عزت مصادر ديبلوماسية تحدثت إلى “المستقبل” اعلان النظام السعودي غير المباشر الموافقة على الخطة الأممية التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ إلى خلافات في صفوف العائلة السعودية الحاكمة بعدما حظيت الخطة بموافقة أكثر الأطراف السعوديين وليس جميعهم، غير أن المصادر ذاتها، وصفت هذا الإعلان بأنه تطور ايجابي يعزز فرصا الحل السياسي خصوصا وأنه انطوى على اعتراف رسمي هو الأول من نوعه بأن السعودية صارت جزءا من معادلة الأزمة والحل بعدما ظلت متوارية طوال الفترة الماضية.
واعلنت الرياض بشكل غير مباشر موافقتها على المبادرة الأممية الجديدة التي رفضها هادي في وقت سابق في خبر بثته اليومم وكالة رويترز” المدعومة من النظام السعودي والتي نسبت إلى ديبلوماسيين القول إن “المملكة التي تقود تحالفا عسكريا شن آلاف الضربات الجوية على اليمن”قبلت مبادرة الحل السياسي المقدمة من المبعوث الأممي ولد الشيخ وشجعت هادي على التعامل معها ”.
وطبقا لمصادر “المستقبل” فقد جاء الاعلان السعودي استجابة لنصائح من واشنطن ولندن تلت تحذيرات جدية للرياض من مخاطر وشيكة خارجة عن السيطرة جراء التداعيات في الجبهات العسكرية الحدودية والداخلية زاد منها تصاعد وتيرة الخلافات بين اقطاب العائلة الحاكمة بشأن ملف الحرب في اليمن وتنامي الاضطرابات الداخلية في مناطقها الحدودية بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت ناشطين في نجران وبينهم يمنيون مهاجرون.
واشارت إلى أن واشنطن ولندن مارست ضغوطا من اجل حمل السعودية على القبول بالخطة الأممية وتسهيل مهمات ولد الشيخ بعدما كانت ضغوط سعودية كبيرة على المنظمة الدولية افلحت في حمل ولد الشيخ على الانحياز للسعودية في احاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن وهو الانحياز الذي اثار موجة انتقادات في كواليس المنظمة الأممية خصوصا وهي تعارضت مع التوجهات الدولية للحل السياسي وانهاء الحرب التي تشنها السعودية على اليمن منذ مارس العام الماضي واشعلت مؤخرا موجة انتقادات ومطالبات بالتحقيق في جرائم حرب بحق المدنيين.
وتقول المصادر إن خطة الحل السياسي المقدمة من ولد الشيخ حظيت بدعم دولي بعدما استوعبت مفردات مسار التسوية التي اقترحها وزير الخارجية الاميركية جون كيري كما حظيت بدعم من لندن التي تتولى الاشراف على الملف اليمني في مجلس الأمن الدولي، ولا سيما بعد الانتقادات الحادة التي واجهتها في شأن سوء اداراتها لملف اليمن في مجلس الأمن في مقابل رفض وتحفظ العديد من الدول الراعية للتسوية حيال الخط الذي ابداه النظام السعودي مؤخرا للتعاطي مع الأزمة اليمنية.
وتزايدت حدة الضغوط على النظام السعودي بعد أن دفعت الفار هادي لاعلان رفضه تسلم المبادرة الأممية ورفضه محتواها، فيما اعتبرته دوائر غربية” موقفا متسرعا ” من النظام السعودي كبح إلى حد كبير أي فرص للتوافق على حل سياسي قابل للتطبيق”.
وطبقا للمصادر فإن الموقف الدولية هذه جاءت استنادا على معطيات ابرزها فشل هادي وفريقه في فرض حلول افضل سواء بالقوة أو الاتفاق وانعدام الاسناد الشعبي له ولحكومته وخصوصا بعد ضلوعهم في تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي بقرار نقل البنك المركزي.
وقياسا بالموقف الدولي فقد لجأ هادي إلى دفع مليشيا حزب الإصلاح وبعض المرتزقة الموالين في تعز وعدن وحضرموت لتنظيم تظاهرات في تعز وعدن وحضرموت ومأرب في مسعى لتوجيه رسالة غلى المجتمع الدولي عن التأييد الشعبي للفار هادي ورفض الخطة الأممية غير ان التظاهرات كانت باهتة و بدت في اسوأ حالاتها.