افلحت ضغوط مارستها بعض العواصم العربية والغربية على السعودية في حملها على وقف ترتيبات مخطط تصعيد عسكري كانت شرعت فيه بالتنسيق مع الفار هادي ونائبه الجنرال محسن وفريق عملاء الرياض ويسعى إلى عزل اليمن عن محيطه الخارجي وشن عمليات بحرية كبيرة للسيطرة على محافظات ساحلية (الحديدة) مع تصعيد مستوى الغارات الجوية على نحو غير مسبوق.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ “المستقبل” أن الرياض شرعت بهذا المخطط سعيا إلى حسم سريع للحرب العدوانية التي تشنها على اليمن منذ 19 شهرا ولتلافي تداعيات خطيرة في الحرب الميدانية الدائرة في العمق السعودية بعد استجابة العديد من القبائل اليمنية لنكف قبيلة خولان واعلانها النفير العام لمواجهة العدوان وكذلك للحد من وتيرة الضغوط الداخلية التي يواجهها النظام السعودي نتيجة طول امد الحرب واقتراب من دخول عامها الثاني دون تحقيق أي نتائج.
وأوضحت المصادر لـ “المستقبل” أن المخطط الذي رصدت له الرياض ترسانة اسلحة وذخائر هائلة حصلت عليها مؤخرا من الحكومة البريطانية واعدت له حملة دعائية كبيرة لتأليب العالم ضد اليمن بذرائع استهداف الحوثيين المشاعر المقدسة، تضمن كذلك توسيع طيران العدوان السعودي لغاراته العشوائية في اليمن بضرب سائر المرافق الحيوية بما في ذلك تدمير المنابر الاعلامية اليمنية واستهداف الصحفيين بغارات اغتيال من الجو بشكل واستهداف شبكات الاتصالات وخدمات الانترنت لعزل اليمن كليا عن العالم الخارجي،بالتزامن مع عمليات تشويش على القنوات الفضائية اليمنية واطلاق اذاعات محلية تابعة للمرتزقة بعد استهداف الاذاعات المحلية، فضلا عن تصعيد الجبهات الداخلية والحدودية بدفع الآلاف من الجنوبيين والمرتزقة المحليين والاجانب والتنظيمات الارهابية اليها.
وقالت إن النظام السعودي كان حدد ساعة الصفر لخطة التصعيد العسكري مع بدء الانتخابات الأميركية مطلع الشهر الجاري لاستثمار انشغال الاعلام الدولي بالانتخابات الاميركية، غير أن العديد من العواصم الغربية ابدت رفضها وحذرت من اجراءات قد تقلب الطاولة على النظام السعودي.
ولفتت المصادر إن موقف واشنطن القلق حيال خطة التصعيد السعودية بدا اكثر وضوحا في الموقف الذي اعلنته سفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن سامنثا باور في المداخلة التي قدمتها في جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول اليمن، وضمنتها رسالة غير مباشرة إلى النظام السعودي بتأكيدها أن مدة الــ 19 شهر أثبتت فشل الحل العسكري وأن زيادة الضغط العسكري سيزيد المعاناة ويطل امد الصراع ويسمح بتوسع تنظيم القاعدة.
وطبقا للمصادر فقد سربت واشنطن تفاصيل المخطط إلى العديد من العواصم الغربية وفي المقدمة لندن، التي أبدت موقفا اكثر توازنا في اليومين الماضيين قياسا إلى موقفها السابق في جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن، كما باشرت واشنطن ضغوطا على لحمل النظام السعودي على وقف الترتيبات العسكرية للتصعيد خشية أن تقود إلى انهيار كامل لحليفتها السعودية،
وتشير المصادر إلى أن واشنطن ووجدت استجابة من اطراف سعودية على المستوى السياسي وكذلك المستوى العسكري برزت إلى السطح في الخطوات العملية الميدانية التي باشرها بعض القادة السعوديين في المناطق الحدودية وتصدرها سحب لواء من قوات الحرس الوطني السعودي من نجران واستبداله بكتيبة مهمات امنية قبل ايام.