بارك السيد عبد الملك الحوثي للشعب اليمني والامة الاسلامية الذكرى المقدسة المجيدة لمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، خاتم المرسلين وصفوة الله من العالمين.
وقال السيد الحوثي في خطبة متلفزة إلى القاها على المشاركين في المهرجان الجماهيري الكبير في ميدان السبعين بصنعاء نقلت مباشرة عبر شاشات كبيرة، إن قوى الظلام لم تفلح في تغيير السجية التي عرف بها الشعب اليمني المسلم المتمسك بايمانه واخلاقه الكريمة وروحة الطيبة المحبة للنبي محمد صلى الله عليه وتوقيره.
واكد أن العدوان السعودي على اليمن لم يتمكن من اثناء الشعب اليمني عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يعد مناسبة معطاءة تحتاج اليها الامة اليوم في اصلاح واقعها بعد ان تفاقمت قوى الاستكبار الظلامية التي تسعى في الارض فسادا.
وقال السيد الحوثي ” لقد كان مولد رسول الله في عام الفيل و كان لحادثة الفيل علاقة بارهاصات القدوم المبارك… قبل ميلاد الرسول كان العالم يعيش جاهلية جهلاء تعاظم فيها الضلال و استحكمت فيها هيمنة القوى المستكبرة وتضاءلت فيها قوى النو، وفقدت البشرية الوعي بهدف وجودها المقدس و مسؤليتها في الحياة واصبح الانسان تائها لا يعي دوره ولا يحمل من اهتمام الا ان يأكل ليعيش ويعيش ليأكل”.
واضاف” تمكن المجرمون قبل مولد الرسول من جعل الخرافة عقيدة وحرموا حلال الله وحللوا حرامه واشركوا به و افرغوا الانسان من عاطفته الانسانية و زينوا لهم قتل اولادهم، وتحولت كل تلك الخرافات والمفاسد الى معتقدات يقدسونها ويدينون بها و يتشبثون بها وتطبعت عليها اجيال، مع كل ما ترتب على تلك الخرافات من نتائج سيئة في واقع الحياة من قهر وظلم و فرقة وتناحر ونزاع وبؤس وضعف ، الا انها مهمة التغيير ليست سهلة”.
وقال السيد الحوثي إن ” معالم رسالة الله تعالى في الانبياء والرسل السابقين انمحت في منتسبيها ..اضاعت اليهود ميراث موسى واضاعت المسيحية ميراث عيسى، وفي ذروة استحكام قبضة الطاغوت تحرك اصحاب الفيل بهدف القضاء على ما يعتبرونه تهديدا مستقبليا ، فقد عرفوا ان مبعث النور قادم بقدوم خاتم الانبياء في ذلك العام فتحركوا بجيشهم يريدون السيطرة المباشرة ووأد المشروع الالهي في مهده كانوا يسعون الى هدم الكعبة بيت الله المقدس والرمز المتبقي لاجتماع كلمة العرب على تقديسه ، وكان في مقدمة جيشهم فيلا ليرعبوا العرب ليخوفوهم به كونه غير مألوف فيهم”.
ومع قداسة البيت التي توارثوها من ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل عليهما الصلاة والسلام ، الا انهم للشتات والاختلاف والمفاهيم الضلالية والخلل الذي كانوا يعانونه ، وفقدانهم الامل في الله لم يتحركوا في مواجهة اصحاب الفيل وهربوا من المواجهة وقالو في الاخير للبيت رب يحميه ، فحماه الله وانفذ وعده بقدوم خاتم المرسلين”.
وتابع ” رحمة الله اتت بالفرج ، بعد ان استحكمت افكار الضلال كل البشرية، غيرت الرسالة الالهية في حركة الرسول بعد مبعثه الشريف ، الواقع بكله على الجزيرة العربية بكلها لتمتد وبمستويات متفاوتة الى ارجاء الدنيا بكلها، الامة التي اخافها فيل واحد ، تغير واقعها بعد اسلامها بعد ان زكت بالقران وبتربية الرسول صلى الله عليه واله وواجهة جيوش الامبراطوريات العظمى.
لقد استطاع الرسول صلى الله عليه وآله بحركته بالقرآن و بما منحه الله من مؤهلات عالية وكمال عظيم ان يصنع تغييرا مفصليا في التاريخ وان يؤسس لعهد جديد … ومن من معجزة الرسالة الالهية ان انصارها والمنتصرين بها هم المستضعفون وليس المستكبرين”.
واشار إلى أن ” الرسالة الالهية هي المشروع الوحيد القادر على احداث التغيير الحقيقي في الواقع البشري وتقديم الحلول الواقعية للبشر لأنها مشروع شامل يتجه للإنسان نفسه فاذا صلح الانسان صلحت الحياة بكلها .. الرسالة الالهية هي مشروع الله لكل عباده وليس لعرق على عرق ولا لون على لون ولقومية على قومية بل هو الكلمة السواء وهو المشروع العالمي الحقيقي الصالح القائم على العدل”.
واضاف ” زاد من سوء الامر في العالم الاسلامي خصوصا في المنطقة العربية التبعية العمياء في بعض الدول التي تقدم نفسها باسم الاسلام كما هو الحال في النظام السعودي المنافق
الذي يمثل حال الانحراف والتحريف الذي يشبه حالة الانحراف والتحريف عن كتاب موسى وعيسى” مشددا على ضرورة ” ان تتحصن منها الامة بالوعي وبتحمل ىالمسؤولية، ومآل الخونة والمنحرفون الخسران”.