جدد السيد عبد الملك الحوثي التأكيد على أن “خيار الشعب اليمني أمام هذا العدوان الذي ينشر الفرقة ويحاصر الشعب ويستهدفه في مصالحه هو الصمود والثبات والمواجهة فلا وهن ولاذل ولا استسلام .. مؤكدا” طالما واستمر هذا العدوان فلن نألوا جهدا في التصدي له بكل عزم وجد وبتوكلنا على الله”.
وشدد السيد الحوثي في خطبة وجهها إلى مئات الآلاف من المشاركين في مهرجان مولد الرسول الأعظم الذين احتشدوا اليوم في ميدان الـ 70 بصنعاء أن الجميع ” معنيون بحكم المسؤولية بالحفاظ على وحدة الصف الداخلي وحشد كل الامكانات ولا يخرج عن هذه الاولوية الا مارق متبلد الاحساس عديم الوعي مفرغ من الشعور الانساني”.
ولفت إلى أن الشعب اليمن ” كان بالأيمان ثابتا و متماسكا بوجه العدوان و بوعيه لم يتأثر بأفكار التضليل، وقدم افضل صورة في الصمود والصبر، مشيرا إلى أن القوة هي قوة المبادئ والقيم والاخلاق والاعتماد على الله والتوكل عليه ولذلك فان شعبنا اليوم وبميثاق الاسلام وبتعاليم رسول الله صلى الله عليه وآله يؤكد بالقول وبالفعل الاستمرار على النهج” لافتا إلى أن “شعبنا من واقع الانتماء الاسلامي متمسك بقضايا الامة لن يبعده في الانشغال عنها استمرار العدوان وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وما يمثله العدو الاسرائيلي من خطر على الامة”.
واكد السيد الحوثي الوقوف إلى ” جانب المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية” داعيا الأمة إلى ” التحلي بالحذر من المشروع الداعشي الذي يستهدف الامة من داخلها” معبرا عن مباركته “لاشقائنا في العراق وسوريا حيال ما حققوه من انتصارات كبيرة”.
وفي الشأن الداخلي السياسي ودعا السيد الحوثي ” كل ا لدول الحرة الى وقفه انسانية مع الشعب اليمني التفاعل مع حكومته التي منحها مجلس النواب الثقة، وهي الحكومة الدستورية التي تمثل ارادة شعبية حرة”
كما دعا ” الحكومة الى ان بذل كل جهودها لخدمة الشعب اليمني والعناية بالجيش واللجان الشعبية وتعزيز الصمود” داعيا الشعب اليمني إلى التعاون مع الحكومة.
واكد على أهمية ان تسعى الاجهزة الرقابية للحد من اي فساد” نؤكد اننا لن نكون مظلة لاي فاسد ولن نكون مظلة لاي مجرم يرتكب الجرائم بحق شعبه سواء كان منتسبا للجان الشعبية او الأجهزة الأمنية أو اي مكون”.
وحذر الحوثي من “الشائعات المغرضة والهادفة الى الهاء الشعب ، وعلى الاعلاميين ان يكونوا على قد المسؤولية وعيا و ممارسة وان يجعلوا اولويتهم التصدي للعدوان”، كما حض اليمنيين وفي المقدمة ميسوري الحال الاهتمام بالتكافل الاجتماعي ووجه النصيحة “للسعودي جار السوء استمرارك في العدوان لن يزيدك الا خسرانا ولن يزيدك ذلك الا خسرانا في الدنيا والاخرة”.
وكان السيد الحوثي بارك في مطلع خطبته للشعب اليمني والامة الاسلامية الذكرى المقدسة المجيدة لمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، خاتم المرسلين وصفوة الله من العالمين.
وقال في خطبة متلفزة نقلتها ببث مباشر قناة ” المسيرة ” الفضائية، إن قوى الظلام لم تفلح في تغيير السجية التي عرف بها الشعب اليمني المسلم المتمسك بايمانه واخلاقه الكريمة وروحة الطيبة المحبة للنبي محمد صلى الله عليه وتوقيره.
واكد أن العدوان السعودي على اليمن لم يتمكن من اثناء الشعب اليمني عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يعد مناسبة معطاءة تحتاج اليها الامة اليوم في اصلاح واقعها بعد ان تفاقمت قوى الاستكبار الظلامية التي تسعى في الارض فسادا.
واضاف ” لقد كان مولد رسول الله في عام الفيل و كان لحادثة الفيل علاقة بارهاصات القدوم المبارك… قبل ميلاد الرسول كان العالم يعيش جاهلية جهلاء تعاظم فيها الضلال و استحكمت فيها هيمنة القوى المستكبرة وتضاءلت فيها قوى النو، وفقدت البشرية الوعي بهدف وجودها المقدس و مسؤليتها في الحياة واصبح الانسان تائها لا يعي دوره ولا يحمل من اهتمام الا ان يأكل ليعيش ويعيش ليأكل . تمكن المجرمون قبل مولد الرسول من جعل الخرافة عقيدة وحرموا حلال الله وحللوا حرامه واشركوا به و افرغوا الانسان من عاطفته الانسانية و زينوا لهم قتل اولادهم، وتحولت كل تلك الخرافات والمفاسد الى معتقدات يقدسونها ويدينون بها و يتشبثون بها وتطبعت عليها اجيال، مع كل ما ترتب على تلك الخرافات من نتائج سيئة في واقع الحياة من قهر وظلم و فرقة وتناحر ونزاع وبؤس وضعف ، الا انها مهمة التغيير ليست سهلة”.
وقال السيد الحوثي إن ” معالم رسالة الله تعالى في الانبياء والرسل السابقين انمحت في منتسبيها ..اضاعت اليهود ميراث موسى واضاعت المسيحية ميراث عيسى، وفي ذروة استحكام قبضة الطاغوت تحرك اصحاب الفيل بهدف القضاء على ما يعتبرونه تهديدا مستقبليا ، فقد عرفوا ان مبعث النور قادم بقدوم خاتم الانبياء في ذلك العام فتحركوا بجيشهم يريدون السيطرة المباشرة ووأد المشروع الالهي في مهده كانوا يسعون الى هدم الكعبة بيت الله المقدس والرمز المتبقي لاجتماع كلمة العرب على تقديسه ، وكان في مقدمة جيشهم فيلا ليرعبوا العرب ليخوفوهم به كونه غير مألوف فيهم”.
ومع قداسة البيت التي توارثوها من ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل عليهما الصلاة والسلام ، الا انهم للشتات والاختلاف والمفاهيم الضلالية والخلل الذي كانوا يعانونه ، وفقدانهم الامل في الله لم يتحركوا في مواجهة اصحاب الفيل وهربوا من المواجهة وقالو في الاخير للبيت رب يحميه ، فحماه الله وانفذ وعده بقدوم خاتم المرسلين”.
وتابع ” رحمة الله اتت بالفرج ، بعد ان استحكمت افكار الضلال كل البشرية، غيرت الرسالة الالهية في حركة الرسول بعد مبعثه الشريف ، الواقع بكله على الجزيرة العربية بكلها لتمتد وبمستويات متفاوتة الى ارجاء الدنيا بكلها، الامة التي اخافها فيل واحد ، تغير واقعها بعد اسلامها بعد ان زكت بالقران وبتربية الرسول صلى الله عليه واله وواجهة جيوش الامبراطوريات العظمى.
لقد استطاع الرسول صلى الله عليه وآله بحركته بالقرآن و بما منحه الله من مؤهلات عالية وكمال عظيم ان يصنع تغييرا مفصليا في التاريخ وان يؤسس لعهد جديد … ومن من معجزة الرسالة الالهية ان انصارها والمنتصرين بها هم المستضعفون وليس المستكبرين”.
واشار إلى أن ” الرسالة الالهية هي المشروع الوحيد القادر على احداث التغيير الحقيقي في الواقع البشري وتقديم الحلول الواقعية للبشر لأنها مشروع شامل يتجه للإنسان نفسه فاذا صلح الانسان صلحت الحياة بكلها .. الرسالة الالهية هي مشروع الله لكل عباده وليس لعرق على عرق ولا لون على لون ولقومية على قومية بل هو الكلمة السواء وهو المشروع العالمي الحقيقي الصالح القائم على العدل”.
واضاف ” زاد من سوء الامر في العالم الاسلامي خصوصا في المنطقة العربية التبعية العمياء في بعض الدول التي تقدم نفسها باسم الاسلام كما هو الحال في النظام السعودي المنافق
الذي يمثل حال الانحراف والتحريف الذي يشبه حالة الانحراف والتحريف عن كتاب موسى وعيسى” مشددا على ضرورة ” ان تتحصن منها الامة بالوعي وبتحمل ىالمسؤولية، ومآل الخونة والمنحرفون الخسران”.