تشهد محافظة عدن جنوب اليمن، توتر عسكري وامني غير مسبوق قبل ساعات من انطلاق تظاهرتين متضادتين لفرقاء المرتزقة المنقسمين في ولاءاتهم بين الاحتلال الاماراتي والسعودي، مع انتشار مليشيات مسلحة بشكل كثيف في الشوارع واندلاع صدامات محدودة.
ويسود الترقب المشوب بالخوف اهالي وسكان مدينة عدن، من اندلاع حرب بين المرتزقة المؤيدين للفار هادي وحكومته المدعومين من السعودية، وبين مجلس انفصال الجنوب الذي يقوده محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي المدعوم مع اتباعه من الامارات، مسنودين بما تسمى قوات الحزام الامني.
وذكر مراقبون لـ “المستقبل”، ان النظام الاماراتي القى بكل ثقله وبشكل علني وفي اطار صراعه المتصاعد مع السعودية على مدن جنوب اليمن المحتلة، من أجل دعم وإنجاح المرتزقة التابعين لها، ابتداء من ايفاد خالد بحاح الى حضرموت، واعادة رئيس واعضاء ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي من ابوظبي الى عدن، وعقد اجتماعهم الاول في مقر المحافظة متحدين الفار هادي والسعودية.
ولايزال الاحتلال الاماراتي يرفض السماح للفار هادي بالعودة الى عدن، وسبق ان اعاد طائرته من فوق المدينة الى سقطرى واندلعت بعدها مواجهات تدخل فيها الطيران الاماراتي بقصف مليشيات الفار هادي، قبل تهدئة الوضع وفرض الامارات لشروطها.
وهدد رئيس حكومة الفار هادي، المدعو احمد بن دغر في وقت سابق، الموالين للامارات من تفجير الوضع في عدن، ملمحا الى حرب ومجازر ستكون شبيهة بما حدث في الجنوب عام 86 قبل الوحدة اليمنية بين الطغمة والزمرة وانتشار القتل بالهوية.
بدوره ما يسمى المجلس الانتقالي الممول اماراتيا، رد على تصريحات بن دغر وكال اليه وللفار هادي اتهامات بالجملة ليس اقلها الفشل والتآمر على الجنوب.
هذه التراشقات، اثمرت في انقسام بين فصائل الحراك الجنوبي المنظم للفعالية، حيث دعا فريق يؤيد الزبيدي والاحتلال الاماراتي لتظاهرة غدا الجمعة غب شارع المعلا، وفريق اخر لمرتزقة السعودية دعا في ذات التوقيت الى فعالية مماثلة بساحة العروض بخور مكسر.
وبحسب مصادر محلية تحدثت لــ “المستقبل”، فان الطيران الحربي الاماراتي يحلق في سماء عدن بكثافة، وسط توتر امني شديد وانتشار مليشيات مسلحة معززة باسلحة ومعدات ثقيلة في الاحياء والشوارع.