2025/04/29 4:32:28 مساءً
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> كاتب سعودي:  الرمح الذهبي في المخا يرتد الى صدور آل سعود وآل زايد وهزيمة مدوية .. الحصاد المر

كاتب سعودي:  الرمح الذهبي في المخا يرتد الى صدور آل سعود وآل زايد وهزيمة مدوية .. الحصاد المر

عمليات ” الرمح الذهبي “، هي العمليات العسكرية الضخمة التي أعدَّ لها آل سعود وآل زايد ، إعداداً عسكرياً ضخماً قبل ثلاثة أسابيع، لاحتلال الساحل اليمني والمرتفعات المطلة عليه، والممتدة من باب المندب وحتى مدينة تعز، وعزل اليمن تماماً عن البحر الأحمر، وإلغاء ما يسمونه ” تهديد أنصار الله والجيش اليمني للملاحة ” في هذا الممر الماًئي! مع العلم أن أنصارالله وحلفائهم أكدوا مراراً وتكراراً، أنهم لا يهددون الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وهم حينما قاموا بقصف البارجة الإماراتية، انما نفدو ذلك  بعدما استخدم العدوان مثل هذه البوارج والسفن التي تجوب البحر الأحمر في قصف المدن اليمنية والفتك بالمدنيين العزل.

وقد جاء هذا الإعداد العسكري لهذه المعركة، آخذاً بنظر الاعتبار انكسارات العدوان السابقة في جولات عملياته العسكرية على هذه المنطقة حيث مُني العدوانيون بهزائم ساحقة، وبخسائر فادحة ، ولذلك جاء الإعداد بالحجم وبالتفوق النوعي بالسلاح، بالشكل الذي يحسم المعركة لصالح هؤلاء العدوانيين، وقد أشارت بعض المواقع الالكترونية اليمنية إلى استعدادات وإعداد السعودية والإمارات والمرتزقة اليمنيين لعملية عسكرية كبرى في تلك المنطقة تستهدف السيطرة على باب المندب، وفي هذا السياق، أشار موقع المستقبل نت اليمني 24/1/2017، إلى الاستعدادات العسكرية للعدوان، بالقول ” حشد العدوان لهذه المعركة الآلاف من كتائب القوات السعودية التابعة لعمر البشير ( الجنجويد ) وكتائب مسلحي تنظيمي القاعدة وداعش الذين نشرهم العدوان السعودي الإماراتي في جزيرة ميون القريبة من باب المندب بعد جلبهم من تركيا، وكتائب  تابعة للفار عبدربه هادي، وميليشيا المرتزقة الذين تم حشدهم من المحافظات الجنوبية، فضلاً عن عشرات القادة العسكريين الإماراتيين والخبراء العسكريين من جنسيات إسرائيلية وبريطانية وفرنسية وأفريقية…كما شاركت ضمن قوات تحالف العدوان، طائرات رصد واستطلاع من طراز( التوين)، والتي تولت نقل صور مباشرة إلى غرفة عمليات تحالف العدوان التي يقودها ضباط أمريكيون وإسرائيليون وبريطانيون وسعوديون وإماراتيون في قاعدة عصب الأريتيرية، ناهيك عن العدد الكبير من مروحيات الأباتشي التي فشلت في إسناد زحوفات المرتزقة في منطقة الكدحة وكذلك في منطقة الجديد الممتدة بين سواحل ذباب والمخا…”.

هذا وأضاف موقع حصاد اليوم اليمني في 20/1/2017، إلى ما تقدم من إعداد العدوان لهذه المعركة الفاصلة بحسب رأيه، ما يلي “1- الاسطول الخامس الأمريكي والذي تولى عمليات الرصد والتنفيذ الميداني المباشر عبر بوارجه وطيرانه وحواماته الحربية.2- القواعد الإسرائيلية التي تولت التخطيط المباشر للمعركة وعمليات التدريب والاشراف المباشر على المرتزقة في قواعدها في عصب و دهلك فضلاً عن مشاركتها في الغارات الجوية…”.

إذن الإعداد الضخم لهذه المعركة يكشف أن آل سعود والإماراتيين وأسيادهم الأميركان والصهاينة أرادوها أن تكون كما أشرنا قبل قليل فاصلة، تلحق بأنصارالله والجيش اليمني هزيمة ساحقة، لأن هؤلاء العدوانيين كانوا يتوخون من هذه المعركة، تحقيق أهداف استراتيجية هامة، خصوصاً بالنسبة لأميركا والكيان الصهيوني، وأيضاً لعملائهم السعوديين والإماراتيين، ومن هذه الأهداف ما يلي:

1-     السيطرة على باب المندب والسواحل اليمنية على البحر الأحمر، فهذا الهدف كما هو معروف، كان يشكل أحد جملة الأهداف التي من أجل تحقيقها، شن آل سعود وأسيادهم العدوان على الشعب اليمني، وكان الأمريكيون يتوقعون سقوط اليمن بيد السعودية بعد أيام قليلة من شن العدوان على اليمن البلد الفقير والمسالم، ذلك لأن النظام السعودي كان قد وعد الاميركان بذلك بحسب تصريحات وزير الخارجية الأسبق وقائد الجيوش الأمريكية في عهد بوش الأبن، كولن باول والذي قال” وعدنا ( السعوديون) بأن جيشهم سيسطر على صنعاء في ظرف سبعة أيام أو عشرة أيام على أبعد تقدير، ومضت سبعة شهور، والحرب مازالت متواصلة، بل تهدد بسقوط مناطق سعودية مثل نجران وجيزان وعسير بأيدي الحوثيين وقوات على عبدالله صالح” وفي حينها انتقد باول بن سلمان باعتباره وزيراً للدفاع في السعودية، وقال انه قليل الخبرة في الحرب. كلام باول بعد سبعة شهور من شن العدوان، أما اليوم بعد ان مضى على هذا العدوان أكثر من عشرين شهراً، فأمريكا باتت أكثر قلقاً من تطورات الحرب في اليمن والتي لا تجري لصالح عملائها السعوديين والإماراتيين رغم الإمكانات العسكرية الهائلة التي وضعتها أمريكا تحت تصرفهم، وباتت أكثر عجلة للسيطرة على باب المندب لأسباب كثيرة نشير إلى بعض منها بالآتي:

أ‌-       قلق امريكي متزايد من منافسة القوة البحرية لروسيا وللصين ولإيران للقوة البحرية الأمريكية والصهيونية قرب مضيق باب المندب وبالتالي ان هذه المنافسة قد تسلب أمريكا السيطرة والتحكم في هذا المضيق العالمي، سيما وان استمرار الحرب في اليمن من شأنه أن يشجع هذه الأطراف على إرسال قواتها البحرية إلى هذه المنطقة، وفعلاً وصلت سفن بحرية روسية وصينية إلى هذه المنطقة، وحتى إيرانية، فيما أمريكا تريد من خلال السيطرة والتحكم بهذا الممر المائي ممارسة الضغط على الصين على خلفية الصراع الخفي المحتدم بين الطرفين بل والمتصاعد، والذي ازداد توتراً بعد الدعم المكشوف للرئيس الجديد ترامب لتايوان في خطورة استفزازية مقصودة للصين من جانب ترامب.

ب‌-    وفي إطار الرؤية الاستراتيجية للولايات المتحدة فيما يخص الصراع مع روسيا والصين وحتى إيران، يرى الأمريكان أن استمرار سيطرة وتحكم أنصارالله والجيش اليمني على مضيق باب المندب، من شأنه تهديد الملاحة في هذا المضيق الحيوي والاستراتيجي، سيما لمرور ناقلات النفط في هذا الممر المائي، وقد عزز القلق الأمريكي إقدام أنصارالله وحلفاؤهم بمهاجمة السفينة الإماراتية وقتل أكثر من 80 عسكرياً أو جرحهم من الجيش الإماراتي. هذا من جهة ومن جهة أخرى، أن النظام الأمريكي يحسب كل الحسابات لاحتمالات التصادم مع الصين أو حتى مع روسيا، مما يعني عدم السيطرة والتحكم بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب مما يشكل ثغرة خطيرة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، ولذلك تحاول أمريكا حسم السيطرة لصالحها قبل فوات الأوان.

ت‌-    إحكام المحاصرة البحرية على أنصارالله والجيش اليمني، فالعدوانيون يرون ان بقاء السواحل اليمنية على البحر الأحمر تحت سيطرة أنصارالله من شأنه،أن يفسح المجال لهم في التزود بالأسلحة والمعدات الحربية اللازمة لاستمرار الحرب واستنزاف قوى العدوان، بالاستفادة من ميناء المخا أو ميناء الحديدة، وما إليها.

2-     والى جانب رغبة الولايات المتحدة في السيطرة والتحكم بهذا الممر المائي، فهناك رغبة صهيونية أيضاً في التحكم به انطلاقاً من رؤية إستراتيجية ذات بعدين، الأول يتمثل في التحكم بالممر المائي (البحر الأحمر) وتعمل من خلال هذا التحكم باضعاف قناة السويس المصرية، وأحياء مداخل البحر الأحمر من جهة جزيرتي تيران وصنافير ، ولعل ضغط النظام السعودي على النظام المصري لإنجاز الاتفاق الذي تم بموجبه تسليم الجزيرتين للسعودية خلال زيارة ملك السعودية سلمان وابنه إلى مصر قبل عدة أشهر، لعل ذلك من أجل تولي الكيان الصهيوني بالتعاون والتنسيق مع النظام السعودي، لإحياء هذا الممر، وبالتالي إضعاف قناة السويس، أما البعد الثاني، فيتمثل في محاصرة مصر وابتزازها اقتصاديا، من خلال إضعاف قناة السويس كممر مائي استراتيجي يدر على مصر موارد كثيرة، وللإشارة أن العدو قطع شوطاً كبيراً في عقد صفقات ومشاريع مع الحكومة الإثيوبية، بخصوص إقامة السدود، ومشاريع زراعية، من أجل خنق مصر والسودان مائياً، وتحويل المياه الى أداة ضغط على النظام المصري، تضعه تحت المطرقة الصهيونية، إذ أن الخطط الاستراتيجية الصهيونية ضد مصر خاصة وكل الدول العربية والإسلامية، تقضي بأن تبقى ضعيفة، وتظل دائماً تحت ضغط الابتزازين السعودي والصهيوني.وللإشارة، انه وقبيل بدأ عمليات ” الرمح الذهبي ” تقاطر عدد من المسؤولين القطريين والسعوديين على أثيوبيا، وقال بعض المحللين إنها ترتبط بمحاولات التنسيق السعودي القطرى الصهيوني مع الجانب الاثيوبي من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة المصرية لحملها على تنفيذ اتفاق الجزيرتين ، ولكن حصول عمليات ” الرمح الذهبي ” بعيد هذه الزيارات، يرجح ان هذا التحرك له علاقة بالهدف المشار إليه.

3-     من جهتهما النظامان السعودي والأماراتي يريدان من خلال هذه العمليات تحقيق عدة أمور، أهمها:

أ‌-       توفير ممر مائي لتصدير النفط، يخفف من اعتمادهما على الممر الآخر المتمثل بمضيق هرمز، وفي هذا السياق اعترف مسؤولون غربيون، أن ” اليمن يمتلك إمكانات لم تستغل حتى الآن لتوفير مجموعة بديلة من طرق الشحن  للنفط والغاز لتصدير النفط السعودي، بحيث لا تمر عن طريق ايران ومضيق هرمز.في هذا الصدد كشفت برقية سرية في 2008 -حصل عليها ويكيليكس- من السفارة الأمريكية في اليمن موجهة الى وزير الدولة كشفت عن طموحات المملكة فقد جاء فيها ان دبلوماسياً بريطانياً في اليمن، أخبر بولوف (ضابط سياسي بالسفارة الامريكية) ان المملكة العربية السعودية لها مصلحة في خط أنابيب بحيث أنها ستقوم بحمايته وتشغيله ويكون ملكاً لها بالكامل، من حضرموت الى ميناء خليج عدن، متجاوزة بذلك الخليج ومضيق هرمز”.مواقع يمنية الكترونية في 25/1/2017.

ب‌-    محاولة رفع معنويات المقاتلين السعوديين والإماراتيين والسودانيين وبقية المرتزقة والمأجورين، اذ ان تكرار الهزائم في نهم وفي مأرب والجوف، وفي نجران وجيزان وعسير، الحق بهؤلاء هزائم نفسية ومعنوية أدت الى انهيارات بين صفوفهم، والى فرار مجاميع منهم وتركهم الجبهات، بعدما أيقنوا انه لا طائل من هذه الحرب، وانهم لم يحققوا الانتصار الذي يمكن يفتح الطريق لتحقيق وعود آل سعود وآل زايد، بالحصول على الامتيازات والمواقع والأموال، فمثل هذا الانتصار الذي يطمح اليه العدوانيون يمكن أن يبعث الحماس والروح القتالية مرة أخرى عند هؤلاء المرتزقة والمأجورين.

ت‌-    يحاول أو يطمح النظامان السعودي والإماراتي من هذه العمليات عودة ثقة الولايات المتحدة بدورهما وقدراتهما، لان هذه الثقة اهتزت الى حد كبير في الآونة الأخيرة، على وقع الهزائم والانكسارات التي مُني بها العدوانيون على ايدي أنصارالله والجيش اليمني، وذلك ما يتجلّى بشكل يومي في الصحافة الأمريكية والغربية والتي تتحدث عن الفشل والعجز السعوديين في تحقيق اي من أهداف شن الحرب على اليمن، بل حتى عدد من المسؤولين الاميركان والمسؤولين الغربيين تحدثوا صراحة عن اخفاقات النظام السعودي وفشله في عدوانه الظالم على اليمن.

 حصاد ” الرمح الذهبي “

ولكن السؤال، ازاء ما تقدم هو ماذا حققت عمليات ” الرمح الذهبي” بعد كل هذه الاستعدادات الضخمة، وبعد المشاركة العسكرية الأمريكية الصهيونية الفاعلة في هذه المعركة؟ نترك الجواب لخبير عسكري صرح لشبكة فوكس نيوز الأمريكية يوم 26/1/2017 معلقاً على مجريات المعارك الدائرة في المخا وباب المندب جنوب غرب اليمن، بالقول بحسب ما نقل لحج نيوز اليمني يوم 26/1/2017، ” ان القوات السعودية والإماراتية شنت خلال بضعة أيام اكثر من 450 غارة جوية، واستخدمت عشرات الآلاف من القذائف الصاروخية الجوية والبحرية والأرضية من أجل احتلال مدينة صغيرة في جنوب البحر الأحمر…

وأضاف هذا الخبير قائلاً…هذه الطاقة النارية الرهيبة تساوي نصف النيران التي استخدمها الحلفاء في معركة إقتحام برلين اثناء الحرب العالمية الثانية، وتفوق الطاقة النارية والصاروخية التي أستخدمها الجيش الأمريكي لاحتلال العراق في عام 2003، ومع ذلك تكبدت القوات السعودية والإماراتية خسائر كبيرة ولم تتمكن من إقتحام هذه المدينة الصغيرة (المخا) التي تدافع عنها قوات متواضعة لا تمتلك طائرات وبوارج ومنظومات دفاع جوي….وأشار هذا الخبير الى ان قادة البنتاغون أصبحوا يشعرون بأهانة كبيرة من سوء استخدام القوات السعودية والاماراتية للصناعة العسكرية الأمريكية في حرب اليمن”.

والى ذلك فقد لخص الخبير العسكري اليمني أحمد عايض أحمد نتائج عمليات ” الرمح الذهبي” وفق ما جاء في مقالته في موقع شهارة نت يوم 25/1/2017، كما يلي:

(( اوقف الجيش واللجان الاندفاعة الهجومية للغزاة والمرتزقة، وحصدت فرق القناصة قوات الانزال البحري ولم يعد منهم الّا القليل فارين وعائدين الى زوارقهم الحربية، وضربة بالستية بباب المندب استهدفت معسكر الغزاة والمرتزقة تكللت بقتل عشرات القادة والجنود من الغزاة، استهداف  الزوارق والسفن الحربية وارغامها على التموضع في عمق البحر، وتنفيذ عمليات عسكرية خاصة مابين التفاف وأكمنه حصدت المئات من المرتزقة والغزاة والارهابيين، مابين قتيل وجريح، وتدمير الآليات المدرعة والاطقم العسكرية، وتنفيذ عملية خاطفة وتكتيك عسكري محكم إستطاع أسود الجيش واللجان من الالتفاف والتقدم على سلسلة جبال العمري وقطع خط إمدادات العدوان القادمة من باب المندب ماتسبب في شل حركة قوى الغزاة والمرتزقة، وأضاف هذا الخبير ان الأنهيار بات ملموساً في صفوف الغزاة والمرتزقة، والخسائر فادحة في صفوف الجنوبيين، والحالة النفسية لهؤلاء المعتدين منهارة الى حد كبير )).

وحتى لو افترضنا ان الغزاة احتلوا مدينة المخا، أو تمددوا على الساحل فأن ذلك لا يعتبر انتصاراً بعد معارك ملحمية لانصار الله وحلفائهم على مدى عشرة أيام رغم كل هذا التفوق الذي يمتلكه الغزاة، وبالتالي فأن المعتدين وفق المقاييس العسكرية هزموا هزيمة منكرة، وتبخرت كل أحلامهم وأهدافهم من وراء هذا الرمح الذهبي الذي ارتد الى صدرهم.

عبد العزيز المكي- كاتب سعودي

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...