2025/01/11 1:37:47 مساءً
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> نبيل الصوفي يكتب عن زيارته للمخا: هكذا كان الرجال يهرعون تجاه مصادر النيران (2)

نبيل الصوفي يكتب عن زيارته للمخا: هكذا كان الرجال يهرعون تجاه مصادر النيران (2)

تعتقدون أني كتبت مايكفي عن المخا؟
لاشيئ قد كتبته، ولا جبهة أشعر بالعجز عن الكتابة عنها، مثل هذه.
في كل الجبهات التي زرتها، هناك التنظيم والترتيب والادارة والتضاريس تساند البطولات، فيجعل كل ذلك الكلام سهلا لانه حديث عن المعتاد اليمني.. اما في المخا، فكل شيئ يتكئ على البطولة والاقدام.. ولذا كلما امسكت بالكلمة المناسبة لافتتح تسجيل واقعة من الوقائع، وبمجرد ان اكتب الجملة الاولى يلفني الغضب..
هذه الافعال لايمكن أن يحتويها حرف.
حتى كلامي هذا، وصلت الى هذه النقطة، وكأن مشاعري جفت في غمضة عين.
حال لم اعرفه في كل حياتي..
كان يمكن القول أن ذلك بسبب انها اول تجربة اقترب منها لهذا الحد، في ميدان المواجهات واول مرة اجري في شارع تحت الرصاص، واول مرة احتمي بالاشجار، وبالجدران، ولاول مرة يقال لي: احتمي بحقيبتك، ضعها على رأسك، وانتظر.. هناك صوت طائرة، اطفئ نور التلفون.


واول مرة ارى الرجال على ضوء النيران المعادية، لاول مرة أرى رجالا تسير تجاه مصادر النار المدرعة، ولاول مرة ارى جيشا مدججا بالطيران والمدرعات يقهره صمود الرجال، ويزيد توحشه، يقوده الكبر، ويقول لهم مقاتل شاب: مابش معكم حل لنا الا النووي..
قل مثل النمل، قل مثل النحل، قل مثل الغيم، قل مثل المطر.. قل ماتشاء.. لن تستطيع وصفهم..
ولاول مرة، تلك الجملة التي لطالما درستها كمعرفة: جئئناكم برجال يحبون الشهادة كما تحبون الحياة، لأول مرة بعد ثلاثين سنة سماع لها، رأيتها تسير حافية حتى بدون احذية.
كان يمكن ان اقول ان كل ذلك، هو سبب هذه الحالة التي تبتلع مشاعري في ثانية، فتمتنع ان اقيدها كتابة..
لكني شعرت بهذا في اول الثواني من وصولي هناك.. قبل أن ارى واسمع..
في اللحظة الاولى لسلامي على شاطئ المخا، كتبت هذه الفقرة في تلفوني:
“ايها البحر، خطفت روحي..
كموجك، صارت مشاعري، تمتد لتسقي اليابسة، فان اردت تسجيلها عادت اليك تجري، تحتمي بالاختباء.”..
وفيها سمعت البحر، رأيت وجها ابديا فيه يقول لي: “ايها الجبلي، بامواجي يتنفس الكون، أنا رئة الأرض وانفاسها، لاتقطعني عنك بالقلم”.

 

الغارات الصديقة ؛؛؛

قال لي الان: طائران التحالف، قصفت تجمعا لمرتزقتها بالخطأ، فقلت له، لا اعتقد انه بالخطأ، لقد سمعنا من اجهزة اتصالاتهم يشتمهم الاماراتي، ويصفهم بالجبناء.
تطالبهم الامارات أن يتحولوا انتحاريين..
الاماراتي الذي لايظهر على الشمس والريح، ويدير من غرفة ولا خمسة نجوم، يصف المقاتل اليمني المرتزق معه، بالجبن، لانه لم يخرج من مدرعته ويشتبك بالايدي مع اليمني المقاوم للعدوان..
الامارات، لاتدفع لاحد الا ليموت، يعتقد هذولا الجهلة أن اليمني المرتزق معهم، بلاعقل، لانه يستلم منهم مدري كم الف، بايتحول انتحاري؟
شي انتحاري بفلوس؟
هو يقاتل لكم بفلوسكم.. ولذا كلما وجدوا فرصة سيقتلون منهم، سيتعاملون معهم مثل الماشية النافقة.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...