أكد تقرير أمريكي، أن إنهاء الحرب، ومعالجة الأزمة الإنسانيّة في اليمن، إلى جانب دعم المفاوضات، هي التي ستقوم بمكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أكثر مما تقوم به غارات الطائرات بدون طيار، وعمليات القوات الخاصة حاليّاً.
وأشار التقرير الذي نشره موقع “ذي هيل”، الالكتروني، الى ان الغارة التي نفذتها القوات الامريكية الخاصة في 29 يناير ضد معسكر تابع لتنظيم القاعدة في اليمن والتي كلفت حياة جندي أمريكي، وعدد غير معروف من المدنيين اليمنيين، تخبرنا أنه من المرجّح أن تستمر إدارة ترامب في لعبة مميتة، وغير فعّالة” ضد تنظيم القاعدة “بدلاً من معالجة الأسباب الجذريّة للتطرّف”.
وبحسب التقرير، الذي أعدّه مايكل هورتون، فأن “الحرب التي نالت نصيباً قليلاً من التغطية الإعلامية، قد تسبّبت بتدمير اليمن، أفقر دول المنطقة” حيث جرى تدمير “قطاعات واسعة من المدن”، و”معظم البنى التحتيّة في البلاد، المحدودة أصلاً، في الوقت الذي يحتاج فيه 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم حوالي 26 مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانيّة عاجلة.
وشدّد هورتون، كبير المحللين المتخصصين في الشؤون العربية في “جايمس تاون فاوندايشين”، على أن “المستفيد الحقيقي الوحيد من تلك الحرب، هو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مشيراً إلى أن “الحرب أسهمت في مفاقمة الظروف التي تساعد على نمو التنظيمات المتطرّفة، وهي: الفقر المدقع، وغياب أو ضعف الحكومة (المركزيّة).
وانتقد التقرير، ما سماها “السيطرة الاسمية او الرمزية”، للحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليّاً على أجزاء واسعة من جنوب اليمن، والتي اعتبرها ملاذاً فعليّاً آمناً لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وأكد أن “الحرب، التي تتزعمها السعودية، وتدعمها الولايات المتحدة، قد أفادت تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بشكل كبير، والمفارقة أنها كذلك أفادت إيران، التي يمكن لها أن تسعد فقط من حقيقة أن المملكة العربية السعودية منغمسة في حرب مكلفة لا يمكن الفوز بها”.
وأشار التقرير، الى تصريحات مستشار الامن القومي الامريكي بتحميل إيران، مسؤولية الهجوم على الفرقاطة السعوديّة في الثلاثين من يناير.. واعتبر ذلك أمر أكثر إثارة للقلق، كونه ينطوي على “احتضان إدارة ترامب (لخطاب) صقور إيران، لجهة تبنيها وانحيازها إلى وجهة النظر السعودية التي تركز على (دور) إيران في حرب اليمن” أكثر من أي شيء آخر.
وأوضح موقع “ذي هيل” أن الولايات المتحدة سوف تستعيد مصداقيتها في أوساط اليمنيين، إذا ما كانت تعتزم الضغط على السعوديّة لإنهاء حملة القصف (الجوي) والحصار البحري، وذلك “بموازاة تضافر جهود الدول المحايدة (في الصراع اليمني)، مثل سلطنة عمان، التي يمكن لها أن تعمل على إعادة إطلاق الحوار الوطني في اليمن، بما يؤدّي إلى نوع من الاتفاق على تقاسم السلطة.