لماذا جاء قول الحق سبحانه في سورة الزمر بحق الكفار بصيغة {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } بدون واو، في حين أنها جاءت في حق المؤمنيين بواو، كما في قول الحق سبحانه {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} ؟
السبب في ذلك هو ما يطلق عليه النحاة واو الثمانية، وسميت بهذا الاسم لأنها تأتي بعد ذكر سبعة أشياء على نسق واحد من غير عطف ثم يؤتى بالثامن مسبوقا بالواو .
تقول: محمد عالم ، فاهم ، راسخ ، تقي ، نقي ، زكي ، ورع ، وزاهد، وهو أسلوب عربي بلاغي ومن امثلته في القرآن الكريم
قول الحق سبحانه { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ}
ويلاحظ أنه ذكر سبعة أوصاف ، ثم ذكر الثامن مسبوقا بالواو .
ومنه قوله الحق سبحانه وتعالى { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً} .
ملاحظة أخرى:
اقتران الواو بلفظ (ثمانية) دون غيرها
مثل قول الحق سبحانه وتعالى { سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ}
يلاحظ أنه لم يعطف بالواو في “رابعهم” ولا في “سادسهم” بل عطف بها في “ثامنهم”.
ومن ذلك قوله تعالى:{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}
وأعجب من ذلك ما جاء في قول الحق سبحانه وتعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } في بيان حال الكفار في دخول النار..
بينما قال تعالى عن حال المؤمنين في دخول أبواب الجنة {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} باضافة حرف الواو .
فالأولى لم تقترن بالواو ومعلوم ان ابواب النار سبعة
أما في الثانية اقترنت بالواو لأن أبواب الجنة ثمانية .