“المستقبل” ـ خاص
تواجه المملكة العربية السعودية تبعات ثقيلة في سجل انتهاك القوانين الانسانية وقوانين الحرب مع تصاعد الجرائم الإنسانية ضد المدنيين نتيجة الغارات التي تشنها طائرات تحالف الحرب بقيادة المملكة العربية السعودية والتي تمضي في شهرها التاسع مسنودة بدعم اميركي وبريطاني وفرنسي.
يأتي ذلك وسط انتقادات حقوقية متزايدة توجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمجلس الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عبرت عنه منظمة هيومن ريتس ووتش في تقرير حديث انتقد بشدة عدم التحقيق في السجل الطويل للجرائم التي ترتكبها الطائرات التابعة للتحالف بحق المدنيين والتي يستهدف بعضها منازل وأحياء وتجمعات سكنية بعيدة عن المواقع العسكرية فضلا عن استهدافها مناطق ريفية وأسواق ومنابع المياه والمساجد والمدارس والطرق ومرافق البنية التحتية وحتى المواقع السياحية والتاريخية بما فيها المدرجة ضمن قائمة التراث الانساني العالمي.
ويقود التحالف حربا جوية سهلة في اليمن بعدما دمرت طائراته الحربية في الشهور الماضية سائر انظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش اليمني وغالبا ما تحلق عشرات المقاتلات التابعة للتحالف فوق المدن اليمنية لشن غارات هجومية أو اسنادية تستهدف صواريخها في حالات متكررة احياء سكنية ومنازل ومرافق حكومية وطرق وجسور ما يتسبب في سقوط ضحايا مدنيين.
ويقول خبراء عسكريون إن بعض الغارات التي تشنها المقاتلات التابعة للتحالف تسجل اختراقات بتجاوزها الاهداف العسكرية التابعة لقوات الجيش والمقاتلين الحوثيين نتيجة أخطاء قاتلة في الاسناد المخابراتي من الأرض فيما تسجل اخرى اختراقات لقواعد الاسناد الجوي الذي تقدمه لقواتها البرية والقوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا والمقيم في الرياض عبد ربه منصور هادي في مناطق المواجهات وترتكب مجازر عندما تستهدف بعشوائية وكثافة أحياء ومناطق سكنية لمجرد الاشتباه بوجود مقاتلين من الجيش والحوثيين فيها بناء على ما يردها من معلومات تقدمها مراكز عمليات اسناد من الأرض ليس لديها الخبرة الكافية في قواعد الاشتباك والتكتيك العسكري.
ويشير هؤلاء إلى سبب آخر أدى إلى تصاعد المعاناة الإنسانية بحق المدنيين يكمن في استخدام طائرات التحالف الأسلحة المحرمة والقنابل العنقودية والشديدة الانفجار لدى استهدافها مواقع يعتقد أنها تأوي مستودعات للأسلحة ما يتسبب في مقتل وإصابة عشرات المدنيين فضلا عما تخلفه هذه القنابل من آثارا كارثية على آلاف المدنيين القاطنين في الأحياء السكنية المحيطة والقربية من هذه المواقع.
ويقول ناشطون حقوقيون إن وتيرة الآثار الإنسانية للحرب التي يقودها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية تصاعدت بصورة كبيرة في محافظة تعز مع اطلاق القوات الموالية لهادي مسنودة بالتحالف عمليات برية مسنودة جويا لـ ” تحرير تعز ” وخصوصا وأن المعارك تدر رحاها في قرى مدن آهلة بالسكان يتصدرها مناطق الشريجة والراهدة وكرش وذباب والمخا الوازعية بين محافظة تعز ومحافظات لحج والضالع وعدن، ناهيك بجبهات الحرب الداخلية المندلعة في مناطق المسراخ ونجد قسيم والنشمة وجبل حبيشي وموزع.
وخلال يومي السب والأحد سجلت منطقتي موزع والمسراخ جريمتا حرب بحق المدنيين عندما استهدفت غارات للتحالف تجمعات مدنية اسفرت الأولى في منطقة موزع عن مقتل 12 مدنيا وإصابة 17 بجروح، واسفرت الثانية في منطقة المسراخ عن مقتل 11 فتاة وإصابة 30 بجروح وجميعهن كن ضمن تجمع لنساء وفتيات قرويات يحاولن الحصول على احتياجاتهن من مياه الشرب من عين جبلية يعتمد عليها سكان القرى هناك في سد حاجاتهم من مياه الشرب التي تنعدم بشدة في أكثر المحافظات اليمنية منذ اطلاق تحالف الحرب السعودي عملياته العسكرية في اليمن أواخر مارس الماضي.
وتصاعدت أزمة المياه في المحافظات اليمنية بشكل مريع نتيجة محدودية المشتقات النفطية التي تسمح دول تحالف الحرب بدخولها إلى الأراضي اليمنية في إطار الحصار الاقتصادي الذي تفرضه على اليمن منذ حوالي ثمانية أشهر.
المحرر السياسي