أكد موقع “ذي إنترسبت” الامريكي، ان حملة القصف الجوي التي تتزعمها السعودية قد أسهمت في النمو المطّرد للموارد البشرية والمالية لفرع تنظيم القاعدة في اليمن، الذي كان هدفاً لعملية ترامب الفاشلة.
وقدر الموقع في تقرير، أن حجم هذا التنظيم قد نما بأربعة أضعاف في العام الذي بدأت فيه المملكة العربية السعودية حملة القصف الجوي داخل اليمن، وفق تقارير وزارة الخارجية الامريكية.. مشيرا الى ان تنظيم القاعدة استولى في ذات العام الذي بدات فيه السعودية حربها على اليمن (2015)، على ميناء مهم، أدرّ عليه عائدات تقدر بنحو 5 ملايين دولار يومياً من الرسوم الجمركية والبضائع المهرّبة.
وأكد التقرير بعنوان: “ترامب يعتزم مواصلة عمليته العسكرية الفاشلة في اليمن عبر مساعدة السعوديين على استهداف المدنيين”، إنه من الصعب تخيّل أن دونالد ترامب يفاقم الوضع ويزيده سوءاً في اليمن، لكنه يفعل.
وأشار الى الحصار المفروض على اليمن والمدعوم أمريكياً، والذي يحرم البلد الفقير من الحصول على الغذاء والمواد الأساسية والذي يستورد ما نسبته 90 % من احتياجاته منها، وكذلك بالنداءات الأممية المستمرة للوقوف عند الأزمة الإنسانية المتفاقمة في هناك، حيث يحتاج 19 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فيما أغلقت أكثر من نصف المنشآت الصحية في البلاد أبوابها.
واستشهد الموقع بتصريحات للمسؤول الأممي السابق، والأمين العام الحالي للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، التي شرح فيها معاناة السكان اليمنيين بالقول “إذا لم تقتلك القذائف، فإن الموت المؤلم والبطيء جوعاً، يعد تهديداً متزايداً حالياً”.
ولفت التقرير الى أن القرار الأول للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة، والقاضي بتنفيذ هجوم ضد تنظيم “القاعدة” في اليمن، مثّل “فشلاً كبيراً”، لاسيما وأنه أسفر عن مقتل تسعة أطفال وثماني نساء من المدنيين، فضلاً عن سقوط جندي أمريكي، إلى جانب الإخفاق في تحقيق الهدف المرجو من الهجوم، والمتمثل باعتقال أحد كبار قادة التنظيم.
وأوضح أن تكاليف العملية الفاشلة المشار إليها جاءت “عالية”.. مشيرا الى أن ترامب يبدي حساسية تجاه النقد الموجّه له، حيث حاول التغطية والتعمية عن تلك الانتقادات بتشويه سمعة منتقديه بشكل مخزٍ، وإخماد معارضتهم، في إشارة إلى وصف السيناتور الجمهوري، جون ماكين، عملية البيضاء بـ”الفاشلة”، واعتبار ترامب تصريحات السيناتور عن ولاية أريزونا بأنها “تشجّع العدو” في وجه الولايات المتحدة، مشبّهاً بعض النقاشات داخل أروقة الكونغرس في هذا الخصوص بـ”الفتنة”.
وبحسب “ذي انترسبت”، “فإن الدلائل تشير إلى أن اليمن يتجه نحو مزيد من المعاناة على يد ترامب”، وذلك على ضوء التقارير التي تتحدث عن عزم وزارة الدفاع في الإدارة الأمريكية الجديدة إدراج اليمن ضمن عداد “الميادين الرسمية للحرب على الإرهاب”، الأمر الذي سوف يسمح بـ”رفع زخم وسرعة تكثيف العمليات، بدلاً من غارات الطائرات بدون طيار، وعمليات الإنزال”.
هذا، ونقل الموقع الإلكتروني الأمريكي عن ما جاء في تقرير نشرته صحيفة “واشنطن تايمز” بأن إدارة ترامب بصدد إعطاء موافقتها على توريد أسلحة، بينها أنظمة ومعدات توجيه بالغة الدقة، لصالح المملكة العربية السعودية، وفق صفقة بين واشنطن والرياض بملايين الدولارات، جرى وقف العمل بها في عهد أوباما، وذلك على خلفية ملف حقوق الإنسان في المملكة.