اثارت تنبؤات وكالة “بلومبورغ” الأميركية للعام 2017 نشرتها ضمن تقريرها السنوي “دليل المتشائم” فزع المراقبين السعوديين بعد حديثها عن سيناريوات اقتصادية كارثية للسعودية جراء استمرار حربها العدوانية على اليمن والتي قالت أنها ستكبدها فاتورة باهظة التكاليف ستقود السعودية إلى مربع ازمات اقتصادية خانقة، فيما توقع التقرير حدوث سيناريوهات جيوسياسية عالمية صادمة يتصدرها خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وانفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة.
تقرير وكالة ” بلومبورغ ” التي كانت تنبأت في العام 2016 بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تحدث في تنبؤاته للعام القادم على مستوى العالم العربي تحول اليمن إلى “فيتنام جديدة” بالنسبة للسعودية، وإنفاق المملكة مبالغ باهظة للحرب في اليمن سيسبب أزمة اقتصادية وفرار المسثمرين من المملكة.
و اشارت الوكالة إلى تزايد كبيرا في مظاهر السخط الشعبي لدى المواطنيين السعوديين سيحصل العام القادم جراء تدهور مستويات المعيشة في السعودية وسيضطر النظام السعودي إلى خصخصة مؤسسات قطاع النفط، ومنها شركة “أرامكو” ورفع الضرائب وتخفيض قيمة العملة الوطنية لمواجهة تداعيات ازمته الاقتصادية جراء حربه على اليمن.
وتوقع التقرير حصول توازن هش للقوى في منطقة الشرق الأوسط سيميل لمصلحة إيران، وتأزم العلاقات بين السعودية وإيران لدرجة نشوب حرب مباشرة بينهما ما سيضرب صادرات النفط والغاز عبر مضيق هرمز.
كما توقع حالة حرب اقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، وحالة كساد عميقة في الاقتصاد الصيني وابتعاد كوبا عن التعاون مع الولايات المتحدة إلى شريكيها القديمين، روسيا والصين، وإعادة القاعدة العسكرية الروسية إلى “جزيرة الحرية”.
الولايات المتحدة: ترامبلاند
معدوا تقرير وكالة “بلومبورغ ” توقعوا في السيناريو الأول المعنون بـ”ترامبلاند”، بتجدد الاحتجاجات على نطاق واسع في الولايات المتحدة ضد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، لتصل الأمور إلى انفصال ولاية كاليفورنيا، التي ستصبح مركزا لحركة الاحتجاجات عن البلاد، والذي سيطلق عليه تسمية “Calexit” على غرار “Brexit”، أي خروج كاليفورنيا من الولايات المتحدة على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما توقعوا أن ينظم إلى موجة الاحتجاجات طلابا ونشطاء حركة “حياة السود مهمة” و”احتلوا وول ستريت” والفوضويين.
وتوقع التقرير لجوء المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى اتفاق مع روسيا بشأن تقسيم مناطق النفوذ بينهما في الشرق الأوسط وشرق أوروبا في محاولة يائسة لاستقرار الوضع في أوروبا. فيما سيتخلى الغرب عن مصالحه في سوريا وأوكرانيا، حيث سيوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التوقف عن “التدخل في شؤون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي” مقابل “اعتراف دونالد ترامب وأنغيلا ميركل بيد روسيا الطولى في أوكرانيا وبيلاروسيا وسوريا”.
وتوقع تقرير “بلومبورغ ” استعادة روسيا الاتحادية لمكانتها على الصعيد العالمي تماما بعد مرور 26 عاما من تفكك الاتحاد السوفيتي، حيث سيتم رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وتعافي الاقتصاد الروسي وصعود مؤشرات العملة الوطنية، الروبل، مشيرا إلى ان الرئيس بوتين سيكون سعيدا بتطور الأمور، سيبدأ بالتحدث عن استقالته من السلطة بعد الولاية الرئاسية القادمة والتي ستكون الأخيرة.
bloomberg.com