كشف الكاتب السعودي عبد العزيز المكي أن العديد من اركان النظام السعودي من عائلة آل سعود الحاكمة يدركون اضرار السياسة التي يقودها حاليا محمد بن سلمان سواء في حربه العبثية في اليمن أم على مستوى الداخل السعودي مشيرا إلى أنهم يصفون سياسة بن سلمان بانها ” كارثية ويمكن أن تؤدي الى انهيار الحكم القائم في السعودية”.
وتكد الكاتب المكي في حديثه عن واقع السعودية في عهد بن سلمان والتحديات العاصفة التي تواجهها أن الملك سلمان يصر على المضي بالسياسة التي يتخذها نجله الذي يعد الحاكم الفعلي حاليا للسعودية لعدة اسباب أهمها إن النظام السعودي لا يمتلك الاختيار كونه أداة منفذة ليس الّا بيد الادارتين الأمريكية والصهيونية، مشيرا إلى دلائل كبيرة على ذلك ومنها إقدامه على إغراق السوق النفطية بالنفط وخفض الأسعار من مئة دولار للبرميل الواحد تقريباً إلى أقل من أربعين دولاراً، خدمة للحرب الأمريكية الصهيونية الاقتصادية على إيران وروسيا.
وأوضح أن النظام السعودي أقدم على هذه الخطوة، رغم أنها اضرت بالاقتصاد السعودي ضرارا كبيرا سيما وانه يشن الحرب الظالمة على الشعب اليمني والتي تستهلك يومياً ملايين بل مئات الملايين من الدولارات، مضيفا” النظام السعودي يرى ان فلسفة وجوده واستمراره مرتبط بالاداء الدقيق لما تمليه عليه الدوائر الامريكية الصهيونية، ولذلك هو يقدم مصلحة وجوده واستمراره على مصلحة المملكة ككل”.
اما السبب الثاني بحسب الكاتب والذي جعل سلمان يصر على المضي بسياسة نجله الكارثية فيكمن في مكابرة آل سعود وإصابتهم بجنون العظمة، الذي لا يسمح لهم بالاصغاء الى النصائح والى الاستشارات، مشيرا إلى أن جهاز المخابرات الاميركي السي آي اي استنزف سلمان وابنه بقصة وجود إيران في اليمن، ومن أجل ان يهزم سلمان إيران المزعومة في اليمن دمر سلمان اليمن وقتل فيها الإنسان والحيوان والشجر، وبهذه الأعمال الوحشية أكد لسلمان انه هزم إيران وقضى على جيشها في اليمن مع ان العالم كله يعرف انه لا يوجد لإيران أي اثر عسكري ولا اقتصادي، ولا سياسي في اليمن.
هنا نص تحليل الكاتب السعودي كاملا ؛؛؛
في حديثه الأخير لمجلة فورين أفيرز الأمريكية، قال محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع، والقائد الفعلي للملكة منذ تولي أبيه العرش السعودي بعد وفاة أخيه الملك السابق عبدالله…قال، رداً على سؤال حول مستقبل العلاقات الإيرانية السعودية، وما إذا كانت المملكة تنظر في فتح قناة اتصال مباشرة مع إيران لنزع فتيل التوترات وإقامة أرضية مشتركة…”لا يوجد أي نقطة في التفاوض مع السلطة (في طهران) التي هي ملتزمة بتصدير ايديولوجيتها الاقصائية، والانخراط في الإرهاب وانتهاك سيادة الدول “.
وأضاف بن سلمان ” إذا لم تقم بتغيير نهجها فإن المملكة ستخسر إذا أقدمت على التعاون معها ” . ويجمع أغلب المراقبين والمتابعين على أن هذه التصريحات هي خلاف الحقيقة تماماً، وان تعليق الفشل الكبير في السياسات السعودية على اعادة العلاقة بايران مجاف للواقع فحتى الأوساط الغربية الداعمة للنظام السعودي، تؤكد اليوم أن هذا النظام هو الراعي الأول للإرهاب وهو المنتج للإرهاب وللإرهابيين في المنطقة والعالم.
هناك آلاف الشهادات لمحللي ومسؤولي الغرب، تؤكد هذا الأمر، فعلى سبيل المثال، وصف موقع (مينت بريس نيوز) الأمريكي يوم19/12/2016 المملكة السعودية بأنها اكبر راعٍ للإرهاب، مشيراً إلى أن هذه الدولة الخليجية تعتبر من أبرز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وان واشنطن ستدفع ثمناً باهظاً لهذا التحالف، نتيجة العواقب الدموية من السياسة التي تتبعها الرياض.
وأضاف الموقع الأمريكي، أن السعودية المتحالفة مع حكومة الولايات المتحدة أسست حركة الإرهاب الحديثة في الثمانينات الماضية، حيث كانت السعودية تعمل على تحويل وتسليح المجاهدين الأفغان في مشروع كلّف مليارات الدولارات لخوض حرب ضد القوات السوفيتية. وأكد الموقع الأمريكي، مينت بريس، ان استراتيجية السعودية ساهمت في توسيع الحروب بالوكالة السنية ضد الشيعة والعلمانيين في مختلف أنحاء المنطقة، لافتاً إلى ان التجربة الأفغانية باعتراف وكالة المخابرات السعودية كانت تقوم على استخدام المتعصبين الأصوليين السنة في الحروب ضد العلمانيين بالشرق الأوسط والشيعة.
في سياق ذاته، أكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية يوم 19/12/2016، ان فرانسوا فيون مرشح حزب الجمهوريين اليميني للانتخاب الرئاسية الفرنسية المقبلة رفض مؤخراً استقبال بن سلمان في زيارته الأخيرة لفرنسا، لان المرشح اليميني، بحسب لوفيغارو يعتبر السعودية الراعية للإرهاب، والمتسبب الأساسي في انتشار الإرهاب حيث طال الأراضي الفرنسية، وتقول الصحيفة الفرنسية أن فيون يحمّل السعودية في خطاباته المسؤولية عن تمدد الإسلام المتطرف في العالم وبخاصة فرنسا.
وفي مقالتها التي نشرتها في الشهر الأخير من العام المنصرم، وانتقدت فيها الحكومة البريطانية لتزويدها الحكومة السعودية بالأسلحة العنقودية المحرمة دولياً، اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية النظام السعودي مصنع التطرف والإرهاب، وطالبت بتقليم أظافره، كخطوة أساسية لمكافحة الإرهاب إذا كانت الحكومة البريطانية جادة في ادعاءاتها بمكافحة الإرهاب.
واستطراداً، نشير إلى انتقادات رئيس حزب الحرية والديمقراطية المباشر والنائب في البرلمان التشيكي توميو أوكامورا، للنظام السعودي، والتي نشرتها الصحف العالمية ووكالات الأنباء يوم 28/12/2016، حيث قال، ان إن النظام السعودي يمّول الإرهابيين والمتطرفين ويثير الحروب ويمارس القتل والتعذيب ومع ذلك يتم التغاضي عن جرائمه لأنه يسير وقفاً للسياسات الغربية. كما ان جوزيف بايدن نائب الرئيس الامريكي أوباما، كان قبل اكثر من سنة قد صرح قائلاً ان النظام السعودي والنظام القطري وتركيا هي التي تمّول وتدرب الإرهابيين وتسلحهم وترسلهم الى العراق وسوريا لمقاتلة الجيشين العراقي والسوري. هذا غيض من فيض الشهادات والتحليلات الغربية السياسية والصحفية على ان السعودية هي الراعية الأساسية للارهاب وهي المسؤولة عن كل ما تعانيه المنطقة من فوضى وجرائم وقتل وعدم استقرار، وأيضاً هناك شهادات بأن تعاونها مع إيران ومع دول المنطقة وتخليها عن سياسة دعم الإرهاب، سوف يعود عليها وعلى شعوب المنطقة بالنفع وبالاستقرار…
ومع كل هذه الشهادات الدافعة، نسلم مع بن سلمان، ان السعودية سوف تخسر، اذا تعاونت مع ايران، مثلما ادعى في تصريحاته الآنفة، واذا سلمنا بهذا الادعاء غير المنطقي وغير المعقول، فذلك يعني ان استمرار السعودية في سياساتها تجاه ايران، وحتى تجاه الجيران الآخرين، كما يفهم من تصريحات بن سلمان للمجلة الامريكية…ان استمرار هذه السياسة لا تُخسِر السعودية، ولا تعرضها للخسران!! فهل الأمر كذلك؟
خسارة النظام السعودي
بدون شك، ليس الأمر كذلك، فعلى عكس ما يوحى به حديث بن سلمان للمجلة الأمريكية، ان استمرار السياسة الحالية للملكة سوف يقودها الى الخسران المبين، باجماع اكثر المراقبين والخبراء والمحللين الغربيين والعرب، وإذ اشرنا في مقالاتنا السابقة على هذا الموقع إلى البعض من تحليلات وتقييمات بعض المحللين بشأن فشل سياسات النظام السعودي، فأننا هنا نشير أيضاً إلى ما استجد منها، لنؤكد للقارئ العزيز ان المنطق الذي يتعامل به سلمان خاطئ ومضر بالنظام وبالمملكة ككل.
فتحت عنوان (حلم السعودية للهيمنة جلب الفوضى) نشرت صحيفة آي البريطانية الصادرة عن دار الاندبندت، مقالاً عن الشرق الأوسط للكاتب (باتريك كوكبرن) في 7/1/2017 أكد فيه ” ان الجهد الذي بذلته السعودية خلال نصف قرن لأن تجعل من نفسها القوة الرئيسية بين الدول العربية والإسلامية كما لو أنه ناجح، قبل ان يتغير المشهد كلياً بهزيمة السعودية في كل الجبهات) وأضاف كوكبرن مشيراً إلى توقعات جهاز الاستخبارات الخارجية الالماني (بي ان دي) عام2015 والتي تقول ان السياسة السعودية الحالية سوف تقود الى الفشل والخسران، لافتاً الى ان جهاز المخابرات الالماني غاب عن توقعاته السرعة التي تتجه بها السعودية الى هذه النتيجة وقال ” لا شيء يسير بشكل جيد بالنسبة للسعوديين في اليمن وسوريا، اذا ان السعوديين توقعوا هزيمة الحوثيين بسهولة ولكنهم بعد15شهراً ( اكثر من عشرين شهراً) من القصف مازالوا وحليفهم الرئيس السابق على عبدالله صالح يسيطرون على صنعاء وعلى شمال اليمن، وان حملة القصف على أفقر بلد عربي من أغنى بلد عربي تسببت في أزمة انسانية جعلت نحو60% من سكان اليمن البالغ عددهم 25مليون نسمة لا يحصلون على الطعام والشراب الكافيين” وأضاف الكاتب البريطاني قائلاً ” ان السعودية شهدت العام الماضي خسارة حلفائها في الحرب الأهلية السورية لأكبر مركز مدني في شرقي حلب، وهنا يبدو التدخل السعودي في سوريا غير مباشر، لكن في اليمن التي تتدخل فيها الآلة العسكرية السعودية بشكل مباشر فشلت في تحقيق النصر”.
من جهة اخرى نشر موقع (( فورين أفيرز)) الأمريكي تقريراً مفصلاً يوم8/1/2017حول النظام السعودي وسياساته في ظل تسلط بن سلمان على شؤون البلد، ومما جاء في هذا التقرير ما يلي “…أن حرب المملكة السعودية في اليمن، التي يشرف عليها بن سلمان قد فشلت في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، ما أدى الى حدوث كارثة إنسانية في اليمن كسرت بالفعل العلاقات العامة مع واشنطن ولندن، وحتى الآن من غير الواضح كيف ستنتهي المملكة من حرب اليمن في حين لا يزال تحقيق أهداف الأمن القومي الأساسية بعيدة، لاسيما وان المزيد من المدنيين اليمنيين يموتون”.
ومما جاء في التقرير أيضاً مايلي ” ومن المخاوف المرتبطة بمحمد بن سلمان أيضاً أنه يتحرك بسرعة كبيرة لاسيما في الشؤون الاقتصادية والثقافية، ما يثير غضب النظام القديم ويهز أسس العقد الاجتماعي في المملكة، ويعكس مخاطر ضخامة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها السعودية، والتي تتطلب أي شئ من التحول وهذه التغييرات تؤدي الى درجة معينة من عدم الاستقرار”.
وإلى ذلك قال القائد السابق في الجيش الباكستاني ورئيس الاستخبارات السابق في 9/1/2017، ان التحالف السعودي سيكون مصيره الفشل، وأضاف في لقاء مع شبكة (بارس تودي). راحيل شريف ارتكب خطأً كبيراً، وذلك في إشارة الى تعيينه كقائد للتحالف السعودي، موضحاً ان الفشل وعدم الانتصار في هذه الحرب سيدحر سمعة الجنرال شريف. ما يعني ذلك ان هذا الجنرال الباكستاني يتحدث بلغة الواثق بأن حرب السعودية على اليمن ستنتهي بهزيمة النظام السعودي.
نترك ما استجد في تقارير وتحليلات حول تصاعد الصراع داخل الأسرة الحاكمة والذي ينذر بتفككها، وهي متواترة، ونكتفي بالإشارة إلى تقرير وزير المالية السعودي محمد الجدعان حول التدهور الاقتصادي الذي تتدحرج نحوه المملكة بشكل سريع بسبب سياسات بن سلمان الطائشة.فالوزير السعودي وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم9/1/2017 كشف عن كارثة يواجهها الاقتصاد السعودي، داعياً الى التقشف .
وقال ” كم تتخيلون دخلنا من النفط هذه السنة؟ الجواب دخلنا من النفط هذه السنة 329 مليار ريال فقط. علشان أضعها في السياق المناسب، الرواتب تكلف الحكومة480مليار ريال سنوياً، يعني النفط لا يكفي حتى لدفع الرواتب، ومع الإيرادات الأخرى التي هي حوالي 200مليار ريال يعني سيكون مجموع الإيرادات الحكومية لهذه السنة530مليار ريال، كافية للرواتب، ولكن لا تكفي الصيانة مثلاً، الصيانة والتشغيل تقريباً تكلف الحكومة200مليار ريال سنوياً، لو أضفناها للرواتب يكون مجموعها700مليار ريال، هذا ولم نصرف شيئاً على المشاريع أي شيء يزيد على700مليار ريال أو أي مشاريع أخرى، ستزيد على ال700مليار ريال التي صرفناها”. وتوقع وزير المال السعودي مستقبلاً مؤلماً للملكة من ناحية الوضع الاقتصادي خلال السنوات القادمة اذا لم يرفع الدعم عن الأسعار، مطالباً المواطن في السعودية بالتنازل عن طموحاته وعن توقعاته بسبب تزايد الضغوط الاقتصادية.
ما تقدم هو نزر يسير من الكم الهائل للتقارير والتحليلات حول تدحرج المملكة النفطية نحو الخسران، ما يؤكد خطأ وعقم سياسات بن سلمان الحالية. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه، هو هل ابن سلمان لا يرى هذا الواقع المزري للملكة حيث تمنى بالفشل والضرر على كل الأصعدة؟ واذا كان يرى ذلك، لماذا يواصل هذه السياسة الضارة والتي تجر المملكة جراً نحو الهاوية والتهلكة؟
إصرار بن سلمان على السياسة الخطأ
للإجابة على التساؤلات السابقة، يرى العديد من الخبراء والمتابعين، ان بن سلمان وبقية اركان الأسرة الحاكمة يدركون أضرار هذه السياسة، وكان بعضهم قد نقل عن بعض الأمراء وصفهم هذه السياسة بالكارثية واشارت بعض الصحف البريطانية أو نقلت رسائلهم وتقاريرهم التحذيرية من مآلات هذه السياسة التي قالوا أنها يمكن أن تؤدي الى انهيار الحكم القائم، لكن مع ذلك يصر الملك سلمان وطاقمه على تلك السياسة، حيث يفسر البعض هذا الإصرار بعوامل عدة نشير إلى أهمها بما يلي :
1- إن النظام السعودي لا يمتلك الاختيار فهو أداة منفذة ليس الّا بيد الادارتين الأمريكية والصهيونية، والأدلة على ذلك كثيرة،ومنها إقدامه على إغراق السوق النفطية بالنفط وخفض الأسعار من مئة دولار للبرميل الواحد تقريباً إلى أقل من أربعين دولاراً، خدمة للحرب الأمريكية الصهيونية الاقتصادية على إيران وروسيا، والنظام السعودي أقدم على هذه الخطوة، رغم أنها اضرت بالاقتصاد السعودي أيمّا أضرار، سيما وانه يشن الحرب الظالمة على الشعب اليمني والتي تستهلك يومياً ملايين بل مئات الملايين من الدولارات، فالنظام السعودي يرى ان فلسفة وجوده واستمراره مرتبط بالاداء الدقيق لما تمليه عليه الدوائر الامريكية الصهيونية، ولذلك هو يقدم مصلحة وجوده واستمراره على مصلحة المملكة ككل فحتى لو هلك كل أهالي المملكة لا يهم بالنسبة للنظام السعودي مادام يتلقى وعوداً من تلك الدوائر بحمايته وضمان استمرار وجوده مادام ملتزماً بمشاريعها وبخططها تجاه المنطقة، وحيث ان مصلحة تلك الدوائر تكمن اليوم في اشعال المنطقة بالحروب وفي محاولات إثارة الفتنة الطائفية، وتفريق الأمة، وعدم التقارب بين شعوبها، فإن النظام السعودي يقوم بتأدية هذه الواجبات رغم أنها تنتهي بالقضاء عليه، كما أثبتت تجارب التاريخ الحديث.
2- مكابرة آل سعود، وإصابتهم بجنون العظمة، الذي لا يسمح لهم بالاصغاء الى النصائح والى الاستشارات، حيث يعتقدون إنهم دائماً على الطريق الصحيح والآخرين هم على الطريق الخطأ، وقد تعرض الخبير في علم النفس السياسي الدكتور عبد الخبير المهيوب الى هذا المرض عند آل سعود وأعدّ دراسة نشرت في7/1/2017 قال فيها ” كل أولاد الملك عبد العزيز يتملكهم مرض جنون العظمة ولكن بنسب متفاوتة، غير ان الملك سلمان آل سعود هو اكثر اولاد الملك عبد العزيز إصابة بجنون العظمة الذي ورثه من والده، وورثه لولده محمد بن سلمان” ويضيف هذا الخبير قائلاً” مريض جنون العظمة لا يقبل النقد أو النصيحة من الآخرين لأنه يرى نفسه فوق الآخرين، فكيف يقبل نصيحة ممن يرى أنهم اقل منه شأناً ومكانة وعظمة حتى وان كانوا رؤساء أو ملوكاً وهذا حال الملك سلمان وابنه”. ويتابع الدكتور عبد الخبير مهيوب دراسته بعد أن أوضح كيف ان آل سعود يعتمدون على اشرار وكذابين ومنافقين يصنعون لهم الأوهام لإشباع غرورهم وشعورهم بالعظمة من أجل شفط اكثر ما يمكن من أموالهم، فيقول” ليس العملاء من اليمنيين وحدهم من يمارسون عمليات ابتزاز لآل سعود، بل هناك أنظمة عالمية وهناك ذئاب إعلامية من مراسلي الفضائيات المحمولة سعودياً من داخل اليمن ومن المذيعين والمعلقين وكتاب التقارير الإخبارية في المؤسسات الإعلامية الدولية الذين يزيفون الحقائق ويحولون الهزائم إلى انتصارات عبر الفضائيات مقابل حصولهم على المال السعودي الذي أصبح متاحاً لكل مادح ونافخ وكاذب ومنافق وكل خاضع وطائع لسلمان…))..وهكذا يواصل هذا الخبير دراسته ويشرح كيف ان السي آي اي استنزفت سلمان وابنه بقصة وجود إيران في اليمن، ومن أجل ان يهزم سلمان إيران المزعومة في اليمن دمر سلمان اليمن وقتل فيها الإنسان والحيوان والشجر، وبهذه الأعمال الوحشية أكد لسلمان انه هزم إيران وقضى على جيشها في اليمن مع ان العالم كله يعرف انه لا يوجد لإيران أي اثر عسكري ولا اقتصادي، ولا سياسي في اليمن..
على أي حال، ان كل هذه المعطيات تؤشر بما لا يقبل الشك أن الملك سلمان وابنه يجرون المملكة إلى المهلكة الحتمية.
عبد العزيز المكي – كاتب سعودي