قال محللون سياسيون إن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن جريمة الاغتيال التي استهدفت سفيره في انقرة اندريه كارلوف برصاص ضابط شرطة تركي، والتي اعتبرها جريمة عمل استفزازي يهدف إلى نسف العلاقات مع تركيا، رسالة بالغة القوة إلى اطراف دولية متهمة بتدبير جريمة الاغتيال، مشيرين إلى أن الاتهامات تتجه حاليا نحو قطر والسعودية في تنفيذ الجريمة ولا سيما بعد الاشارات الروسية التي اتهمت اطرافا دولية بتنفيذها لنسف التقارب الكبير بين موسكو وانقره في ملف مكافحة الإرهاب.
وقال سياسيون عرب إن من غير المرجح أن يكون نظام اردوغان وراء تدبير الاغتيال وأن قتل الشرطة التركية للقاتل لا يمكن أن يكون دليلا على التواطؤ في هذه الجريمة، مشيرين إلى أن الضربات القاضية التي منيت بها عواصم عربية بعد هزيمة مشروعها الداعشي في سوريا هي صاحبة المصلحة من هذه الجريمة، وقد تكون تورطت في الجريمة اعتقادا منها بأنها بعيدة عن دائرة الاتهام وأن تقاربها مع واشنطن ولندن سوف يوفر لها الحماية للافلات رد الفعل الروسي المباشر.
واشار هؤلاء إلى أن السياسة التي اتبعها اردوغان مؤخرا حيال التعاون مع ورسيا في الحرب على الإرهاب اغضبت بعض الدول التي كانت تعد حليفة وداعمه بصورة اساسية لنظام أردوغان وأن الدولتين التين يعتقد أنهما ضالعتان في تدبير جريمة الاغتيال قطر والسعودية وربما اطراف دولية اخرى سعت بهذه العملية إلى الانتقام من روسيا لدورها المحوري في تطهير الاراضي السورية من التنظيمات الإرهابية من جهة ومن جهة ثانية توجيه رسالة تأديب للرئيس التركي رجب طيب اردوغان لاتهامه بخذلان حلفائه في معركة حلب.
وقال محللون اتراك ان كون القاتل واحد من المتسبين للشرطه فذلك يعني ان تركيا تعاني من ازمة عميقة في نفوذ حلفائها العرب المتهمين بتصدير الارهاب نحو سوريا من طريق تركيا، وقدم دليلا عمليا على وصول نفوذ حلفاء تركيا الى اجهزة الشرطه والامن التركيين.
وكانت وسائل اعلام روسية تجدث عن تورط انظمة عربية كالسعودية وقطر في جريمة اغتيال السفير الروسي في انقرة، غير أن الكرملين لم يوجه اصابع اتهام لأي طرف وفضل الصمت حتى توفر معلومات كافيه لمعرفة المتورطين ، واكد وزير الخارجية الروسي بان المتورطين لن يفروا من العقاب اينما كانوا في العالم في اشارة غير مباشرة لتورط انظمة حكم.
واعتبر اعلان روسيا عزمها بحث جريمة الاغتيال في مجلس الامن الدولي اشارة لتورط انظمة في جريمة اغتيال السفير ومؤشر على عزم روسيا الحصول على اجماع دولي للقضاء على الارهاب وهو ما قد يؤدي الى تدخل اكبر لروسيا في المنطقة .
وكانت السلطات الروسية طالبت من تركيا اجراء تحقيقات مشتركة في جريمة الاغتيال التي استهدفت سفيرها في انقرة فيما اعتبرت الخارجية التركية جريمة الاغتيال بأنها تكشف الوجه القبيح للإرهاب.
وتعهد الرئيس بوتين بالرد بقوة على لارهابيين واكد ” يجب الرد على قتل السفير الروسي بتعزيز مكافحة الإرهاب” مطالبا بضمانات أمنية حول سلامة البعثات الدبلوماسية الروسية في تركيا.
وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، اليوم الإثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلف بالحصول على ضمانات أمنية من أنقرة حول سلامة البعثة الدبلوماسية الروسية في تركيا.
وقال بيسكوف للصحفين: “سيتم تعزيز حراسة البعثات الدبلوماسية التركية في روسيا…كما كلف الرئيس الروسي بالحصول على ضمانات من الجانب التركي حول توفير أمن الممثليات الدبلوماسية الروسية في تركيا”.
وجاء ذلك فيما أكد وزير الداخلية التركي إن قاتل السفير الروسي كان شرطيا، فيما قالت مصادر تركية أن القاتل الذي قتل بعد جريمة الاغتيال برصاص قوات ا لشرطة التركية، دخل إلى قاعة الفعالية حاملا هوية شرطة وكان يحمل مسدسه الخاص وفتح النار على السفير مرددا صرخات عن حلب والدور الروسي في سوريا.