كشفت ديبلوماسيون لـ “المستقبل” عن ترتيبات اميركية لقرار مرتقب بإدراج الجنرال الهارب علي محسن في لائحة الإرهاب الدولي وتحريك الدعاوى بشأن الشيخ عبد المجيد الزنداني المدرج في قائمة الامم المتحدة لتمويل الإرهاب وذلك، غداة القرار الذي اتخدته وزارة الخزانة الامريكية بادراج شركة العمقي للصرافة إلى قائمة ممولي الإرهاب بعد تقارير وصفت الشركة العاملة بصورة رئيسية في المحافظات الجنوبية بأنها الذراع المالية لفرع التنظيم الدولي للاخوان واجنحته الارهابية في اليمن.
واوضحت المصادر التي تحدثت إلى “المستقبل” وفضلت عدم الكشف عن هويتها أن وزارة الخزانة الأميركية التي اضافت مؤخرا مالكي شركة العمقي للصرافة ومالكيها الى اللائحة لدعمها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، شرعت بالمقابل بترتيبات قانونية لإضافة مسؤولين رفيعين في حكومة الفار هادي بينهم الجنرال محسن فضلا عن محافظ البيضاء ومستشار هادي.
وطبقا لمصادر “المستقبل” فان هناك قرائن وادلة كثيرة اثبتت تعامل الجنرال الاحمر المالي مع شركة العمقي المدرجة مؤخرا على لائحة الارهاب، وذلك لتمويل عمليات ارهابية لأعضاء في تنظيم القاعدة، مؤكدة ان هناك خيوط كثيرة ستتكشف تباعا للارتباط الوثيق والقديم بين قيادات رفيعة في حزب الاصلاح وشركة العمقي للصرافة.
ولفتت إلى أن اعلان الجنرال محسن قبل ايام اعادة تنشيط عضويته الحزبية في المؤتمر الشعبي العام، جاء ضمن نصائح تلقاها من دبلوماسيين لمحاولة تبرئة ساحته من علاقته الوثيقة بحزب الاصلاح (جناح الاخوان المسلمين الارهابي في اليمن)، ودعمه المعروف للقيادات الارهابية.
ونسبت المصادر إلى دوائر غربية التأكيد على عدم تأثير خطوة الجنرال محسن الأخيرة على القرار الامريكي المرتقب بإدراجه على لائحة الارهاب الدولي، مشيرة الى تزايد الخطر لدى اتباع الفار هادي من حزب الاصلاح في الرياض من مأزق تصنيفهم كإرهابيين وبينهم عبد المجيد الزنداني المطلوب دوليا من قبل السلطات الأميركية ولجنة الأمم المتحدة بالتهمة ذاتها، والذي لجأ مؤخرا إلى الزواج في السعودية لغرض الحصول على اقامة دائمة تجنبه الملاحقات الدولية بتهم دعم الإرهاب.
وكانت وزارة الخزانة الامريكية اكدت في بيان، أن سعيد صالح عبد ربه العمقي ومحمد صالح عبد ربه العمقي وُضعا على قائمتها الخاصة بالأفراد إلى جانب شركتهما العمقي وإخوانه للصرافة التي كانت القاعدة في جزيرة العرب تستخدمها في التعاملات المالية لعدة سنوات، مشيرة إلى أن “القاعدة في جزيرة العرب يستخدم حسابات في العمقي وإخوانه للصرافة لتوزيع الأموال في أنحاء اليمن ولاستقبال إيداعات بما في ذلك الأموال المُبتزة من الشركات اليمنية”.
وأضافت الوزارة أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أمر في وقت سابق هذا العام شركة بترول يمنية بمحافظة حضرموت بنقل مليون دولار إلى العمقي وإخوانه للصرافة لدعم أنشطة التنظيم.
وجاء في بيان الوزارة أن “سعيد العمقي امتلك عددا غير معلوم من شركات الصرافة أو شركات نقل الأموال مثل حوالات في عدن اليمنية، وأنه استخدم هذه المؤسسات للقيام بأنشطة مالية لصالح القاعدة في جزيرة العرب”.
وأضافت الوزارة أن محمد العمقي يشارك في ملكية العمقي وإخوانه للصرافة وهو أيضا عضو في القاعدة في جزيرة العرب، وشارك في تهريب أسلحة وساعد القاعدة في جزيرة العرب على الحصول على السلاح والتمويل”. حد تعبير البيان.
وكان دبلوماسيون عاملون في سفارات اليمن بالخارج، كشفوا في وقت سابق لـ”المستقبل”، عن انزعاج كبير في أوساط دوائر صناعة القرار بالدول الغربية والاوروبية، حيال توالي إدراج مسئولين رفيعي المستوى في حكومة الفار هادي على لائحة الإرهاب الدولي، وأخرهم محافظ البيضاء الذي تم تعيينه مطلع العام الجاري، ومستشاره عبدالوهاب الحميقاني، في سابقة خطيرة لم تحدث من قبل.
وأكدوا تلقي بعثات اليمن الدبلوماسية في عدد من دول الغرب واوروبا، انتقادات حادة من مسئولين غربيين وأوروبيين حول هذا الموضوع، وتشكيكهم صراحة بوجود ارتباط وتعاون مكشوف بين هادي وحلفائه من حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين)، وقادة الجماعات الارهابية.
وسبق ذلك، تأكيد مسؤول امريكي بارز، ان تعيين علي محسن الاحمر المتورط بالارهاب منذ سنوات طويلة نائبا لرئيس اليمن يشكل خطرا كبيرا على مستقبل البلد والمنطقة.
وأكد السيناتور الامريكي البارز براند جون، ان امريكا ايضا سيمسها الخطر الذي يشكله الاحمر لو اصبح رئيسا لليمن لما للرجل من علاقة بالارهاب الدولي.
وأستغرب جون في تصريحات نقلتها صحيفة “نيويورك تايمز”، من تعيين هادي، الشخصية المتهمة بالارهاب علي الاحمر نائبا له بشكل مفاجئ الى جانب تعيينه احمد بن دغر رئيسا للوزراء وهو شخصية فاسدة واحد اذرع الرئيس علي عبدالله صالح المتهم ايضا بتغذية طرف من الجماعات الارهابية باليمن.
وكشف السيناتور براند، ان الولايات المتحدة الامريكية باتت تشعر بقلق بالغ جراء تعيين الاحمر نائبا للرئيس حيث انه بالامكان ان يصبح رئيسا للبلد مما يجعل اليمن اول دولة يرأسها شخص ارهابي .
واعتبر مختصون بشؤون الجماعات الارهابية، تلك التصريحات تمهيدا لادراج الجنرال علي محسن ضمن قائمة الارهاب الدولي، للالتحاق بمن سبق ادراجهم من مسئولي عبدربه منصور هادي ضمن الارهابيين الدوليين، واخرهم محافظ البيضاء نايف القيسي، وقبله مستشاره عبدالوهاب الحميقاني.