نقرأ في مواطن كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المملكة السعودية تنشط سياسيا وماليا في اروقة الأمم المتحدة للضغط باتجاه تمديد مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وهذا ليس مستبعدا فهل ستجد المملكة أفضل واخلص وأطوع من ولد الشيخ .. فولد الشيخ بالنسبة للمملكة يعتبر صوتها المدوي في المحافل الدولية ،والحاجب الأمين المغطي على كل جرائمها الإنسانية التي ترتكبها في اليمن.
المتابع لتقارير ولد الشيخ احمد المرفوعة لمجلس الأمن والمتابع لمؤتمراته الصحافية وتصريحاته الإعلامية يدرك أن ولد الشيح لا يعمل كمبعوث محايد يقارب بين أفرقاء العمل السياسي في اليمن بقدر مايعمل على فرض أجندات الجانب السعودي على الجانب اليمني فتقاريره المقدمة لمجلس الأمن وتصريحاته كلها تبين مدى ميله الى الطرف السعودي وتبين مدى المغالطات والتجاوزات التى تجاوز بها الواقع المأساوي الذي تعيشه اليمن جراء العدوان والحصار ..
لهذا نجد النظام السعودي حريص كل الحرص على استمرار ولد الشيخ في مهمته كمبعوث أممي في الملف اليمني.
بالمقابل لو بحثنا عن الموقف اليمني من ولد الشيخ نجد أن الجانب الرسمي اليمني المتمثل بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني كان رافضا لهذا المبعوث وظهر ذلك من خلال بيانات المجلس السياسي الأعلى وكذلك من تصريحات المسؤولين وتصريحات الناطق الرسمي لجماعة انصار الله وفي تصريحات الكثير من قادة العمل السياسي.
لكن مايدعو للاستغراب هو هبوط ذلك الموقف في الآونة الأخيرة حيث لم يظهر أي اهتمام من الجانب اليمني الرسمي ولم تصدر عنه أية ردود فعل إزاء الضغوط السعودية في تمديد فترة عمل ولد الشيخ ..ولم يصدر أيضا أي تصريحات أو بيانات تبين فشل أداء ولد الشيخ وانحيازه الى جانب النظام السعودي بالرغم من علم المجلس السياسي والحكومة بكل الخروقات والتجاوزات التي ارتكبها ولد الشيخ في تضليل مجلس الأمن والأمم المتحدة والرأي العام الدولي وإحاطتهم بمعلومات مضللة بعيدة عن الواقع الحقيقي لما يحدث في اليمن.
لا نعرف حقيقة لماذا هذا التجاهل من قبل المجلس والحكومة .. ولكن الذي نعرفه أن هذا التجاهل بدأ عقب زيارة ولد الشيخ الأخيرة لصنعاء ولقائه بوزير الخارجية اليمني الذي أشار ضمن تصريحاته للصحفيين أنه عقد مع ولد الشيخ جلسة مغلقة طرحت فيها نقاط محددة وفضل الوزير عدم الكشف عنها.. وهو ما أثار العديد من التساؤلات لدى السياسيين والمراقبين في اليمن عما يحدث بالضبط فيما يتعلق بولد الشيخ.
الموقف الشعبي؛؛؛
لونظرنا إلى الموقف الشعبي في اليمن من ولد الشيخ أحمد لوجدنا أنه موقف إجماع رافض لكل ما يقوم به هذا المبعوث من نشاطات تصب جميعها في صالح العدوان السعودي على اليمن .. لهذا نشط السياسيون والمثقفون والكتاب في كتاباتهم وفضحوا الكثير من المواقف المنحازة لهذا المبعوث وطالبوا المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني باتخاذ مواقف صارمة لرفض مقابلة ولد الشيخ ورفض التعامل معه ولد خاصة وأن الكل يجمع على أن ولد الشيخ يتبنى الأجندة السعودية ويريد فرضها بالقوة على اليمن .
الشعب اليمني اليوم صار عيونا وآذانا يراقب ويتابع مجريات كل تحركات ولد الشيخ عن قرب وينتظر من المجلس السياسي والحكومة موقفا حاسما وصريحا يرفض استمرار ولد الشيخ في مهمته ويرفض التعاطي معه ﻷنه أثبت فشله وأثبت أنه محاز الى العدوان وأن ضرره هو الملموس في اليمن .. وهذا الموقف سيجد تأيدا شعبيا واسعا.
الواقع أنه طوال سنتين من عمل ولد الشيخ في اليمن لم يسمع عنه تصريحا واحدا يدين عملية إجرامية واحدة ارتكبها العدوان السعودي في حق الموطنين المدنيين العزل.. الذين تعرضوا ولا زالوا للإبادة في الكثير من مدن وأرياف اليمن .. بل لم يضمن في تقاريره لمجلس الأمن أية معلومات عن تلك الجرائم ..بل لم يتناول في تقاريره أي ذكر للعدوان السعودي على اليمن .. بل لم يلمس له أي جانب إيجابي نحو اليمن، ويقتصر حديثه عن اليمن فقط على ذكر كلمة الصراع بين الشرعية والإنقلابيين. في تغاض واضح ومقصود لإخفاء نتائج العدوان الجوي والحصار البحري المأساوية على الشعب اليمني.
حقيقة أصبح الشارع اليمني في انتظار موقف معلن ومحدد من المجلس السياسي وحكومة الانقاذ من هذا المبعوث الذي تجاوز مهمته وارتمى في أحضان النظام السعودي واظهر تعصبه وانحيازه لهذا النظام.
أيا كان هذا الموقف من المجلس والحكومة سواء كان موقفا مؤيدا لاستمرار ولد الشيخ في مهمته أو رافضا لاستمراه، وهنا يرمي الشعب اليمني الكرة الى ملعب المجلس السياسي والحكومة منتظرا ماذا سيكون من أمر ولد الشيخ.
د. عبد الخبير المهيوب .. استاذ علم النفس السياسي