في أول رسالة رسمية يمنية طالب رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصمّاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عدم التمديد للمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد بعد “فشله في مهمته كوسيط للأمم المتحدة لمدة سنتين، فضلا عن اتهامه بعدم الحياد وانحيازه لتحالف العدوان السعودي وتجاهله للضحايا المدنيين ومضيه في ادارة الهدن الهشة التي سفكت دماء اليمنيين .
وابلغ الرئيس الصماد الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة رسمية جاءت في أربع صفحات حصل عليها “المستقبل” أن إدارة اسماعيل ولد الشيخ للمفاوضات اتّسمت بالميل والتعاطف مع تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية، والرضوخ المستمر للضغوط السعودية ما أخلّ بمهمته وطبيعتها” .
واورد الصماد مآخذ موضوعية وفنية هيمنت على مهمة ولد الشيخ خلال الفترة الماضية ويتصدرها ضعف خبرته وتجربته السياسية، وقدرته الذاتية وكفاءته المهنية وفشله في إدارة النقاشات والمفاوضات وعدم الاستفادة من الفرص وإرباك العملية التفاوضية على مدى عامين متتاليين، والعمل على تغيير طاولة المفاوضات وعدم البناء على ما تمّ التوصل إليه بقيادة المبعوث السابق، فضلا عن حصره أجندات العمل في مشاورات جنيف 1 وسويسرا في قضايا أمنية بحتة وعلى طرف واحد ورفض الدخول في أي جوانب سياسية ناهيك بعدم تعاطيه بمهنية وجدية وحزم مع خارطة الطريق التي تقدمت بها الأمم المتحدة.
هنا النص الكامل للرسالة ؛؛؛
سعادة السيد أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة
يسرني باسم المجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية أن أعبر لكم عن احر التهاني والتبريكات للثقة التي منحكم إياها المجتمع الدولي بانتخابكم أميناً عاماً للأمم المتحدة والتي استبشرنا به خيراً ونتطلع والشعب اليمني لأن تكون قيادتكم للأمم المتحدة عاملاً فاعلاً في إيقاف نزيف الدم اليمني ووقف العدوان ودعم امن واستقرار اليمن ووحدته.
ونجدها مناسبة لنشكركم على مساعيكم النبيلة لإحلال السلام في اليمن ونؤكد موقفنا الثابت القائم على الترحيب بأي جهد أممي لإحلال السلام وإنهاء الحرب والحصار المتواصل على بلادنا على مدى ما يقارب العامين.
سعادة الأمين العام
مع تقديرنا للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد فإنه من المؤسف أن إدارته للمفاوضات اتسمت بميله وتعاطفه مع العدوان على اليمن بقيادة السعودية، والرضوخ المستمر للضغوط السعودية ما أخلّ بمهمته وطبيعتها وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد لكم عدداً من المآخذ الموضوعية والفنية كما يلي:
- ضعف خبرته وتجربته السياسية، وربما لكون أعماله السابقة كانت مختصة في الجوانب الإنسانية فقط.
- ضعف قدرته الذاتية وكفاءته المهنية وفشله في إدارة النقاشات والمفاوضات وعدم الاستفادة من الفرص وإرباك العملية التفاوضية على مدى عامين متتاليين.
- قيامه فور مجيئه بالعمل على تغيير معادلة طاولة المفاوضات المؤكد عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتحويل أطرافها من مكونات سياسية إلى طرفين وعدم البناء على ما كان قد توصلت إليه المباحثات بقيادة المبعوث الذي سبقه إلى اليمن.
- حصر أجندات العمل في مشاورات جنيف 1 وسويسرا في قضايا أمنية بحتة وعلى طرف واحد ورفض الدخول في أي جوانب سياسية.
- في نهاية مشاورات الكويت وبعد مئة يوم من المشاورات عمل على تقديم مشروع للحل جزئي ويستجيب لمطالب العدوان ولا يعكس نقاش المئة يوم والحل الشامل المفترض.
- عدم التعاطي بمهنية وجدية وحزم مع خارطة الطريق التي تقدمت بها مؤسستكم الموقرة ووافقنا عليها كأرضية قابلة للنقاش في حين أن الطرف الآخر واجه تلك الجهود بالتعاطي السلبي والرفض والتمنع واستصدار المواقف والتصريحات المتطرفة والمستفزة بغية عرقلة مسار المفاوضات والحل السلمي واستمرار الحرب والحصار على اليمن.
- الاستعاضة عن وقف العدوان ووقف إطلاق النار الشامل والكامل والدائم برعايته لهدن هشة فاشلة.
- أغفلت الإحاطة تنامي الإرهاب والجماعات الإرهابية القاعدة وداعش التي تمددت في معظم المحافظات اليمنية وتقاتل إلى جانب العدوان ضد اليمن.
- عدم التعامل مع الوضع الاقتصادي والانساني الكارثي في البلد الناتج عن العدوان والحصار بما يقتضيه ذلك الواقع، وعدم الوقوف بمهنية تجاه ممارسات وقرارات العدوان وحلفائه المتكررة بهذا الخصوص وفي ما يلي نسرد بعض الأمثلة:
- تجاهل المبعوث استخدام العدوان بقيادة السعودية الأسلحة المحرّمة دولياً ولم يعرها اهتماماً في إحاطاته.
- لم يعمل كمبعوث أممي بمسؤولية على فتح مطار صنعاء أمام المرضى والجرحى ومن يتطلب علاجهم خارج اليمن أو أمام عشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين العالقين خارج الوطن.
- لم يعمل على الرفع الكامل للحصار عن ميناء الحديدة رغم أنها المنفذ الوحيد للشعب اليمني حيث يتحكم العدوان في بقية المنافذ.
- تجاهل المبعوث الأممي عدم مشروعية قرار هادي المنتهية ولايته لنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتغيير مجلس الإدارة ما سبب انقطاع المرتبات عن حوالى مليون و300 ألف موظف لأكثر من ستة أشهر ولا زال انقطاع المرتبات مستمراً حتى الآن.
- وصف جريمة العدوان على المدنيين التي أقدمت عليها قوات التحالف بقيادة السعودية في قصف صالة العزاء الكبرى بالعاصمة صنعاء الذي راح ضحيتها أكثر من 700 مواطن بين قتيل وجريح بأنها مجرد حادث أمني.
- تجاهل المبعوث الأممي استهداف طيران تحالف العدوان بالقصف للجان التهدئة في الجوف الذي أسفر عنه سقوط العديد من الشهداء والجرحى واستهداف أعضاء لجنة التهدئة المركزية بالقصف في صعدة وصنعاء متسبباً في استشهاد ثلاثة أعضاء منهم وجرح واحد وفي إحاطته الأخيرة تجاهل المبعوث الأممي تقارير المنظمات الدولية والإنسانية بما في ذلك إحاطة السيد ستيفن أوبراين وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وبناء على ما سبق نطالب بالآتي:
- عدم التمديد للمبعوث الحالي اسماعيل ولد الشيخ لفشله في مهمته وعدم حياديته.
- إيقاف العدوان على اليمن والتزام دول التحالف بقيادة السعودية بإعادة الإعمار وتعويض الخسائر البشرية والأضرار المادية والنفسية والصحية.
- إنهاء الحصار الشامل على اليمن وفتح الموانئ والمطارات للحركة التجارية وحرية تنقل المواطنين وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي ومطار تعز ومطار الحديدة.
- الوقوف بجدية أمام الوضع الإنساني والكارثي الذي تسبب به العدوان والحصار.
- تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في جريمة العدوان على المدنيين في صالة العزاء الكبرى بالعاصمة وجميع جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبها العدوان بقيادة السعودية واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين وقصف المستشفيات والمراكز الصحية ومنها مستشفيات أطباء بلا حدود.
- مواصلة حوار القوى السياسية اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
سعادة الأمين العام:
نؤكد على تطلعنا لدوركم الإيجابي والفعال الذي نتمنى أن يكون له بالغ الأثر لدى شعبنا اليمني الكريم.
وتقبلوا أسمى اعتباري
صالح الصماد
رئيس المجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية