تناولت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في تقرير موقف الولايات المتحدة من الأزمة الخليجية ضد قطر، وتناقض التصريحات الأمريكية بهذا الخصوص، قائلة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “أصبح دمية المملكة العربية السعودية في أزمة قطر”.
وقالت في تقريرها إن “ترامب أصدر قهقهة المنتصر، معلنا أن رحلته إلى السعودية أثمرت بمئات المليارات من الدولارات من السعودية، وترك خلفه حملة قمع تشنها المملكة على قطر”.
وتساءلت الصحيفة “لماذا تنفجر الأمور ضد قطر في هذا الوقت، لماذا الآن؟ وما الذي نحتاج إلى معرفته بهذا الخصوص؟”.
وكتب الأكاديمي في كلية كينغز لندن البريطانية، أندرو ماكليود، في الصحيفة أنه لا يمكن لأمريكا أن تسمح بغزو قطر، إذ إن لديها قاعدة جوية أمريكية، ولذلك يشعر الأمريكيون ربما بالضيق. لا سيما أنهم يحتاجون بذلك إلى نقل قاعدتهم إلى مكان آخر.
وتناول في تقريره النزاع السعودي القطري، معلنا استغرابه بسبب أن كلا الدولتين تعدان من دول الإسلام السني، وفق تعبيره.
وقال إن ترامب عرض عليه السعوديون رقصة السيف وقدموا له الأموال، وفي تغريدة واحدة على “تويتر” تجاهل الدور الذي لعبته السعودية في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر والاتهامات ضدها بأنها “تمول الإرهاب” و”تدعم التنظيمات الإرهابية لا سيما القاعدة”.
وأكد أن ترامب يتجاهل هذا الدور، لينقل إشارة السعوديين إلى قطر حين طلب منهم وقف تمويل الإرهاب، ليقول للسعوديين: “إذا كنتم تريدون قطر، فاستمروا في ذلك”.
وكان ترامب دعا دولة قطر للتوقف “فورا” عن “تمويل الإرهاب”، مؤيدا بذلك التهمة التي ادعتها كل من السعودية والإمارات ودول عربية أخرى وافقتهما.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ترامب، الجمعة الماضي، في البيت الأبيض مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، إذ قال: “إن هذا البلد الخليجي له تاريخ في القيام بذلك على مستوى عال جدا”.
وأضاف أنه “لا يمكن لأي بلد متحضر أن يقبل بهذا العنف، أو يسمح لهذا الفكر الخبيث أن ينتشر على شواطئه”.
وهذه التصريحات المفاجئة لترامب تأتي رغم عرضه في وقت سابق على أمير قطر تميم بن حمد الوساطة لحل الأزمة، ووصفه قطر في تصريحات سابقة بـ”شريك مهم”.
وقال معد التقرير إن المملكة العربية السعودية يجب أن تشكر دونالد ترامب. فهو ربما “لعب مثل الجرو”، مضيفا: “أراهن أن القطريين والإيرانيين يعتقدون ذلك”.
وكان ترامب تفاخر على “تويتر” بمليارات الدولارات من السعودية، إذ قائلا: “جلب مئات المليارات من الدولارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية من الشرق الأوسط يعني: وظائف، وظائف، ووظائف!”.
ووقع ترامب والعاهل السعودي على 34 اتفاقية ومذكرة تفاهم في عدة مجالات، من بينها التصنيع العسكري والطاقة، بلغت قيمتها 380 مليار دولار، وفق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وأشارت الصحيفة إلى أنه جرى الاعتقاد لدى الغربيين عندما يتناولون في حديثهم الشرق الأوسط، بأن الخلافات في المنطقة سببها النزاع العربي الإسرائيلي. إذ يعتقد البعض بأن إنشاء الدولة اليهودية ونزع ملكية الفلسطينيين لأرضهم هو سبب كل المشاكل والأزمات في المنطقة والقضية المحورية لها.
ولكن الصحيفة أشارت إلى الخلافات العربية العربية، منذ قيام المملكة السعودية، لافتا إلى الصراع بين قطر والسعودية تاريخيا، والخلاف بين العرب والفرس في شبه الجزيرة العربية.
يشار إلى أن ترامب أبدى مواقف متضاربة حول الأزمة القطرية، وبدت التصريحات التي تصدر من الولايات المتحدة مرتبكة فترامب دعم الحملة المقاطعة ضد قطر والتهم الموجهة إليها، في حين أن وزير الخارجية تيلرسون والبتاغون أشادوا بقطر ودعوا للتهدئة، بالإضافة إلى موقف السفيرة الأمريكية في الدوحة الإيجابي بالنسبة لقطر.
(عربي21)