تجاهل الموقع الرسمي للأمم المتحدة سائر الاحاطات والمداخلات التي قدمها سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن وكذلك احاطات المسؤولين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة التي قدمت في جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن الاثنين، حاصرا تغطيته للجلسة بعناوين منتقاة من الاحاطة التي قدمها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، ليمضي اعلام الأمم المتحدة هو الآخر على خطى التضليل والانحياز والتبني غير النزيه لمواقف وسياسات وضغوط تحالف العدوان السعودي حيال الأزمة الانسانية التي تطحن اليمنيين جراء استمرار العدوان السعودي الاماراتي وحصاره المفروض على اليمن منذ 19 شهرا.
وتفاجأ متابعون في انحاء العالم، بتوجه اعلام الامم المتحدة بشكل متعمد وغير نزيه لابراز الاكاذيب التي ساقها ولد الشيخ بشأن رفض الوفد الوطني خارطة الطريق للحل السياسي، والتي كانت اثارت عاصفة احتجاجات في الداخل اليمني خصوصا وهي جاءت بعد إعلان متكرر للوفد الوطني المكلف بالمفاوضات القبول بالخطة الأممية ارضية للنقاش، في مقابل اعلان الفار هادي وحكومة الرياض رفضها الخطة بل واعلان هادي شخصيا رفضه تسلمها من ولد الشيخ خلال زيارته للرياض.
وعلى خطى الاهداف غير النبيلة التي ارادها ولد الشيخ في احاطته المقدمة لمجلس الأمن بتحميله الاطراف اليمنيين مسؤولية تدهور الوضع الانساني واستمرار دوامة الحرب العدوانية الشرسة على اليمن، جاء الموقع الرسمي للأمم المتحدة ليكرس المزيد من الأكاذيب والتضليل فتصدر بتقريره عن الجلسة بعنوان ” ولد الشيخ أحمد: رفض الأطراف اليمنية لخارطة الطريق، دليل على عجز النخبة السياسية في اليمن عن تجاوز خلافاتها”.
وتحدث الموقع الأممي في تغطية غير النزيهة للجلسة بكل اللغات الحية عن المشاورات التي اجرها ولد الشيخ بشأن الحل السياسي بالقول ” وقد أجرى ولد الشيخ أحمد خلال الأسابيع الماضية مشاورات مكثفة مع الفرقاء اليمينين والمجتمع الدولي وقدم خارطة طريق لإنهاء النزاع تتماشى مع قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة ومبادرة التعاون الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني. وتشمل خارطة الطريق سلسلة إجراءات أمنية وسياسية متسلسلة ومتوازية من شأنها أن تساعد على إعادة اليمن للسلام وللانتقال السياسي المنظم”.
وبالطريقة اللولبية ذاتها أكد موقع الأمم المتحدة ما سوقه ولد الشيخ من أكاذيب بشأن الخطة الأممية محملا الاطراف اليمنية مسؤولية فشل جهود الحل السياسي ومقدما صك البراءة للنظام السعودي الذي يقود تحالف حرب على اليمن مستمر منذ 19 شهرا، بالقول
” ولكن يبدو أن الخريطة لم تحظ بتوافق الآراء — ولد الشيخ أحمد: “لقد استلم كل الأطراف الآن الخريطة مني مباشرة. ما بلغني حتى الآن -بطرق غير رسمية- يشير إلى رفض الأطراف لخارطة الطريق. وهذا دليل على عجز النخبة السياسية في اليمن عن تجاوز خلافاتها وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية. لقد حان الوقت لكي يدرك الأطراف أن “ما من سلام دون تنازلات وما من أمن دون اتفاقات”. ويجدر بهم الاحتكام إلى ما يضمن الأمن والاستقرار لليمنيين.” وفي هذا السياق أكد المبعوث الاممي للأطراف اليمنية أن “ما من رابح في الحروب” ، داعيا إياها إلى الالتفاف حول خريطة الطريق والسير قدما في انتقال سياسي سلمي.
وزاد الموقع الأممي الذي يعد الناطق الرسمي الوحيد للأمم المتحدة والمعبر عن سياساتها ومواقفها حيال ما يعتمل من احداث في انحاء العالم، زاد التأكيد على ذهب اليه بتسليط الضوء على العبارات المضللة لولد الشيخ ولا سيما قوله ” إن ما يشهده الميدان اليمني حاليا لا يتماشى مع مسار السلام الذي التزمت به الأطراف من خلال تعهداتها للأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.
ولم يكن هذه المحور المضلل نهاية المطاف، حيث ركز التقرير الاخباري الذي اذاعه موقع الأمم المتحدة بلغات عدة وعبر اذاعته الرسمية، على الذرائع التي قدمها ولد الشيخ بشأن جريمة الحرب المروعة التي اقترفها طيران تحالف العدوان السعودي في مجلس العزاء بالصالة الكبرى بصنعاء، واعاد نشر ما فصله المبعوث الأممي بشأن زيارته إلى القاعة وشعوره بالحزن حيالها وتحميله أطراف يمنية مسؤولية الجريمة التي راح ضحيتها أكثر 750 شخصا بين شهيد وجريح.
وبصورة تطوعية كشفت المستور اضاف موقع الأمم المتحدة في تقريره الاخبار المزيد من التبريرات للجريمة السعودية في قاعة العزاء، خلافا للأعراف والتقاليد الصحفية المرعية في تغطية فعاليات الأمم المتحدة بإضافته عبارة أن ” التحالف العربي كان قد أعلن مسؤوليته عن هذا الهجوم، وسارع فريق التقييم المشترك بإجراء تحقيق أولي وطالب في توصياته باتخاذ إجراءات ضد من تثبت مسؤوليته، ودعا إلى مراجعة قواعد الاشتباك المعنية بالتحالف”.
كما منح المزيد من الشرعية للتحقيق الأحادي الذي اجراه النظام السعودي بالاشارة إلى تأكيد ” المبعوث الأممي على أهمية أن يفضي التحقيق إلى معاقبة كل من تثبت مسؤوليته”.