2024/11/02 1:26:58 صباحًا
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> ماذا وراء دعوة ولد الشيخ إلى اجتماع الاردن للجنة التهدئة.. قراءة في الدور المشبوه

ماذا وراء دعوة ولد الشيخ إلى اجتماع الاردن للجنة التهدئة.. قراءة في الدور المشبوه

اتجه ولد الشيخ مؤخرا نحو الترتيب لجولة مفاوضات تمهيدية جديدة في الأردن يعرف أن لا طائل تحتها لكنها ستكون مفيدة في توجيه رسالة جديدة لعواصم العالم باستعصاء الحل  السياسي للأزمة اليمنية، فما يحتاجه النظام السعودي اليوم هو أن يدير العالم ظهرة للأزمة اليمنية وسجل الجرائم الحافل لتحالف العدوان السعودي الاماراتي بحق المدنيين بما يفسح المجال لدول العدوان نقل اليمن إلى مربع الصوملة.

ما ان تصل مفاعيل الأزمة اليمنية إلى حلقات معقدة حتى يشن المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ غاراته السياسية  القاتلة على اليمنوهو اصطلاح يبدوا مناسبا لوصف جهود الحل السياسي التي يقودها ولد الشيخ الذي يوصف على نطاق واسع بأنه وسيط غير أمين وغير نزيه وغير حيادي.

دعوة ولد الشيخ أطراف الأزمة اليمنيين مؤخرا إلى جولة لقاءات في العاصمة الاردنية للجنة التهدئة تضاف إلى سجل غاراته السياسية، خصوصا وهو اكد أن الجولة الجديدة لن تكون مفاوضات بل “اجتماع تقني للجنة التهدئة والتنسيق” فيما بدا محاولة محمومة من ولد الشيخ لاضافة جولات جديدة لسجل الفشل السابق يسعى فقط لاشاعة انطباع لدى عواصم العالم التي تحاول المساهمة في وضع نهاية للحرب العدوانية التي يشنها النظام السعودي على اليمن والحرب الشعواء التي يدعمها داخليا، باستعصاء المشكلة اليمنية عن الحل السياسي السلمي.

ذلك هدف بعيد بلا شك لكن المستجدات التي طرأت على مشهد التفاعل الدولي مع الأزمة اليمنية تشير إلى أنه صار وشيكا في ظل الغياب الكبير للأطراف الدولية الفاعلة كالاتحاد الأوروبي وبعض العواصم الأوربية من مجموعة الدول الــ 18، والتي تورى بعضها عن المشهد بعد جولتي مفاوضات الكويت.

يأمل النظام السعودي المنهك عسكريا واقتصاديا أن يدير العالم ظهره لليمن ولا سيما بعد الاحباط الذي ساور عواصم العالم بعد  فشل جولات المفاوضات التي ادارتها ا لأمم المتحدة سابقا في جنيف في مؤتمري جنيف ـ 1 وجنيف 2 ثم في جولتي مفاوضات الكويت ومؤخرا المفاوضات التي قادها المبعوث الأممي برعاية أميركية في سلطنة عُمان.

المبعوث الأممي لعب دورا كبيرا في تنامي حال الاحباط لدى عواصم العالم عندما سوق في احاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن اكاذيب ادعى فيها تلقيه معلومات غير رسمية بأن اطراف الصراع رفضوا خارطة الطريق الأممية ليخلص إلى نتيجة اعتبر فيها ادعاءاته الكاذبة برفض الخطة الأممية من طرفي الصراع ” دليلا على عجز النخبة السياسية في اليمن عن تجاوز خلافاتها وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية”.

لم يكف ولد الشيخ عن نشر الضجيج في المحافل الدولية بتسويق الاكاذيب السعودية بأن ” الطريق إلى السلام في اليمن طويلة وصعبة … ومحادثات سويسرا الأخيرة لم تحرز تقدما”.

لا يكف ولد الشيخ عن تسويق انطباع لدى عواصم العالم بأن الصراع يمني ـ يمني ولا يكف عن ابعاد تحالف العدوان السعودي عن كل اسباب اجهاض جهود الحل السياسي وتعقيد الأزمة كما لا يكف عن تكرار مزاعم النظام السعودي في المحافل الدولية بما يسميه ” انقسامات عميقة “.

اسئلة مشروعة ؛؛؛

اليوم وبعد تصدي النظام السعودي وحكومة هادي الشديد الوضوح لاتفاق مسقط وبعد ما واجهته المبادرة الأممية للتسوية المعروفة بمبادرة ” كيري ـ ولد الشيخ” من رفض من جانب السعودية وحكومة الفار هادي، يتساءل اليمنيون عن جدوى دعوة المبعوث الأممي إلى جولة مفاوضاتفي الأردن في وقت لم يتم فيه حلحلة التعقيدات التي حاصرت اتفاق مسقط برعاية وزير الخارجية الاميركي المنتهية ولايته جون كيري وبعد اعلان النظام السعودي والفار هادي رفضهم لهذا الاتفاق الذي ينص اساسا على وقف شامل للنار والعودة إلى مفاوضات الحل السياسي.

يتساءل اليمنيون عن رفض المبعوث الأممي الافصاح بشجاعة عن الاطراف التي تعرقل مفاوضات الحل السياسي وخارطة الطريق الأممية التي قال لمجلس الأمن في وقت سابق أنها تتماشى مع قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني” واحتوت ” كل ما تم الاتفاق عليه في الكويت”.

يتساءل اليمنيون عن مواقف المبعوث الأممي التي يناهض فيها بقوة أي تحركات داخلية لتطبيع الأوضاع والحد من تفاقم الازمات وانهاء الفراغ السياسي والفراغ الحكومي الذي خلف آثارا كارثية على اليمن خلال سنتين من العدوان والحصار السعودي على اليمن واعتباره تشكيل مجلس سياسي وحكومة انقاذ وطني قرارات” احادية لا تتوافق مع المسار السياسي”.

يتساءل اليمنيون عن اختيار التوقيت الذي يسابق ولد الشيخ اليه لتقديم احاطته لمجلس الأمن أو الغائها، رغم أن قرار مجلس الامن ينص على احاطة شهرية .. يتساءلون لماذا عادة ما يختار توقيت ازمات كبيرة ليوجه اتهامات اضافية إلى الداخل اليمني أو ليتصدر الحملات الدعائية السعودية كما حصل في احاطته الاخيرة التي ركزها لتسويق حملة الحشد الديني السعودية عن استهداف الصواريخ اليمنية  مكة المكرمة واستهداف السفن في مضيق باب المندب وتهديد طرق الملاحة الدولية.

كان ينتظر أن يقدم المبعوث الأممي إلى مجلس الأمن احاطة جديدة يوضح فيها اسباب التعثر الذي واجه الخطة الأممية للحل السياسي غير أن ضلوع النظام السعودي وحكومة الرياض العملية في اجهاض جهود الحل السياسي هذه المرة كان سببا كافيا في عدم تقديم ولد الشيخ لهذه الاحاطة فيما اتجه نحو الترتيب لجولة مفاوضات جديدة في الأردن يريد من خلالها أن يوجه رسالة للعالم باستعصاء الحل  السياسي للأزمة اليمنية أملا في أن يدير العالم ظهرة عن الأزمة اليمنية والجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي الاماراتي بحق المدنيين كما حال الأزمة الصومالية المتفاقمة منذ ثلاثة عقود.

وفق معطيات كثيرة فإن النظام السعودي الذي يقود تحالف حرب وحشية على اليمن منذ نحو 20 شهرا صار في وضع حرج للغاية هو احوج فيه إلى اعادة مستوى التأييد الدولي إلى سابق عهده والتخفيف من حدة الضغوط الدولية عليه ولا سيما في ملف جرائم الابادة الجماعية واستخدام الأسلحة والقنابل العنقودية المحرمة التي تصدرت في الآونة الأخيرة اهتمامات عواصم العالم وقفزت إلى سطح الاهتمام العالمي في المحافل الدولية.

حيال الفشل العسكري الذي مني به تحالف العدوان السعودي في حربه على اليمن وتصاعد فاتورة التكاليف التي تتكبدها الخزينة السعودية التي تعاني العجز، يبقى المسرح السياسي الداخلي ملاذا لتحالف العدوان السعودي الذي يحاول عبر الفار عبد ربه هادي وفريق حكومة الرياض وولد الشيخ، خلط الأوراق واشعال ازمات كبيرة كالترتيب لانفصال الجنوب عن الشمال ونقل التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظامين التركي والسعودي من الساحة السورية إلى الساحة اليمنية.

في المقابل لا يزال ولد الشيخ يعلن في كل مرة استعداده تقديم المزيد من الخدمات للنظام السعودي وليس آخرها دعوته إلى جولة مشاورات جديدة في الأردن تجاوز فيها الحرج بنقلها من مربع المفاوضات إلى مربع الاجتماع  التقني، سعيا إلى فرض واقع عسكري جديد لقوات تحالف العدوان السعودي الاماراتي التي تحتل حاليا عددا من الجزر اليمنية وتسعى لفرض سيطرة كاملة على ما تبقى منها في البحر الأحمر ناهيك بنشر قواتها في بعض المحافظات الجنوبية.

ورغم أن المساعي الجديدة لولد الشيخ بدت مفضوحة في جانبها العسكري إلا أن هدفها السياسي لم يكن خافيا هذه المرة بالسعي إلى اقناع عواصم العالم باستعصاء الحل السياسي في الأزمة اليمنية ليقدم النظام السعودي لدول العالم عبر ولد الشيخ دليلا على أن الأزمة اليمنية عصية عن الحل السياسي بما ينطوي عليه ذلك من دعوة بالكف عن البحث بهذا الملف وترك اليمن واليمنيين فريسة عدوان سعودي همجي يستخدم كل ما لديه من وحشية لفرض اجنداته.

رئيس التحرير 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...