كتبت صحيفة الاندبندنت البريطانية في مقالِ لها يوم الاثنين الماضي بأن طفلا يمنيا يفارق الحياة كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية. ومن ناحية أخرى صرحت أيضا هذه الصحيفة في مقالها هذا بأن اليمن يعيش حالة من الفوضى والدمار بسبب الصراع المستمر فيها منذ أكثر من سنتين والذي أسفر عن مقتل 100 آلاف شخص، ولكن هذا الصراع وهذا العنف لم يكن هو العامل الرئيسي الوحيد الذي أدى إلى تردي الأوضاع في اليمن والوصول إلى هذه الحالة.
وأشارت الصحيفة ” إلى أن ثلثي سكان اليمن يعانون من المجاعة ويعانى سبعة ملايين شخص منهم بالفعل من سوء التغذية الحاد وهذا بدوره أدى إلى وفاة طفل كل عشرة دقائق في كثير من مناطق اليمن “.
وأضافت الصحيفة بأن منظمة الصحة العالمية أطلقت تحذير من خطر انتشار جديد لوباء الكوليرا في البلاد والذي أدى إلى مقتل الآلاف من الناس وأعلنت أيضا هذه المنظمة بأن 150 ألف شخص في أنحاء مختلفة من البلاد مصابون بهذا الوباء.
وفى نفس الوقت أوضحت الصحيفة بأن الاقتصاد اليمنى ينهار يوما بعد يوم وهناك حالة من سوء الإدارة للمؤسسات المالية اليمنية وهذا يعنى أنه حتى لو كانت هنالك بعض المواد الغذائية والأساسية فأن الشعب اليمني لن يستطيع تحمل تكلفت شراء هذه الأشياء.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوضع في البلاد قد يزداد سوء، وذلك نظرا لما تقوم به السعودية وحلفائها من الاستعداد لشن هجوم على ميناء مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيين (أنصار الله) والذي يُعتبر المنفذ البحري الوحيد وشريان الحياة لليمنيين الذي يتم عن طريقه إدخال المواد الغذائية والأساسية للمواطنين. وأضافت الصحيفة إلى أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الأموال والمساعدات الغذائية والدوائية لتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن.
كما صرحت صحيفة الاندبندنت بأن مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي تقدموا في وقت سابق برسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الدفاع جميس ماتيس يطالبونهم بوقف الدعم العسكري واللوجستي للهجمات الشرسة التي تشنها السعودية على الشعب اليمني. وفي نفس السياق هدد أعضاء الكونجرس الأمريكي هؤلاء بأنهم سوف يقومون باتخاذ خطوات قانونية وسوف يطالبون في جلسات الكونجرس بمسائلة واشنطن حول الدور الذي تلعبه في الأزمة اليمنية.
وعبرت صحيفة الاندبندنت حول التهديدات التي اطلقها بعضا من أعضاء الكونجرس الأمريكي، حيث قالت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلن يوم السبت 20 مايو عام 2017 خلال زيارته للسعودية بأن واشنطن نجحت في عقد صفقة عسكرية مع الرياض تتجاوز قيمتها 110 مليار دولار. وبهذا كلة فإن صفقة الأسلحة هذه التي أبرمتها الحكومة الأمريكية مع النظام السعودي والتي تجاوزت قيمتها مليارات الدولارات وتراجع الرئيس ترامب عن مبدأ الحماية المدنية الذي تم الموافقة عليه من قبل الكونجرس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما إلى جانب موقف الحكومة البريطانية الغير مبالي بالهجمات السعودية، لا يبشر بالخير بالنسبة لليمن. وطبقا لهذا الصفقة فأن الرياض سوف تقوم بشراء أنظمة دفاع صاروخية بالستية ورادار “تود” ومقاتلاتF-35 وأجهزة مراقبة متقدمة وزوارق دورية وطائرات هليكوبتر ودبابات ابرامز المتطورة وكذلك مركبات مضادة للألغام، من الولايات المتحدة.
تقوم أمريكا وبريطانيا بالاستفادة من هاجس الخوف من إيران لتخويف دول الخليج الفارسي العربية لحفظ مصانعها التي تقوم بتصنيع الأسلحة العسكرية المختلفة والسيطرة على منابع الطاقة والبترول المتواجدة في البلدان العربية وخاصة دول الخليج الفارسي والاستمرار في ابتزاز حكام هذه الدول العربية.
ومن ناحية أُخرى قامت الرياض في السادس والعشرون من شهر مارس عام 2015 جنبا إلى جنب مع العديد من البلدان وبدعم أمريكي، بحملة عسكرية على اليمن بهدف إرجاع عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية المستقيل إلى حكم اليمن. ولقد أدى هذا الغزو العسكري الذي ما يزال مستمر حتي الأن، إلى وقوع خسائر إنسانية كبيرة في اليمن وأدى أيضا إلى انهيار البنية التحتية للصحة في هذا البلد الفقير وإلى انتشار الأمراض والأوبئة المختلفة.
(متابعات)