جرت العادة علينا كمسلمين ان افعالنا تأتي كردود لأفعال أخرى ليست تمتلك صفة المبادرة والرؤية البعيدة بل تتسم بالآنية التي تسيرها العواطف أياً كانت توجهاتها ولعل اكبر ما يدلل على كلامي هذا ردودنا على ظاهرة الافلام المسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فبعد كل فلم يظهر نجد المظاهرات هنا أو هناك في بقاع مختلفة من العالم الإسلامي.
دعونا نتوقف قليلاً عند هذه في هذا اليوم الذي نحتفل به كيمنيين بميلاد نبينا ورسولنا أحمد صلاتنا سلامنا عليه ونخاطب من ينكرون علينا احتفالنا خطاب العقل للعقل بعيداً عن التخندق خلف التوجهات المذهبية وخطابنا هذا نوجهه..
أولاً: من منظور البدعة في الدين نجد أنهم يقسمون البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة، ألا يعتبر التجمهر والحشد احتفالاً منا بمولد نبينا صفعةً على كل وجه تخرص في حق نبينا مسيئاً اليه و إلى مكانته العليا في قلوبنا كمسلمين واساءته هذه لم تكن لتكن لولم يجد العالم منا ونحن اتباعه عدم اعطاءه حقه في المكانه والدفاع عنه. فمنذ متى كان الدفاع عن نبينا صلاتنا سلامنا عليه بدعه وكيف يعتبرون الدفاع عنه بدعه؟!
ولمن يفتي ببدعة الاحتفال في مولد نبينا أقول له
هل قتل العبد الصالح للغلام – في قصة نبي الله موسى والعبد الصالح- بدعه؟
وهل خرق السفينة بدعة؟
هنا اقول لكل هؤلاء كيف نعتبر دفاعنا عن نبينا في يوم مولده بدعه بل أنتم من ابتدع الصمت ولم تدافعوا عن نبيكم وجعلتم دفاعكم عنه ردود افعال هزيلة تفتقر المبادرة بمظاهرات تعكس همجية التفكير في عقول المسلمين وترسخها في عقول الكثير من غير المسلمين، فالاحتفال بمولد نبينا يعتبر رد على المسيئين له فليس من العقل أن ننتظر التجمهر لأجل النبي بعد كل اساءة له ونخن اليمانيون سنحتفل وليغضب من يغضب فهذا نبينا الخاتم الذي لا نبي بعده.
ثانياً: التجمهر وتعزيز خلق الروح الوطنية في ظل العدوان الهمجي الذي نتعرض له كشعب والتي يحاول البعض ايجاد مبررات تشق الصف مستغلاً المعاناة التي يعاني منها الشعب تحت الحصار والعدوان، ولعل التجمهر بأعداد كبيرة من كل فئات المجتمع اليمني ومن كل محافظاته يعكس لكل المراهنين على الخارج بأن الشعب اليمني ثابت ثبوت جباله راسخ في مبادئة ومعتقداته رسوخ تلك الجبال تتكسر على صخورها كل الاطماع والرهانات التي تنتظر خضوعه لها، فها هم اليمانيون اليوم لم ينسهم عدوان التحالفية وجرائمها ذكرى مولد نبيهم وكما كانوا انصاره في بداية الإسلام هم باقون انصاره في عصر تنكر فيه كل شيء للاسلام بما فيهم المسلمين، فإنما نصر نبينا هو نصر الله فنحن أنصار الله كما قال ربنا ))كونوا أنصار الله(( فما الذي تنفقونه يا تحالفية آل سعود لتستكثروا علينا -كشعب مستضعف معتدى عليه من قبلكم- أن نحتفل بميلاد رسولنا نبينا أحمد صلاتنا سلامنا عليه أم انكم استأثرتم بقبره في يثرب فمنعتم زيارة المسلمين لبيهم صلينا سلمنا عليه ووقفتم حائلاً بينهم وبينه والله بيننا وبينكم هو نعم المولى ونعم النصير.
نعم نحن نعانى من حصاركم الذي بلغ من الجرم مبلغه ونعيش بلا مرتبات جراء امتداد حصاركم علينا اقتصادياً لكننا لن نرتهن لاطماعكم ولن نتنازل عن حقنا في تقرير مصيرنا ايماناً منا بعدالة قضيتنا وحقنا في انتزاع حقوقنا منكم كشعب ينشد السلام والأمان بعيد عن وصايتكم والارتهان لاطماعكم واطماع من يقف خلفكم من القوى الدولية.
م.عبدالله الياجوري
مهندس وباحث في العلاقات الدولية و الدبلوماسية