قال السفير الأمريكي السابق في اليمن ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربي في واشنطن ستيفن سيتش إن دولة الإمارات تواصل بناء روابط مع أفراد تم انتقاؤهم ضمن حركة تواصل الضغط من أجل تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي إن لم يكن استقلالا صريحا جنوب اليمن.
وقال السفير الأمريكي بمقال له على موقع المعهد وترجمته “عربي21” إن السعودية التي نظمت التدخل العسكري في الحرب اليمنية لإعادة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي تجنبت حتى اللحظة مناقشة الاستراتيجية التي ينفذها الإماراتيون في الجنوب وطرح أسئلة حول تصرفها بشأن مستقبل دولة يمنية موحدة ودعم هادي.
ولفت إلى أنه وعلى الرغم من وضوح جدول أعمال الإمارات “الطموح” في الجنوب اليمني إلا أن الاختلافات بين الإمارات وحكومة هادي “المنفي” أصبحت تتزايد بل وبكثير من الفزع لدى هادي.
ويشير السفير إلى أن أحدث الأدلة تظهر أن الإمارات تسعى لوضع أجندة سياسية في كافة المناطق الجنوبية التي تشهد خلافا مع هادي تمثلت بعقد ما يسمى بمؤتمر حضرموت الجامع في 22 نيسان/أبريل ولفت إلى أن أحد التقارير قال إن المؤتمر عقد تحت رعاية رجل أبو ظبي في حضرموت وهو اللواء الركن احمد سعيد بن بريك وبحماية أمنية من قوات النخبة بحضرموت.
وقال إن المؤتمر حمل دعوة لهادي لتسريع إعلان حضرموت مقاطعة مستقلة بالإضافة إلى تأكيد البيان الختامي للمؤتمر على أن الحضرميين سيكون لهم الحق في مغادرة الاتحاد اليمني إذا وجدوا أنه لا يخدم مصالحهم.
وعلى صعيد الموقف السعودي من تحركات الإمارات في الجنوب قال السفير إن المثير للاهتمام أنه وعلى الرغم من إعلان رجال الأعمال وزعماء القبائل المرتبطين بالسعودية مقاطعة المؤتمر إلا أن الجانب الرسمي السعودي لم يعلق علنا على الأمر.
وقال السفير إن محللا بارزا في الخليج العربي قال هذا الأسبوع إن الرياض لا تصر على خروج اليمن من الصراع الحالي كدولة موحدة بل تركه للمواطنين للعمل مع القادة السياسيين والمحليين وغيرهم في الجنوب لتشكيل مستقبل المنطقة بأي شكل من الأشكال بما يضمن استقراره وسلامته السياسية والاقتصادية.
وفي المقابل يرى السفير أن هذا الحديث يتناقض مع وجهة نظر هادي في المسألة وقام من جانبه بالرد على المؤتمر من خلال مراسيم أطاحت بعدد من المسؤولين المرتبطين بدولة الإمارات يما يظهر انزعاجه من تعاونهم الظاهري مع دولة جوار بشأن مسائل داخلية.
ويشير السفير إلى أن استثمارات الإمارات وعلى الرغم من الأزمة مع هادي تواصل جذب الانتباه جنوب اليوم لافتا إلى قيام الإمارات بإنشاء مهبط طائرات على جزيرة بريم وسط باب المندب الإستراتيجي والذي يمر من خلاله قرابة 4 ملايين برميل نفط يوميا.
بالإضافة إلى تدفق المساعدات الإغاثية لسكان جزر سقطرى قبالة ساحل اليمن على خليج عدن.
ويقول السفير إن القوات الخاصة الإماراتية أنشأت وجودا عسكريا عام 2015 في عدن ويبدو أن السعوديين وافقوا بالفعل على تحمل الجنوبيين لمسؤولية إدارة مناطقهم.
وعلى صعيد استثمارات الإمارات في الجنوب قال السفير إن محللا يمنيا اقترح الأسبوع الماضي على أبو ظبي أن تشيد أبنية ممتدة في جميع الموانئ اليمنية الرئيسية من المكلا شرقا إلى المخا على ساحل البحر الأحمر لتسخير كافة الإمكانات الاقتصادية كجزء من عملية بناء الدولة الأوسع نطاقا والحاسمة لاستقرار جنوب اليمن على المدى الطويل.
ويشير إلى أن حماس الإمارات لهجوم برمائي على ميناء الحديدة الاستراتيجية لانتزاعه من الحوثيين يتبع منطقا معينا ولو ظهر أنه غير مدرج ضمن أي عملية عسكرية وشيكة.
ويخلص السفير إلى أنه وعلى الرغم من استمرار الحرب وعدم ظهور ملامح واضحة في الأفق يبدو أن الإماراتيين مصممون على تحويل تركيزهم في اليمن من العمل التكتيكي قصير الأجل إلى الاستقرار الاستراتيجي طويل المدى.
وأضاف: “يبدو أن الركود السائد في المعارك يخفي خططا تسير عليها الإمارات لدعم استثمار أطول أجلا في اليمن قد يتضمن إعادة رسم خارطة البلد”.