لم يكن غريبا السخرية التي ابداها اليوم ناشطون عرب في اميركا ومدونون في موقع التواصل الاجتماعي ازاء الابتذال الذي بلغته العائلات الوراثية الحاكمة في الامارات في التصريحات الهستيرية التي يطلقها الحاكم الانقلابي غير المتوج محمد بن زايد ومندوبته في الأمم المتحدة التي القت اليوم خطبة عصماء في الأمم المتحدة تحدثت فيها باسهاب مثير للتقزز عن تداخلات ايران في المنطقة العربية ونددت فيها بما سمته ” توسعات ايران في المنطقة وتدخلاتها في اليمن”.
واذا يلتمس البعض العذر لمندوبة الامارات في الامم المتحدة فإنهم يؤكدون بالمقابل أن حكام العائلات الوراثية االحاكمة في الامارة النفطية يقدمون نموذجا غاية في البشاعة للحاكم العربي الذي يعاني هستيريا الانفصام والعزلة عما يدور في بلاده التي تدير شؤونها مكاتب مخابرات دولية، وهو الوضع الذي يفسر صراخهم الهسيتري في المحافل الدولية بشأن توسع النفوذ الايراني الوهمي في المنطقة العربية وتدخلها في اليمن.
يكرر حكام الامارات الوراثية هذه المزاعم بحماس في حين أن طيرانهم الحربي يتدخل بعنجهية سافرة في شؤون دول مستقلة في الغارات الجوية التي يشنها ليل نهار في ليبيا بعدما نصبوا نظاما عميلا يقوده الجنرال حفتر، فيما تشن طائراتهم الحربية منذ نحو 20 شهرا الغارات الهستيرية على المدن اليمنية والتي تسببت في مقتل واصابة الآلاف من الابرياء اليمنيين فضلا عن تدميرها الكامل لمرافق البنية التحتية، بذرائع اعادة” الرئيس الشرعي” والذي يتصدر حكام الامارات الوراثية اليوم المطالب الدولية بخلعه وفقا لخطة التسوية المقدمة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ.
وقياسا بنعيقهم المستمر عن احتلال ايران لجزرهم الثلاث بوبيان وطمب الصغرى والكبرى فقد وجه المعتوه الصغير محمد بن زايد امكانيات الامارات الاقتصادية كلها لاحتلال المدن في حرب عثية في اليمن انتهت شمالا بانتكاسات مروعة تكبدها العام الماضي واعاد فيها الكره لاحتلال مدنا عدة في جنوب اليمن وانفق ولا يزال بابتذال على مشروع عبثي لتقسيم اليمن بتنصيب مليشيا عميلة وغير نظامية لادارة الشأن السياسي والأمني في محافظتي عدن وحضرموت وغيرها من المحافظات الجنوبية الخاضعة للاحتلال فيما يقدم الدعم المالي واللوجيستي للكتائب الارهابية التي تقود حرب العدوان السعودي الاماراتي في محافظات تعز ومأرب والجوف.
هذا التدخل الالعلنالعبثي المستمر في الشأن اليمني، لا يعد في قاموس الطغمة الحاكمة في الامارات الوراثية، تدخلا طالما وهو يأتي تنفيذا لأجندات مكاتب المخابرات الاسرائيلية والدولية التي تدير مشاريع الحروب الممولة اماراتيا في ليبيا وسوريا واليمن فيما يفيق محمد بن زايد من سكرته ومعه رؤوس العائلات الوراثية، ليوجهوا مندوبتهم في الأمم المتحدة واعلامهم الرخيص لممارسة المزيد من الزعيق عن تدخلات ايران في اليمن.
تصل هستيريا بن زايد إلى حد استئجار كتائب مرتزقة اجانب من شركات دولية يتصدرها “بلاك ووتر” لادارة حروب بالنيابة عن قواته الفاشلة في اليمن في محاولة لتسجيل انتصارات زائفة ينسبها لنفسه ناهيك باستئجاره قواعد عسكرية في اريتريا وجيبوتي لدعم العمليات العسكرية التي يشنها على اليمن في اطار تحالف العداوان السعودي الذي يشن حربا على اليمن منذ 20 شهرا.
ولا تبدوا مشاريع الحروب والتقسيم التي يمولها عيال زايد ومشاريع الخراب والقتل الوحشي للمدنيين في اليمن بعيدة عن السرطان الذي طالما حاولت هذه العائلات السرطانية تكريسه لدى شعبهم الغارق في مرض “فوبيا إيران” وهي الفوبيا التي يمعن النظام الاماراتي استخدامها للحصول على التأييد السياسي اللازم لاطالة عمر نظامه المتهالك وهي ذاتها التي اوصلتهم إلى وضع مزي اقتصاديا بعد مغامرتهم الجنوبية بالحرب الباهظة التكاليف على اليمن ناهيك بسمعتهم السيئة على مستوى العالم وامكان خضوعهم لمحاكمات كمجرمي حرب نتجية جرائم الابادة التي ارتكبوها بحق اليمنيين مدى 20 شهرا من العدوان الهمجي على اليمن، فيما تمضي ايران بتقدمها الاقتصادي والعسكري على نحو غير مسبوق.