2025/04/23 10:58:17 مساءً
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> لماذا خرج رئيس اركان الجيش الايراني بتصريحاته في هذا التوقيت الحرج ؟

لماذا خرج رئيس اركان الجيش الايراني بتصريحاته في هذا التوقيت الحرج ؟

سعت المملكة العربية السعودية منذ بداية حربها العدوانية الهمجية على اليمن إلى الترويج إعلامياً وسياسياً لدوافعها “النبيلة” التي جعلتها تقود تحالفا عسكريا إقليمي ودولي مضمونه إنقاذ اليمن من “المد الفارسي المجوسي”.

استطاعت الآلة الدعائية التحالفية (قناتي الجزيرة والعربية وغيرها) إلباس اليمنيين المناهضين للعدوان والمدافعين عن وطنهم لباس المجوسية الفارسية، مستغلةً نفوذ المال السعودي في تكميم أفواه المجتمع الدولي من خلال شراء الصمت سواء في مجلس الأمن والأمم المتحدة- عبر صفقات الأسلحة- أو المنظمات الدولية التي لها ارتباط بحقوق الإنسان وجرائم الحرب- عبر الأموال تحت مسمى دعم.

لكن طول أمد الحرب التحالفية دون تحقيق أهدافها التي أعلنت أنها ستحققها في أسبوع أو إسبوعين على لسان ناطقها العسيري في أول مؤتمر صحفي له بداية الحرب، واقترابها من العامين بدأ يخلق نوعا من الرفض والسخط لدى شرائح في شعوب العالم المتحضر و الدول الإسلامية لأن الجرائم التي ارتكبها تحالف ال سعود كشفت زيف ادعاءات النظام السعودي والأنظمة العربية التي تقتات من فضلات أمواله وأثبتت للكثير من الأحرار حول العالم بأن الشعب اليمني أكبر وأعظم من أن يلبس لباس لا يليق بتاريخه وحضارته وعراقته بل ان هذا الشعب هو معيار لعروبة كل الأعراب من حوله الذين يقتاتون من دماء اطفاله ونسائه وتدمير كل مقومات دولته ومحاولة تدمير وطمس تاريخه وحضارته باستهداف معالمه التأريخية بالقصف والتدمير.

حيال كل ذلك يخرج علينا رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري في هذا التوقيت الحرج لتحالف آل سعود- قائلاً : “أنه يتطلب إنشاء قواعد بحرية في المناطق النائية ومن المحتمل أن تصبح لدينا يوما ما قاعدة على سواحل اليمن او سوريا، أو ايجاد قواعد عائمة وعلى الجزر “.
ليس من حقنا أن نحدد ما يجب أن يقوله و ما لا يجب أن يقوله اللواء باقري فهذا شأن داخلي إيراني ولكن من حقنا أن نتساءل لماذا يصدر تصريح كهذا في توقيت حرج تعيشه  اليمن جراء الحرب العدوانية وعمليات ما سمي بـ “عاصفة الحزم” .. وماهي الأهداف التي أرادها باقري ومن خلفه النظام الإيراني من وجود إسم اليمن ضمن خياراتهم ؟
الا يثبت تصريح كهذا كل ادعاءات نظام آل سعود ويدعم صحة توجساتهم في حربهم التحالفية كخطوة استباقية لقطع الطريق أمام الطموحات الفارسية في اليمن مع أن باقري ونطامه يعلمون بأن اليمن لن يقبل أي غريب على أرضها إلا ان اتاها ضيفاً مؤدباً ومع أن اليمنيين أيضاً أدركوا -خلال صمودهم ومواجهتهم لهذه الحرب القذرة- أن إيران لم تكن إلا شماعه استخدمها النظام السعودي لتبرير حربه اللامشروعه ضده كما إدراكه تماماً بإستغلال النظام الإيراني إدعاءات نظام آل سعود في حربهم التحالفية كورقة ضغط في مفاوضاته على ملفات مرتبطة بالمصالح القومية الفارسية كالملف النووي وقضية الحصار المفروض عليها منذ بداية العقد الثامن من القرن الماضي..
تصريحات باقري أثبتت لنا كشعب أن الحرب يشارك فيها الجميع سواءً كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سواءً بقصد أو دون قصد فنحن لم نجد من إيران الفارسية إلا التصريحات السياسية في أوقات بدت مدروسة بخبث تخدم مصالح طهران القومية فقط وتحدث أثرها في بعض عقول المغفلين سواء كانوا مع أو ضد العدوان وبالطبع تعزز الذرائع التي يتمترس خلفها نظام آل سعود أمام العالم الإسلامي السني ليسوق لنفسه المسوغات الشرعية التي تؤيد حربه العدوانية ضد اليمن كشعب له من التاريخ والحضارة ما يؤهله للثبات والصمود أمام كل المؤامرات الدولية و الإقليمية.

اذا كان النظام الإيراني ينظر لليمن من منظور المثل العربي بأن “الجمل لو طاح كثرت سكاكينه” فهو لم يستوعب بعد الدرس الذي من المفترض أن يتعلمه عن سر صمود الشعب اليمني -ليس معه إلا الله- أمام هذا التحالف العسكري الدولي القذر الذي كشف لنا كيمنيين بأن الاطماع لا تقتصر على طرف دون آخر فالكل ينظر إلى اطماعه ومصالحه سواءً كان العدو المشارك في العدوان أو الصديق المنتظر متربصاً لإقتناص الفرص… وأن الشعب اليمني سيتعامل مع كل أطماع تعاملاً يليق بكرامته وسيادته وحقه في تقرير مصيره من منطلق مصالحه القومية اليمنية .
م. عبدالله الياجوري
مهندس وباحث في العلاقات الدولية والدبلوماسيه

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...