ما هو الأهم من وصول الصاروخ الى الرياض؟
الأهم هو هذا الخجل السعودي من الحدث ولحدود تفضيل الصمت المطبق على التعليق ولو بالكلمتين المعتادتين: عمل إرهابي.
ليس أن الأمر يتعلق بعدم رغبة السعودية في بث الذعر بين مواطنيها حين تعترف بوصول الصواريخ إلى الرياض، بل لأن الصاروخ يصيب الحرب السعودية نفسها في أحد مقاتلها، ويسقط عنها مزيداً من المنطق المهلهل الذي قامت عليه.
حيث الواضح أنه كلما طال عمر “العاصفة” عادت الصواريخ اليمنية شابةً، أكثر نشاطاً وحيوية، والأهم أكثر جرأة وطموحاً.
كلما شاخت الحرب عادت صواريخ اليمنيين إلى عمر المراهقة.. وحين سألني أحدهم: ما تفسيرك لصاروخ الرياض، قلت ربما هو نفسه صاروخ “مكة” ولكن بعد أن “عاد كما ولدته أمه”.
***********
الصواريخ البالستية التي كان القضاء عليها أحد أهداف السعودية وتحالفها، قررت بمناسبة اقتراب الذكرى الثانية للعاصفة أن تمد لسانها سخريةً بابن سلمان وأبو سلمان وإخوان سلمان وجيران سلمان، ولقد مدت لسانها إلى الرياض نفسها.
لم يكن صاروخ البارحة غير لسان ممدود، بوجه بن سلمان، أو أصبع وسطى مرفوعة بوجه بن زايد،
وليس أكثر إهانةً للسعودية، وتابعيها في الخليج، من لسان يمده في وجهها جسدٌ تعتبره عاجزاً وضعيفاً و “مش قد المقام”..
إن بإمكان الرياض أن تتقبل صفعاً بالنعال من أمريكا أو روسيا أو إيران أو حتى تركيا، لكنها لايمكن أن تحتمل إهانة من اليمن حتى لو جاءت الإهانة بواسطة رمي باقة ورد عليها..
فما بالكم ببالستي، وما بالكم ببالستي إلى الرياض، وما بالكم ببالستي إلى الرياض بعد 24 شهراً من تدمير اليمن بهدف تدمير البالستي؟؟؟!
لهذا السبب الحل هو الصمت وعدم الاعتراف، إذ ما جدوى أن يشارك الواحد في فضح نفسه أصلاً؟!!
لو كنت في مكان بن سلمان لأخذت الحكمة من أفواه مجانين اليمن: الرمح يطعن بأوله.
ومادام رمحك عجز قبل سنتين فإنه لن يطعن بعد السنتين ولا بعد عشر سنين، ستطعن في السن فقط ، أما ضحيتك فلن يمكنك من نفسه حتى لو لم يتبق له إلا “الشريم” في يده.
وسيحول الشريم الى بالستي، انطلاقا من ضعفه ومن تمسكه بالحياة، مثلما حولت أنت، بغرورك وثرائك الغبي وقوتك المتبلدة، فرقاطة بحرية، حديثة الصنع والتكنولوجيا والتسليح، إلى “نصع” لبضعة مقاتلين يمنيين عمرهم ما كانوا جنودا بحريين حتى.
محمد عايش .. كاتب وصحفي يمني