اثارت تسريبات نشرتها اليوم الصحافة الأميركية ادعت فيها أن الفار المطلوب للعدالة عبد ربه هادي وجه رسالة احتجاح للادارة الاميركية بشأن عملية الانزال في البيضاء وسحب موافقة سابقة تمنح القوات الاميركية صلاحيات تنفيذ عمليات برية في اليمن، سخرية العديد من السياسيين والمراقبين اليمنيين والعرب والاجانب، بعد هرولة الصحافة الأميركية للتعاطي مع منتجات المطابخ الدعائية التي يديرها تحالف العدوان السعودي في العاصمة واشنطن، قبل أن تعاود الصحافة الأميركية ليلا لتنفي تسريبات هذه الفقاعه.
وجاء ذلك بعد نشر صحيفة “نيويورك تايمز” وشبكة ” CNN” ووسائل اميركية أخرى تسريبات لمطابخ تحالف العدوان السعودي تصدرها السفير السعودي في واشنطن ومدير مكتب هادي السابق وسفيره الحالي احمد عوض بن مبارك زعمت أن الفار هادي وجه رسالة للادارة الاميركية ابلغهم فيها احتجاحة على عملية البيضاء ومطالبته بالتنسيق المسبق باي عمليات بداخل الاراضي اليمنية فضلا عن قراره سحب تفويض سابق منحه للقوات الأميركية بتنفيذ عمليات عسكرية في اليمن احتجاجا على سقوط ضحايا مدنيين في عملية الانزال التي نفذتها وحدة عمليات خاصة تابعة للجيش الاميركي نهاية الشهر الماضي على ما قالت أنه وكر لمسلحي تنيظم “القاعدة” في منطقة قيفة رداع بمحافظة البيضاء في العملية التي ادت إلى مقتل 16 مدنيا من النساء والاطفال وعدد من مسلحي تنظيم “القاعدة” بينهم اللواء في مليشيا الفار هادي عبد الررؤوف الذهب.
وتعهدت المطابخ الدعائية السعودية والاماراتية في واشنطن تسريب هذه الادعاءات للصحف الاميركية سعيا إلى تخفيف حدة الضغوط التي سببتها عملية الانزال الاميركية في قيفة رداع والتي اثارت ردود فعل غاضبة ومخاوف واسعة في اوساط حلفاء الفار هادي الذين يقاتلون في صفوف تحالف العدوان السعودي الاماراتي من التنظيمات الإرهابية ومليشيا حزب الاصلاح.
وقال ديبلوماسيون تحدثوا لـ “المستقبل” وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم أن عدم افصاح الصحف والقنوات الأميركية التي تناولت مزاعم سحب هادي تفويضه القوات الاميركية لتنفيذ عمليات عسكرية في اليمن اجتجاجا على العملية العسكرية للجيش الاميركي في البيضاء، عن مصادرها التي قالت أنها اميركية يقدم دليلا كاملا على ان ما نشرته لم يكن سوى تسريبات لمطابخ دعائية مدفوعة الثمن.
واوضحوا أن واشنطن أعلنت في وقت سابق أن العملية تمت فقط بالتنسيق مع قوات تحالف العدوان السعودي ولا سيما القوات الأميركية التي تسيطر على المحافظات الجنوبية، وهو ما اكدته اتصالات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالقيادة السعودية والاماراتية غداة العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل جندي اميركي واصابة ثلاثة وتدمير مروحية تابعة للقوات الاميركية فضلا عن مقتل آخرين قالت واشنطن أنهم من عناصر تنظيم ” القاعدة ” وبينهم نساء.
واشار هؤلاء إلى أن تسريبات هذه المطابخ لم تكن الأولى حيث سبقها تسريبات اثارت سخرية اليمنين على نطاق واسع في التقارير التي نشرتها الصحف الأميركية مؤخرا وزعمت فيها امتلاك اليمن ترسانة سلاح بحري كبيرة ومنظومة رادارات متطورة للغاية فشلت امامها البوارج الأميركية في تحديد اماكن تمركزها في مناطق الشريط الساحلي والتي لم تكن سوى تسريبات للمطابخ الدعائية للعدوان السعودي استهدفت تبرير الخسارة التي منيت بها القوات البحرية السعودية في العملية النوعية التي نفذها ابطال الجيش واللجان الشعبية بتدمير الفرقاطة السعودية “مدينة 702” الفرنسية الصنع والتي تعد واحدة من ثلاث فرقاطات متطورة تملكها القوات السعودية.
وذكَر الديبلوماسيون في حديثهم لـ “المستقبل” بتسريبات اخرى لهذه المطابخ على شاكلة المزاعم التي نشرتها الصحف الأميركية والعربية الموالية لتحالف العدوان السعودي والتي تحدثت في وقت سابق عن نقل مسؤول اميركي إلى الفار هادي اعتذار وزير الخارجية الاميركية السابق جون كيري حيال تصريحاته وخطة التي قدمها للحل السياسي والتي تضمنت ازاحة الفار هادي من المشهد السياسي.
تخبط وتسريبات تفتقد للصديقة؛؛؛
وقياسا بالتقرير المفبرك الذي نشرته اليوم صحيفة ” نيويورك تايمز” عن قرار الفار هادي سحب تفويضه المزعوم بثت شبكة ” CNN” هي الاخرى تسريبا مشابها كان اكثر حذرا قالت فيه ” إن مسؤولين كبيرين في وزارة الدفاع اليمنية، مواليان للرئيس اليمني المعترف به دولياً، عبدربه منصور هادي ابلغا شبكة CNN، أن الحكومة اليمنية أرسلت رسالة “حازمة” للإدارة الأمريكية تدين فيها العملية العسكرية التي نفذتها واشنطن في اليمن ضد تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” في 29 يناير الماضي، وتستنكر عدم التنسيق عبر مطالبة واشنطن بعدم تنفيذ أي عمليات على الأرض دون موافقة الحكومة اليمنية ومشاركة تفاصيل العملية”، وهو التقرير الذي اكدت المصادر الديبلوماسية ذاتها أنه من انتاج المطابخ الدعائية لتحالف العدوان السعودي.
ولفتوا إلى أن لجوء المطابخ الدعائية لتحالف العدوان السعودي في واشنطن وعواصم اوروبية إلى صناعة الاكاذيب وتسريبها عبر الصحافة الأميركية والغربية يأتي للاستفادة من الحضور الكبير الذي تمثله هذه الصحف في العواصم الغربية وحجم تأثيرها على الرأي العام وصناع القرار، وذلك في اطار التكتيك الذي اتبعته دول تحالف العدوان السعودي في تضليل الرأي العام الدولي بشأن ما يجري في اليمن و اظهار الفار هادي بوصفه الرئيس الشرعي وصاحب الكلمة الأولى في الشأن اليمني.
يضاف إلى ذلك مساعيها المحمومة في انتاج بروبغاندا دعائية تستطيع من خلالها اقناع قوى الداخل بتماسك الجبهة التي يقودها تحالف العدوان مع الفار هادي وتنظيم الاخوان خصوصا بعدما افضت عملية الانزال الاميركية في البيضاء إلى اتهامات علنية لهادي بالخيانة ناهيك عما احدثته من شرخ كبير في صفوف الفصائل المسلحة المولية للفار هادي ولا سيما فصائل التنظيمات الارهابية التي حشدها تحالف العدوان للقتال في صفوف مليشيا الفار هادي وهي التداعيات التي ارغمت هادي على التوجه من العاصمة القطرية الى السعودية والاقامة لايام قبل أن يعود إلى سقطرى ثم عدن.
وعلى المستوى المحلي تعهدت المطابخ الدعائية لتنظيم الاخوان عبر مواقعه وقنواته في السعودية والامارات وتركيا بتسويق هذه الشائعات وبثت سلسلة طويلة من الاخبار والتقارير نقلا عن الصحف والقنوات الاميركية املا في تعزيز صدقية الخطوات المزيفة للفار هادي حيال العملية الاميركية، غير أن اداء هذه الاذرع الدعائية كان بائسا ويدعوا للشفقة مع اضطرارها لاختراع اضافات وتناول ما بتثه الصحف والقنوات الاميركية بطرق مجتزئة لاخفاء ضعفها المهني.
رد اميركي عاجل يطيح بكل التسريبات؛؛؛
وبدا ليلا أن فضيحة تسريبات المطابخ الدعائية لتحالف العدوان السعودي في الصحافة الأميركية قد اثارت ردود فعل غاضبة لدى الادارة الاميركية، التي نشرت تصريحات رسمية بثتها عبر متحدث الخارجية الاميركية وعبر قناة الـ ” CNN ” نفت فيها سائر تفاصيل الطبخة الدعائية التي سوقت الرسالة النارية لهادي واحتجاجاته على عملية الانزال في البيضاء متعمدة التأكيد على أن القيادة اليمنية كانت على علم بالعملية في حين أن حكومة الفار هادي نفت في وقت سابق علمها بالعملية كما نفت بشدة أن تكون تمت بالنسيق مع الفار هادي أو حكومته.
وبدت المطابخ الدعائية لتحالف العدوان السعودي الاماراتي ومطابخ التنظيم الدولي للاخوان في اسوأ حالاتها بعد نشر شبكة “CNN ” الاميركية مساء اليوم تقريرها الذي كشف النقاب عن كل ما حدث … هنا ما جاء في الخبر :
(((وذلك بعد تقارير عن رسالة من حكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي إلى الإدارة الأمريكية بسبب العملية العسكرية التي نفذتها واشنطن ضد تنظيم “القاعدة” في اليمن))) .
ما بين القوسين التصويب الذي بثته الــ ” CNN ” لتقريرها السابق الذي بدا اشبه بفضيحة حيث قالت بعد تقارير دون الاشارة إلى أي مصدر وهو تقليد متعارف عليه في الصحافة الأميركية لنفي اخبار سابقة بطريقة تحفظ ماء الوجه.
اما الحلقة الأخيرة في السيناريو فكانت في التصريح الذي طالبت الادارة الاميركية من سفير هادي في واشنطن اعلانه مساء اليوم والذي نفى فيه أحمد بن مبارك في بيان رسمي صادر عن السفارة، أن يكون هناك أي تعليق لما سماه “التعاون بين اليمن وواشنطن في مكافحة الإرهاب”.