقييم الوضع بالإفراط سلباً أو إيجاباً، وتوخي الحـذر بوضع الأمور في نصابها.
وطالبوا كذلك بالتركيز على البدائل المتاحة والممكنة في ظل الظروف الراهـنة، وعـدم الرضوخ لأي متغيرات مهما كانت وشراء صفحات في الكتيبات الخاصة بمنظمي الرحلات الدولية؛ وذلك لاستمرار البقاء كخيار أمام المستهدفين من السياح و ترتيب الأوضاع الضرورية وذلك بعـمل الخطط اللازمة لتهيئة البلد سياحياً، والاستعـداد للمرحلة القادمة المستقبلية والاهتمام بالكادر البشري، وتقديم التدريب التخصصي النوعي في مجال السياحة. والفترة الحالية تعتبر من أفضل المراحل لتقديم أي نوع من التأهيل والتدريب.
وشددوا على ضرورة الاستفادة من الأوضاع المعاكسة والحملات السلبية، والرصد المستمر وتنفيذ الخطوات الحكيمة في كيفية مواجهة هذه الحملات بالأساليب الحكيمة والهادفة إلى المستقبل دون الخوض في مواجهات اصطدامية والتركيز عـلى “التسويق الإلكتروني” كأحد الوسائل العـصرية الأكثر فاعلية وأهمية، والأكثر رخصاً ويسراً.
وحضوا الصحافيين الأجانب المحبين لليمن على الكتابة عن رأيهم الشخصي والمهني حول العـدوان.
التركيز على الجانب المهني والمصداقية أثناء التعاطي مع المهام التي يقوم بها الإعلاميون، وخاصة في جانب ( توثيق وفضح جرائم العدوان). وعدم الاستعلاء في الاستفادة من تجارب الآخرين وإنشاء صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي لنشر وعرض الجرائم، واستقبال الصور والمعلومات والوثائق التي تتوافر لدى الناس والتنسيق مع الجانب الحقوقي وأخذ المشورة وتزويده بالوثائق المطلوبة .
كما دعوا إلى فتح قنوات تواصل مع الجمعيات والمنظمات الحقوقية والوسائل الإعلامية المختلفة، وتزويدها بعدد من الوثائق والتقارير الصحفية التي تدين العدوان وتؤكد حقيقة الجُرم الذي قام به ولا يزال مستمر فيه والاهتمام بالعنصر البشري، وتعزيز الدافع لدى المحترفين والمهتمين والمتطوعين، وحتى الهواة منهم وتوعية الشارع بحقيقة أهداف ونوايا العدوان، والتأكيد على ذلك من خلال الحقائق والأحداث المعاشة والتأكيد على تعايش اليمنيين وإيمانهم بيمنية القضية العادلة، في مواجهة قوى العدوان الخارجي التي تستخدم كل وسائل التدمير، بما فيها التسويق لسموم الطائفية والمناطقية وطالبوا بتوثيق وتوضيح حقيقة سيطرة التنظيمات المتطرفة على أهم المحافظات الجنوبية، وعدم قيام تحالف العدوان باستهدافها، والتواطؤاً واضحاً معها يُسهل مهمة توسعها في السيطرة على الأرض وارتكاب المذابح بحق المدنيين في عدن ولحج وأبين وحضرموت وغيرها من المدن اليمنية.
السعي إلى اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير الهادفة إلى حماية المواقع، منها إعداد ملف يحوي خارطة تشمل كافة الإحداثيات للمواقع والمعالم الأثرية في اليمن, وتسليمه لمنظمة اليونسكو لترسله إلى ما يسمى بقوات التحالف لتجنب استهدافها باعتبارها تراثاً إنسانياً عالمياً.
وشدد المشاركون على إعداد استراتيجية للتنمية السياحية لمابعد الحرب وطالبوا المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونسكو تشكيل لجان فنية لفحص هذه الأضرار وتقييمها في كافة المواقع التي اُستهدفت من قبل العدوان ودراسة تحويل المواقع التي تعرضت لأضرار قصف إلى متاحف حية، كشاهد حي على جرائم العدوان وجهود ضم حماية التراث إلى مهمات السلام الأممية وبعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كما هو الحال في دولة مالي، وذلك دعماً لطلب المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا من مجلس الأمن الدولي.
واكد المشاركون إن التدمير المتعمد للتراث الثقافي يمثل جريمة حرب، واستمرار استهداف مواقع التراث اليمني يمثل جريمة حرب مع سبق الإصرار والترصد مطالبين المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وحماية البيئة والمنظمات الدولية والإقليمية، والعـربية والإسلامية القيام بدورها المناط نحو هذا الانتهاك الصارخ والذي انتهكت فيه أبسط الحقوق، والضغط على الحكومات المختلفة في حفظ الدماء وإيقاف العـدوان البربري الغاشم.