قال خبراء اقتصاديون إن تدشين مكاتب البريد صرف مرتبات العسكريين لشهر اغسطس الماضي ولترتيبات الجارية لصرف 50 % من مرتبات الموظفين المدنيين جسد إلى حد كبير وفاء المجلس السياسي الأعلى بوعوده للشعب بصرف مرتبات الموظفين التي تعثر صرفها منذ ثلاثة اشهر بعدما لجأ العدو السعودي إلى دفع الفار عبد ربه منصور إلى اللعب بالورقة الإقتصادية بنقل البنك المركزي اليمني.
واكد الخبراء لـ “المستقبل” إن وفاء المجلس السياسي بوعوده رغم الضائقة لاقتصادية الكبيرة التي خلفتها الحرب الاقتصادية لتحالف العدوان السعودي الاماراتي على اليمن تعد انجازا كبيرا ودليلا على قدرة اليمنيين في انتاج البدائل لمواجهة صلف العدوان السعودي الاماراتي ومؤامراته الخطيرة والتي تجلت بأزمة السيولة بعدما فعل العدوان والمرتزقة فعلهم في تأجيجها بحجز الأموال لدى عملائهم السريين المنتشرين بالداخل ناهيك باتلافهم كميات هائلة من العملة الوطنية وعرقلة توجهات البنك المركزي لطباعة العملة المحلية لصرف الرواتب وتجاوز ازمة السيولة، في ظل استمرار موجات النهب المنظمة للايرادات الحكومية.
وقال الخبراء إن خطوة صرف مرتبات العسكريين اليوم عبر مكاتب البريد، تقدم دليلا لليمنيين على جدية المجلس السياسي الأعلى لتحمل مسؤولياته القانونية والانسانية، ولا سيما بعدما تصاعدت بصورة كبيرة معاناة المواطنيين اليمنيين جراء تأخر صرف الرواتب ولا سيما وأن 1.3 مليون موظف يمني في القطاعين المدني والعسكريين يعولون حوالي 7 ملايين نسمه بما يعادل ثلث عدد السكان في اليمن، مشيرين إلى أنه رغم الآثار الكارثية لقرارات هادي الهستيرية بنقل البنك المركزي إلى عدن والتي مضى عليها شهرين فإن وفريق عملاء الرياض يستخدمون الموارد المتاحة للبنك في التظاهرات المؤيدة وشراء الولاءات في المحافظات الجنوبية.
وقال خبراء اقتصاديون إن ما لمسه اليمنيون خلال الفترة الماضية أن الفار هادي وفريق عملاء الرياض نقلوا البنك المركزي اليمني وجمدوا نشاطه راغم الآثار الكارثية لقرارهم في تأخر صرف مرتبات الموظفين بما في ذلك المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا العملية وقوات الغزو الاماراتية والسعودية، مشيرين إلى أن هذه الخطوة الانسانية التي باشرتها صنعاء لصرف مرتبات العسكريين والموظفين المدنيين تنطوي على رسالة إلى المؤسسات المالية الدولية بقدرة البنك في صنعاء على ادارة العمليات المصرفية والنقدية والتزاماته حيال الشعب اليمني في اسوأ الظروف.
وذكر الخبراء بالوعود التي سوقها الفار هادي وحكومته العميلة بشأن صرف مرتبات الموظفين في الأمم المتحدة وغيرها والتي لم تنفذ حتى الآن رغم استحواذهم على البنك المركزي اليمني وارصدته الداخلية والخارجية في ظل دعم سعودي اماراتي دولي كبير، مؤكدين أن هذا الفشل يؤكد على سوء نيات المرتزقة وفي المقدمة هادي وحكومته، وتركيزهم فقط على كيفية استثمار خطوة نقل البنك المركزي اليمني لاخفاء عمليات النهب التي يقومون بها ومحاولاتهم المحمومة لنهب ارصدة البنك وتوجيهها لاشعال حرائق وحروب دون الاكتراث لمعاناة المدنيين بما فيهم القاطنين في المحافظات الخاضعة لسلطة قوات العزو الإماراتية والسعودية وكتائب المرتزقة.
وكانت الهيئة العامة البريد دشنت اليوم اعمال صرف مرتب شهر اغسطس لمنتسبي الجيش والأمن استنادا إلى قرار وزارة المالية بصرف مرتبات شهر اغسطس.
ونسبت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) إلى مدير عام هيئة البريد، المهندس محمد علي مرغم، إن عملية الصرف بدأت لعدد من وحدات وزارة الدفاع تنفيذا لتوجيهات وزارة المالية بناء على ما أقره المجلس السياسي الأعلى ببدء صرف جزء من مرتبات موظفي الدولة المدنيين و العسكريين و بشكل تدريجي.
و اكد أن عملية الصرف تتم بالتنسيق مع البنك المركزي بصورة تدريجية بدءاً بالدفاع يليها صرف 50% من راتب شهر سبتمبر لموظفي وزارة التربية والتعليم ومن ثم المتقاعدين فالوزارات و المؤسسات المدنية التي تصرف عبر هيئة البريد.
ولفت إلى أن هيئة البريد تعمل على تسهيل الصرف عبر مكاتبها المنتشرة في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات وفق ما توفر لها من سيولة نقدية من البنك المركزي اليمني.