لا تزال تداعيات قرارات الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، القاضية بإقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي، تلقي ظلالها على المدينة التي تشهد شوارعها توتراً كبيراً، أسهم في تأجيجه سيل من التصريحات المنددة.
جراء ذلك، لا يزال الوضع الأمني في العاصمة الاقتصادية لليمن، وعاصمة حكومة هادي غير واضح، ولا سيما بعدما كشفت مصادر محلية عن حملة اعتقالات واسعة وترحيل لمواطنين شماليين في بعض أجزاء عدن، نفذتها جماعات في «الحزام الأمني» الموالي للإمارات. ووفق المصادر، مارست الأخيرة «كل أساليب العنف بحق الشماليين، وصادرت أجهزتهم وما بحوزتهم من أموال، ورحّلتهم على متن سيارات إلى النقاط الواقعة على مدخل المدينة».
جاء ذلك تزامناً مع معلومات أفادت بوصول قوات سعودية إلى مطار عدن، بهدف تأمين وصول المحافظ الجديد عبد العزيز المفلحي، الذي أدى اليمين الدستورية أمام هادي في العاصمة السعودية الرياض قبل يومين.
في هذا السياق، استنكر الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، قرارات هادي الأخيرة، واصفاً إياها بـ«المتسرعة والمتهورة، ولا تعكس سوى ضيق أفق وعدم دراية بطبيعة المعركة وكيفية إدارتها سياسياً وعسكرياً». وأضاف في بيان أمس، أن «الأطراف المستفيدة من مثل هذه القرارات هي تحالف الحوثي – صالح»، في إشارة إلى حركة «أنصار الله» والرئيس السابق علي عبد الله صالح، مناشداً «دول التحالف، وعلى رأسها السعودية، كبح جماح مصدر هذه التصرفات الرعناء… التي لا يستفيد منها إلا الخصوم الأصليون لأهداف عاصفة الحزم».
ورأى البيض أن هذه القرارات «استهداف وإقصاء للطرف الجنوبي من خلال إزاحة شخصيات تمثل رمزية جنوبية كبيرة»، مشدداً على أن «الجنوب طرف أساسي في هذه الحرب، وله حقوق يجب أن تراعى وينظر إليها». كذلك، تطرق إلى التوتر السعودي ــ الإماراتي، إذ رأى أن هادي استهدف «بوضوح شراكة طرف أساسي في التحالف (تحالف العدوان)، وهو دولة الإمارات التي قدمت وما زالت تقدم الدعم والدم والرجال في الجنوب… ما يعني أنّ من حقها أن تأمن على وجودها بمن تراه أهلاً للثقة بعيداً عن مكر جماعات الإخوان المسلمين». وواصل: «من الواضح أن هذه القرارات قد اتخذت دون التشاور مع دول التحالف، كما حدث سابقاً عند إزاحة المهندس خالد بحاح من منصبه، ما يعني أننا بصدد مسلسل مستمر يتسم بالرعونة وضيق الأفق وتصفية حسابات تبدو شخصية».
(الاخبار اللبنانية)