اعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين إن وباء الكوليرا انتشر في كل المحافظات اليمنية البالغ عددها 22 محافظة، موضحة انها تواجه الآن أسوأ حالة تفشي للكوليرا في العالم.
وقالت في منشورات على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : “تعمل فرق الاستجابة السريعة من بيت إلى بيت من خلال كلورة مصادر المياه وتوعية المجتمعات حول كيفية حماية أنفسهم عن طريق تنظيف وتخزين المياه”.
وتابعت: تسعى منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” ومنظمة الصحة العالمية ومختلف الشركاء إلى وقف تسارع تفشي وباء الكوليرا في اليمن.
وأكدت أنها تعمل مع الشركاء على مدار الساعة لكشف وتتبع انتشار مرض الكوليرا في اليمن وتوفير المياه النظيفة وخدمات الإصحاح البيئي وتقديم العلاج الطبي.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن اليمن يعيش أسوأ حالة تفشي لوباء الكوليرا في العالم بعد تجاوز عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا 200 الف حالة، منذ انتشار المرض في اواخر ابريل الماضي.
ولفت بيان مشترك صادر عن منظمتي الصحة العالمية واليونيسف امس الاول الانتباه إلى أن “عدد حالات وباء الكوليرا المشتبه بها والمتفشية بسرعة في اليمن تجاوز الـ200,000 حالة، مع ارتفاع بمعدل 5,000 حالة يوميّا”.
واوضح المدير التنفيذي لليونيسيف أنطوني ليك، ومديرة منظمة الصحة العالمية، مارجريت تشان، أن “تفشي وباء الكوليرا القاتل، هو نتيجة مباشرة لسنتين من النزاع العنيف”.
وأدى انهيار أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي إلى حرمان 14.5 مليون شخص من الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي بشكل منتظم، مما زاد من انتشار المرض. كما أدى ارتفاع معدلات سوء التغذية إلى تدهور صحة الأطفال وجعلهم عرضة للمرض بسبب هشاشة وضعهم الصحي. فيما لم يتلق نحو 30 ألف من العاملين في مجال الصحّة من الكوادر المحليّة الذين يتفانون في عملهم وممّن يلعبون بالتالي الدور الأكبر في الحدّ من تفشي الوباء، رواتبهم منذ حوالي 10 أشهر.
وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، قد اعربت في بيان سابق صادر عنها عن مخاوفها من أن يتجاوز عدد الإصابات بوباء الكوليرا في اليمن 300 ألف حالة، بنهاية أغسطس.
وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف ميريتسل ريلانو، في تصريح للصحفيين ، “الأرجح أن نصل بنهاية أغسطس إلى 300 ألف” حالة.
ويشهد اليمن تدهورا كبيرا في الوضع الصحي والإنساني، جراء الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين.
وناشد مسؤولون أمميون، مؤخرا المجتمع الدولي لبذل كل ما بوسعه فورا في سبيل تزويد الأطباء اليمنيين بالإمدادات الطبية ودعم المساعي الإغاثية الأممية في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والتغذية وكذلك رفع الوعى داخل اليمن.
كما حذرت الأمم المتحدة نهاية مايو الماضي من انهيار اليمن الذى يواجه فيه 17 مليون شخص نقصا في الغذاء وبينهم 7 ملايين على حافة المجاعة في بلد يعتمد إلى حد كبير على استيراد غذائه.
وهذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في البلاد، الأكثر فقرا في شبه الجزيرة العربية، اذ تسببت بين أكتوبر العام الماضي مارس 2017 بوفاة المئات.
ويتسبب وباء الكوليرا الشديد العدوى بإسهال حاد وينتقل من طريق المياه أو الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته.
(وكالات)