رغم الحملات الواسعة التي تديرها العائلات الوراثية الحاكمة في الامارات بشأن علاقتها بشعبها ومشاركتها الشعب الاماراتي في شؤون الدولة إلا أن الواقع يكشف حال انفصال وعدم ثقة بين الشعب والسلطة الحاكمة التي لا تثق بقدرة الاماراتيين ولا سيما في المراكزق القيادية العسكرية وانظمة الحراسة الأمنية للعائلات الحاكمة والتي تعتمد بصورة كبيرة على المرتزقة الاجانب.
وكشف تقرير لموقع “ميدل إيست آي” تفاصيل عمل المرتزقة الاجانب في صفوف القوات المسلحة الإماراتية ولا سيما الوية النخبة العسكرية متناولا العديد من الخفايا والأسرار المتعلقة بالعمليات العسكرية التي تقودها الإمارات ضمن تحالف العدوان السعودي على في اليمن.
وبحسب التقرير الذي ترجمه موقع “الإمارات 71″ فإن الضابط الاسترالي المتقاعد مايك هند مارش والبالغ من العمر 59 عاماً هو قائد الحرس الرئاسي في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تتكون من أفراد وحدة مشاة البحرية وقوات الاستطلاع والطيران والقوات الخاصة والألوية الميكانيكية.
ويذكر التقرير أن هندر ماش أشرف شخصياً على تشكيل الحرس الرئاسي في أوائل العام 2010 بعد فترة وجيزة من حصوله على وظيفة في أبوظبي وتحديداً من مكتب الشيخ محمد بن زايد منحته راتباً يقدر ب 500 ألف دولار أمريكي سنويا معفاة من الضرائب.
الاتصال الاسترالي
يذكر التقرير أن عدد قوات الحرس الرئاسي الإماراتي وصلت إلى 5 آلاف جندي وهذا بالإضافة إلى أن الدولة اعلنت عن دفعها 150 مليون دولار أمريكي لقوات البحرية الأمريكية بهدف تدريب أفراد الحرس الرئاسي الإماراتي وهو ما أثنى عليه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وقال أنه يغرس روح المحارب في نفوس الجنود الإماراتيين.
ويشير إلى أن الضابط الاسترالي هندر ماش، كان متميزاً إبان عمله في صفوف الجيش الاسترالي قبل انتقاله إلى أبوظبي وتميز بقدرته العالية على تطوير قوات النخبة وتدريبها، حيث خدم في الجيش الاسترالي بين عامي 1976 و2009 وخلال هذه الفترة حصل على 11 وسام وشارك في العديد من المهام العسكرية في الشرق الأوسط وافريقيا.
كما عمل سابقاً في العراق وأشرف على الانتقال من قاعدة استراليا الإقليمية إلى الإمارات بعد الانسحاب من العراق وخلال هذه الفترة قام بالتعامل مع المسؤولين الإماراتيين على أعلى المستويات.
ومنذ ذلك الوقت تم وضع هذه القوات الاسترالية في قاعدة المنهد الجوية، وحديثاً أعلنت الحكومة الأسترالية أنها تنوي ارسال 600 جندي استرالي إلى الإمارات كجزء من مشاركتها في الحرب ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق.
وبعد انتقاله من الشرق الأوسط إلى استراليا أثناء الانسحاب من العراق، قام هندرماش بالإشراف على تدريب قوات الجيش الاسترالي في ثكنات فكتوريا بسيدني مقابل 230 ألف دولار أسترالي سنوياً.
وعلى الرغم من توليه منصب حديث نسبياً إلا أن الحكومة الاسترالية أعلنت موافقتها على استقالة هندرماش من منصبه ليتسنى له تولي منصب جديد في قيادة الحرس الرئاسي الإماراتي، فيما وصف الخبير العسكري مايكل نايتس أن هذه الخطوة تعتبر تحركا ذكيا من قبل الإمارات.
وأضاف نايتس في تعليقه:” لا يجب على دول الخليج أن تكتفي بشراء السلاح والمعدات، يجب عليها شراء المواهب.” على حد تعبيره.
ويكشف “ميدل إيست آي” أن دولة الامارات اتبعت سياسة جلب المواهب والخبرات الخارجية منذ فترة طويلة وفي أكثر من صعيد، فبحث صغير في المناصب القيادية في القوات المسلحة الإماراتية تجد أن العديد من الضباط الاستراليين يشغلون مناصب قيادية فيها وخاصة ضمن قوات النخبة.
ومن بين هؤلاء الضباط الذين يعملون في أبوظبي الآن بيتر بوسطن، وهو ضابط مخابرات سابق يعمل منذ العام 2014 مستشاراً لحرس الرئاسة الإماراتي.
هذا بالإضافة إلى سكوت كوريجان وهو قائد العمليات الخاصة السابق في الجيش الاسترالي، يعمل حالياً كمستشار لحرس الرئاسة منذ العام 2013. بالإضافة إلى كيفن دولان، وستيف نيكولز والذين يعملان مستشارين رفيعين لحكام أبوظبي وقوات حرس الرئاسة.
وعلى الرغم من وجود بعض المعلومات عن أعداد العسكرين الاستراليين العاملين ضمن صفوف القوات الإماراتية إلا أن العدد الرسمي يبقى طي الكتمان، فيما كشفت وسائل إعلام استرالية أن هناك العشرات من الاستراليين يعملون في القيادة والتدريب وغيرها ضمن القوات الإماراتية إبان تعيين هندرماش في منصبه وهو العدد الذي من المرجح أنه قد زاد منذ ذلك الوقت.
وفي حين يسيطر الاستراليين على مناصب الاستشارة والتوجيه في الحرس الرئاسي الإماراتي تظهر جنسيات أخرى تعمل ضمن القوات الإماراتية.
أحد أبرز هؤلاء هو ديسي داوسون، المدير السابق في وزارة الدفاع البريطانية وضابط البحرية السابق، يعمل الآن مستشاراً بارزاً لحراس الأمن الخاص في أبوظبي وأيضاً يقوم الضابط الأمريكي المتقاعد روبرت كروس بدور هام في تدريب فيالق الحرس الرئاسي كجزء من برنامج التدريب الخاص بالبحرية الأمريكية.
في إطار الرد على الانتقادات الموجهة لعمل المرتزقة لدى حكومة أبوظبي رد أحد الخبراء العسكريين أن عملية التوظيف الحالية هي نفس التقليد في السابق قبل بروز القومية بهذا الشكل، ما يقوم به الضباط يمثل اسهاماً في تثبيت الأمن وحفظ الأرواح على حد وصفه.
المرتزقة الكولومبيون
يضاف إلى سجل المرتزقة الذين تستأجرهم الامارات المرتزقة الكولومبيون ومن ضمنهم الكتائب التي ارسلتها الامارات إلى اليمن ضمن 800 جندي تم استبدالهم في اليمن من قبل القوات المسلحة الإماراتية.
وبحسب ” مديل ايست أي ” يرتبط تجنيد الكولمبيين عادة بالإمارات، إذ كشف تقرير لصحيفة نيويوك تايمز الأمريكية في عام 2011 أن القوات الكولومبية شهدت عروضاً للانضمام إلى قوات الإمارات السرية التي تم إنشاؤها إبان انتفاضات الربيع العربي.
ولكن توجد تقارير أخرى تشير إلى أن دول أخرى في المنطقة تستعين أيضا بشركات أمنية عالمية.
ويزعم تقرير “ميدل إيست آي” قائلا، من غير المعروف ما إذا كان المقاتلون الكولمبيون في اليمن يقاتلون ضمن قوات الحرس الرئاسي الإماراتي، لكنهم مرتبطون بما وصفته “بالقوة السرية” التي أنشئت عام 2011 زاعمة أنها ترتبط مباشرة بمحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.
تجنيد الحرس الرئاسي
يلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يقف فيه المرتزقة الكولمبيون والاستراليون بعيداً خلف الكواليس، فإن الحرس الرئاسي الإماراتي لا يزال بعيداً عن السرية والتكتم على الأقل في استراتيجيات التوظيف المتعبة به.
وتمت ترقية الحرس الرئاسي على اعتبار أنه رمز للقوة الوطنية ويضرب بجذوره وفخره لمدى قوة الإمارات منذ نشأتها عام 1971.