2024/12/27 12:00:31 مساءً
الرئيسية >> ميكروسكوب >> ماذا وراء اعلان النظام السعودي شروط هادي لتسليم السلطة .. قراءة تحليلية

ماذا وراء اعلان النظام السعودي شروط هادي لتسليم السلطة .. قراءة تحليلية

لم يكن مفاجئا تصريحات الفار عبد ربه هادي التي نشرتها اليوم وكالة الصحافة الفرنسية في صيغة رد على خارطة الطريق الأممية وانطوت على شروط للاستجابة لجهود الحل السياسي بإعلانه الصريح عدم تسليم السلطة إلا بالعودة بالعملية السياسية من حيث بدأت عام 2014 وتمسكه بمنصبه رئيسيا لحين الاستفتاء على الدستور وادارة انتخابات رئاسية يسلم من خلالها السلطة إلى رئيس منتخب.

فهذه الشروط اختصرت في  الواقع الاسباب الحقيقية لأزمة الحرب العدوانية على اليمن، وقدمت اعلانا سعوديا بنقل الحرب العدوانية التي يشنها التحالف منذ نحو 20 شهرا إلى مربع جديد يسعى من خلاله النظام السعودي إلى فرض خارطة سياسية وامنية جديدة  تضمن له الخروج من مستنقع حربه على اليمن بمستوى انتصار آمن في حدوده الادنى يجنبه هزات سياسية داخلية وشيكة.

كل الشواهد والتحركات التي باشرها هادي خلال الأيام الماضية كانت تؤشر إلى مخطط كبير بدا أن السعودية تديره بشكل منفرد يتعارض والتوجهات الدولية المؤيد لخارطة طريق “كيري ـ ولد الشيخ” وهو مخطط لم يكن بعيدا عن الجولة التي بدأها الملك السعودي سلمان في دول الخليج مستبقا القمة الخليجية المقررة في المنامة وقبلها المهمات العسكرية التي ارغمت هادي العودة إلى عدن لإنجازها على الارض.

يتصدر ذلك شروع الفار هادي وحكومة عملاء الرياض بتفكيك الوحدات العسكرية للجيش اليمني في المناطق الحدودية الشمالية الشىرقية وسحب اسلحتها الثقيلة والمتوسطة واصداره عشرات القرارات بإقالة قادة عسكريين ومسؤولين مدنيين وتعيين مقربين وآخرين في مناصب عسكرية ومدنية، بل وتوقيف قاده عسكريبن في الرياض ناهيك بطلبه ترسانة سلاح كبيرة وصلت إلى عدن الاسبوع الماضي وتم نشرها في محافظة لحج وحضرموت وبعض المناطق الحدودية القريبة من باب المندب بين محافظتي لحج وتعز.

تحركات هادي على مستوى الداخل تزامنت مع تحركات سعودية خارجية بزرت إلى الواجهة في القرار الذي اطاحه الفيتو الروسي والذي تضمن كما اعلن ادانة حيال خطوة تشكيل حكومة الانقاذ الوطني وطوفان البيانات الصادرة عن عواصم عدة تدين هذه الخطوة.

كل ذلك اشر الى مشروع سعودي أرغم عليه الفار هادي وحكومته ويستهدف انتاج حالة سياسية وامنية جديدة بالغة التعقيد تنقل الأزمة اليمنية إلى حالة عصية عن الحل السياسي تحوله إلى بلد تعصف به الانقسامات وتمزقها الحروب الداخلية في ظل حكومتين أو دولتين وهي حاله رأى النظام السعودي أنها ستكون بديلا مثاليا للأهداف السياسية والعسكرية التي فشل في تحقيقها خلال أكثر من 20 شهرا على العدوان العسكري على اليمن.

اقفال ملف الحرب العبثية والباهظة التكاليف التي تقودها بصورة اساسية مع الإمارات صار خيارا مطروحا بقوة أمام النظامين السعودي والاماراتي خصوصا وأن الحرب على اليمن على وشك الدخول في عامها الثالث دون تحقيق اهدافها، غير أن ما عرقل الاعلان عن ذلك هو محاولات بن سلمان الخروج من المأزق بانتصار أيا كان الثمن.

وقد بدا النظام السعودي في الآونة الأخيرة منهكا وفي اسوأ حالاته إن على مستوى الجبهات العسكرية أم السياسية ولا سيما بعد نتائج الانتخابات الاميركية، وهو ما يفسر محاولاته الخروج  من مأزق الحرب اليمنية بشكل مشرف، عن طريق استمراه في اشعال الجبهات الداخلية والحدودية في حين ان تصعيده الهستيري للغارات مؤخرا لم يكن سوى محاولة يائسة لإشاعة انطباع داخلي في بلاده بأنه لا يزال قادرا على المضي بالحرب العدوانية على اليمن لسنوات.

وبعيدا عما يحاول النظام السعودي تسويقه داخليا فإن تداعيات الأيام الماضية كشفت عن تصدعات خطيرة تهدد الكيان السعودي من الداخل تصدرها حال عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والذي برز إلى الواجهة في القرارات التي اطاحت ثلاثة من وزراء النظام السعودي (النفط والمالية والعمل) وتلاها اعتراف النظام السعودي بعجزة عن الاستمرار في الحرب الاقتصادية التي بدأها قبل ثلاث  سنوات مع إيران وتكللت قبل أيام باعلانه  الرضوخ لقرارات منظمة اوبك خفض انتاج النفط بعدما كان استمر لثلاث سنوات بإغراق السوق الدولية بالنفط الخام ما ابقى اسعاره منخفضة لثلاث سنوات كانت فيها الخزينة السعودية الخاسر الاكبر.

انسداد الأفق السعودي ؛؛؛

التداعيات السياسية الخارجية في الملف اليمني خلال الأيام الماضية اكدت أن ما وصلت اليه جولة مشاورات وزير الخارجية الاميركي جون كيري والرباعية بشأن الملف اليمني والتي اعاد كيري صباح اليوم التأكيد عليها، افرزت  خارطة طريق لم تكترث لمطالب ومخاوف النظام السعودي الذي يسعى للخروج بانتصار سياسي أو ميداني في هذه الحرب التي كبدت السعودية ودول تحالف العدوان الكثير وصارت تمثل عامل تهديد لمستقبل بن سلمان الحالم بوراثة العرش بعد أبيه.

زاد من حال الانسداد بالنسبة للسعودية أن تفاهمات كيري بشأن الحل السياسي القابل للتطبيق، تحولت تاليا إلى مبادرة أممية، تحظى بتأييد دولي واسع.

هل كان الفار هادي يخطط لهذا السيناريو ؟

ثمة مؤشرات تؤكد أن الفار هادي لم يكن يخطط لسيناريو التشظي والحرب الداخلية الطويلة الذي أفضحت عنه اليوم التسريبات السعودية عبر وكالة الصحافة الفرنسية والتي تحدثت عن رد لهادي على خارطة الطريق الأممية بصورة انطوت على شروط غير قابلة للتطبيق، ما أكد أن الغرض منها هو جر الأزمة اليمنية بعيدا عن افق الحل السياسي السلمي.

وعلى الرغم من أن وكالة “فرانس برس” نسبت التصريحات إلى مصادر مقربة من هادي إلى أن القراءة التحليلية لمضمونها ومطابقته بالمواقف المعلنة للفار هادي وحكومته تؤكد أنها جاءت من الرياض، خصوصا وأن الوكالات الاخبارية العالمية الكبرى ترتبط منذ بدء العدوان على اليمن بكابل مباشر بمطابخ التحالف السعودي واي تصريحات من جلنب الفار هادي وحكومته تمر فقط ان جاءت عبر القنوات السعودية.

يضاف الى ذلك  ان مضمون التصريحات التي انطوت على شروط تعجيزية وغير قابلة للتطبيق جاءت مخالفة كليا للخطاب الذي ظل هادي وفريق حكومة عملاء الرياض يكررونه خلال الفترة الماضية والتي لم تتزحزح قيد انملة عن المطالبة بالمرجعيات الثلاث اساسا لمفاوضات الحل السياسي.

ماذا بشأن الموقف الدولي؛؛؛

لا يبدوا أن ثمة جديد ايجابي في الموقف الدولي في الأيام القادمة، والمرجح أن يستمر الموقف ضبابيا كما هو حاله منذ القرار الذي اتخذه الفار هادي بنقل البنك المركزي وصولا إلى اعلانه رفض الخطة الأممية للحل السياسي.

ومن غير المرجح أن تشهد الأيام القادمة تدخلا دوليا يكبح المخطط الذي تقوده السعودية وهادي بنقل اليمن إلى مربع الدولة الفاشلة في ظل الحرج الذي تعانيه العديد من عواصم العالم التي اتاحت للفار هادي وحكومته غطاءا سياسيا بوصفه الرئيس الشرعي والحكومة الشرعية في الموقف الذي تعزز أكثر بقرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي وهي ذات المواقف التي لا تزال تصف القوى اليمنية في الداخل بانها قوى انقلابية في حين تعتبر الفار هادي رئيسا شرعيا.

اليمن ينتصر

رئيس التحرير 

اخبار 24

شاهد أيضاً

عبدالملك يأمر بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة للكشف عمن قام بافشاء هذا السر الخطير

المستقبل – خاص كشفت مصادر حكومية مطلعة، أن رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، أمر بتشكيل ...