نشر موقع “رشا توداي” الروسي مقالا للكاتب “جون وايت” اشار فيه الى إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثبت نفسه بأنه رئيس أطلق العنان للحقائق المزعجة جنباً إلى جنب مع الأكاذيب الصارخة، حيث إنه وفي واحدة من أكاذيبه الكبرى ادّعى الأخير بأن إيران هي الدولة الإرهابية رقم واحد.
وتابع الكاتب بالقول: إنه ومن خلال حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض في عام 2016، ومنذ توليه مهام منصبه في يناير كانون الثاني، جعل ترامب إيران محور غضبه، لدرجة أن الإيرانيين لديهم الآن أكثر من مبرر للتحضير لاحتمال حقيقي بمواجهة عسكرية مع أمريكا، فإدارة ترامب اعتمدت الشيطنة الثابتة والمستمرة لإيران في مواجهة الواقع الذي وقفت فيه إيران إلى جانب سوريا، وروسيا، والأكراد، وحركة المقاومة اللبنانية حزب الله، باعتبارهم دعامة ضد نفس الإرهاب السلفي-الجهادي الذي كان من المفروض أن يشكل تهديداً للشعب الأمريكي، فالإيرانيون أنفقوا كل الموارد المتاحة والدم في السنوات الأخيرة، مطالبين بالعدالة في العالم، وبناء على هذا كان ينبغي على أمريكا أن تقدم العرفان لطهران وليس الإدانة كما فعل ترامب.
وتابع: إنه وفي الحقيقة، فإن معظم الناس يجب أن يعلموا أيضاً أن الدولة رقم واحد الحقيقية الإرهابية في العالم اليوم ليست إيران بل إنها السعودية، الصديق الحليف الحقيقي لأمريكا، لا بل ما هو أكثر من ذلك، هو أن واشنطن تدرك ذلك منذ فترة طويلة وبشكل جيد جداً لكنها تنكر ذلك حيث برز هذا الأمر في رسالة بالبريد الالكتروني في سبتمبر 2014 من جون بودستا لهيلاري كلينتون (واحدة من العديد من بين دفعات رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين جون بوديستا، رئيس حملة هيلاري كلينتون للبيت الأبيض، وكلينتون التي تم كشفها من قبل ويكيليكس) حيث كتبت بوديستا “في حين أن هذا الجيش / شبه العسكري يمضي قدماً، نحن بحاجة إلى استخدام أصول الاستخبارات الدبلوماسية والتقليدية لدينا للضغط على حكومة دولة قطر والسعودية، التي تقدم الدعم المالي واللوجستي السري لتنظيم “داعش” الإرهابي والجماعات السنية المتطرفة الأخرى في المنطقة “.
وتحدث عن وجود المزيد من الأدلة حول دور السعودية والدول الخليجیة الأخرى في دعم نشاط الإرهاب وهو شهادة زكريا موسوي عام 2015، حول ما يسمى أحداث 11 أيلول حيث كشف الخاطف أن أعضاء من العائلة المالكة في السعودية قد دعمت تنظيم القاعدة، وذهب موسوي بتسمية أعضاء معينين من الأسرة المالكة في السعودية الذين كانوا قد تبرعوا بأموال إلى جماعة إرهابية في الفترة التي تسبق أحداث 11 أيلول الدامية.
وقال “ولكن حتى من دون أي دليل على صلات مباشرة بين السعوديين ومختلف الجماعات الإرهابية السلفية الجهادية، فقد بات من المؤكد أن التفسير الوهابي المتطرف للإسلام السني احتضن من قبل السعوديين باعتباره دين الدولة والذي هو قريب من أيديولوجية تنظيم “داعش” الإرهابي وجبهة النصرة أو أي من تلك المنظمات الإرهابية الموجودة في العالم، والواقع أن تمويل المساجد والمراكز الإسلامية من قبل السعوديين في جميع أنحاء العالم، هذه الأماكن التي يتم فيها نشر التفسير المتطرف والخاطئ للإسلام، والذي أصبح مصدر قلق متزايد في السنوات الأخيرة”.
واستطرد الكاتب بالقول: في عام 2015 نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريراً للمخابرات جرى تسريبه والذي جمعته وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية “BFV” والتي كشفت أن السعودية ودول الخليج الأخرى من قطر إلى الكويت كانت تدعم نشاط الجماعات الإسلامية المتطرفة في ألمانيا، وهي المزاعم التي تتفق مع تلك التي أدلى بها دونالد ترامب في مقابلة أجراها مع “بي سي” حين واجه الصحافة في أغسطس عام 2015، وخلال المقابلة، قدم مراسل بي سي تشاك تود بيان عام 2011 لترامب وقال إنه فيما يتعلق بالسعوديين، فإن السعودية هي أكبر ممول في العالم للإرهاب، والسعودية تسخّر عائدات النفط، لديها والمال الخاص بها، لتمويل الإرهابيين الذين يسعون لتدمير شعبنا في حين يعتمد السعوديون علينا لحمايتهم”.
وأشار الى إن وحشية وكذب السعوديين تدع مجالاً كبيراً للشك، ففي حين أنها لا ترهب وتذبح شعوبها من الداخل، كانت في الوقت ذاته تشارك في جرائم الحرب البشعة في اليمن، هذه الجرائم التي تعتبر جرائم حرب، وأمريكا وبريطانيا مشاركتان ومتواطئتان في هذه الجرائم.
واختتم مقاله بالقول: فلماذا لا يتم مواجهة كل هذا الأدلة والمعارف المكتسبة عندما يتعلق الأمر بدور السعودية في دعم الإرهاب والتحريض على التطرف، حيث تستمر أمريكا في الاعتماد على الرياض حليفتها في المنطقة بعد إسرائيل؟ والإجابة بسيطة جداً وهي التجارة والمصالح المتعددة.