سوى الجبهات الحدودية التي تحرص فيها وحدات الجيش واللجان الشعبية على التخفي كتكتيك عسكري اساسي في معارك جبهات ما وراء الحدود، فإن اكثر الجبهات الداخلية تبدو مكشوفة للعدو السعودي وكتائب المرتزقة المحليين، وذلك ما يفسر الهجمات المباغتة التي تشنها في بعض الجبهات الداخلية وتحرز فيها نجاحات في السيطرة السريعة على بعض المناطق والمواقع بأقل الخسائر.. هنا تفاصيل تكشف لأول مرة عن جانب من وسائل الرصد ولمراقبة الجوية والفضائية لمناطق الجبهات الداخلية وآليات وضع الخطط للهجمات وتصوير مسارح العمليات وتوقعاتها.
كشف عسكريون سعوديون عن دور محوري ورئيسي تقوده كتائب عسكرية متخصصة تابعة لمركز عمليات تحالف العدوان السعودي في الرياض تضم خبراء عسكريين سعوديين وعرب واجانب يتولون رصد مواقع الجبهات وتحركات وتجمعات الجيش واللجان الشعبية عبر الاقمار الصناعية المزودة بتقنيات تصوير مباشرة عالية الدقة مستأجرة من النظام السعودي وعبر خدمات التصوير الجوي المباشر وانظمة الخرائط التي تتيحها شرطة جوجل الأميركية.
ويتولى هؤلاء الخبراء كذلك مهمات التخطيط للعمليات الميدانية لكتائب المرتزقة ورسم خطوات عمليات الاقتحام والتوغل والسيطرة على المواقع والتي غالبا ما يتم اسنادها جويا من طيران تحالف العدوان السعودي الاماراتي.
ويقول عسكريون سعوديون مشاركون في غرف العمليات هذه إن اجراءات الرصد المخابراتية وتحليل بيانات الاقمار الصناعية تتابع على مدار الساعة مواقع الجيش واللجان الشعبية وتحركاتهم ومناطق تمركزهم في الجبهات الساخنة ( حجة ـ صعدة ـ مأرب ـ الجوف ـ نهم ـ تعز ـ البيضاء) عبر انظمة الاقمار الصناعية التي تتيح تصويرا فضائيا للجبهات بصورة شاملة بما في ذلك اتاحة اسماء المناطق والمواقع والمرافق والمعسكرات والشوارع.
ويشير هؤلاء أن فرق الخبراء تعمل على مدار الساعة، وترفد بصورة يومية مراكز العلميات المصغرة المرتبطة مباشرة بالعمليات الرئيسية لتحالف العدوان السعودي الاماراتي بالخطط اليومية للتحرك والزحف والتسلل بناء على التوصيات والقراءات التحليلية المقرة في مركز عملياته الرئيسي في السعودية والتي غالبا ما تحدد خطة الزحف والتسلل للمرتزقة عبر الثغرات التي يتم رصدها عبر الاقمار الصناعية، كما تضع الخطط البديلة التي تواجه أي تغيير قد يحصل في التوقعات التي يضعها الخبراء لتحركات الجيش واللجان الشعبية على مستوى كل جبهة على حدة.
صورة نشرها خبراء عسكريون سعوديون تبين دقة لتصوير الفضائي الذي يعتمده مركز عمليات تحالف العدوان السعودي في رصد تحركات ومناطق تموضع الجيش واللجان في الجبهات الداخلية وتزويد كتائب المرتزقة بالتعليمات العملانية على مدار الساعة (المستقبل)
ويعمل ضمن هذه الفرق العشرات من الخبراء العسكريين من دول تحالف العدوان السعودي وخبراء اجانب واسرائيليين يزودون يوميا كتائب المرتزقة بمواقع تجمع وتموضع قوات الجيش واللجان الشعبية على مستوى كل جبهة على حدة، كما يُخضعون مسرح العمليات الميداني للدراسة والتحليل اليومي من طريق صور مباشرة بالأقمار الصناعية قبل توجيه الأوامر إلى كتائب المرتزقة المنتشرة في هذه المواقع ما يتيح لهم رصد اماكن الثغرات التي تتيح للمرتزقة التسلل منها والسيطرة على مناطق بسهولة، ناهيك بعملياتهم الانغماسية وعمليات قصف مواقع الجيش من مناطق يصعب تحديدها من الأرض فضلا عن تمكينهم من اعتماد خطط استهداف وحدات الاسناد والتغطية ومراكز القيادة.
ويقول الخبراء العسكريون إن هذه العمليات تُسند بصورة دائمة عن طريق ما يعرف بالوحدات الجوية الالكترونية التي التي تقودها عادة طائرات متخصصة من طراز ER-3A والتي تحمل انظمة تجسس ومراقبة الكترونية تسبق عمليات الهجوم التي تتولى منذ بداية العدوان السعودي على اليمن مهمات توفير المعلومات الميدانية عن المواقع المستهدفة والتجسس الدائم على تحركات وتموضعات قوات الجيش في الجبهات، قبل شن عمليات هجومية مباغته عليها عن طريق كتائب المرتزقة أو عن طريق الغارات الجوية.
يحتفظ ” المستقبل “بسرية مصادر هذا التقرير